( 2 )
( حسام الصراحة المهند )
لكل منا حالة ضعف .. قد تكون مستمرة وقد تكون مؤقتة .. ومنا من لا يزوره ضعفه الا زيارات لحظية ...
وحين كتبت هذا العنوان- أي مقالات لاحياء الضمير - ... جال في خاطري ... هذا السؤال ..
ترى .. هل مات الضمير .. ام انه لا وجود له ...
ولكن ما ان بدات بالابحار في بحر التبريرات .. باحث عن تبرير للجواب الذي لم اصل اليه بعد ..
حتى توقفت مجادفي .. ليس استسلاما للموجات المتلاطمة .. ولا خوفا من ثقوب في السفينة ..
ولكني توقفت .. لاني مبحر الى مبرر ..
فما جدوى هذه الرحلة .. اذا كان هدفها مبرر لاجابة مخجلة ..
اهو الخجل من الاكتفاء بالخجل ؟؟.. ام انه الخوف من الخجل ؟؟ .. ام هو الجهل بالخجل ...؟؟
لعلي قد اقتربت في مقالي الثاني الى التفلسف والغموض ... ولكن ماذا اقول .. سوى الغموض ..
لانه بالصراحة .. يكون الشخص مهاجما ومتهما..
وبالصراحة يكون الشخص مارقا على العادات والاديان والقيم والمباديء ..
بالصراحة تصبح الجمر نيرانا ..
فهل الصراحة وقود ...؟؟.
بالصراحة نجرح ونزيد الجرح ..
وبالصراحة نقتل ونزال بالخفاء ..
امن الصراحة البلوى ؟؟
ام مما في الصراحة المصيبة ..؟؟
الصراحة ..
نعم هي ما نحتاج اليه في رحلتنا الطويلة ...
وهي المجداف والربان بل هي الرياح والباخرة .. ولا ابالغ ان قلت انها المياه الغادرة ...
بالصراحة مع النفس والغير مع العدو والصديق بالصراحة مع الكل والنحن مع الانا والانت ...
بالصراحة المقننة بالادب بالصراحة المهذبة الايجابية المثمرة .. بالصراحة التي تبني ولا تهدم .. بالصراحة التي تهدم الان لكي لا تحطم بالكتمان ما قد يبنى بدونها ..
الصراحة ... يا ترى هل يفهم معناها ..؟؟
ولكن ماذا اقول لهذه الامة التي اريد ان تكون صريحة ..
ااخبرهم ان الصراحة في مصطلحاتهم لا تعني سوى الفضيحة ؟؟
هل اقول ان الصراحة في منطقهم تعني نشر الغسيل .. ؟؟
لا لا ..
حتى الصراحة في الصراحة ... محرمة ...
شكرا ايها الشعب النبيل ..
شكرا ايها الشعب الصريح في رفضك لكل ما يمت للصراحة من معاني وقيم ..
وتلبيسها لكل ما هو رديء ومذل ..
فلا نعم بك من سجين لا تريد الاعتراف بقيودك ...
ولا نعم بك من ميت يوهم نفسه بالحياة لتحركات فيه علتها الرياح ..
وان كنت لا تريد الصراحة..
فاسمح لي ايها الشعب ..
ان اكون صريحا ..
لن اكون سوى مقاتلا بيميني قلمي كاتبا لكل ما هو صريح ...
ايها الشعب لن اهاجمك بالقنابل والتفجيرات ولن اقتلك بمنع موارد الاقتصاد ... ولن اضرك بدنيا ولا نفسيا ...
ولكن سافجعك بالصراحة وساشهرها في وجهك قائلا الحقيقة ..
اعتبرها وداعا ان لم تكن صريحا ...
وان اردت الصراحة فهي دعوة للنزال والقتال ...
ساريك مكانك في السابق لاجعلك تبكي على ما انت فيه ..
وساريك مكانك بين من هم حولك .. لتعلم كيف حالتك ..
كل ذلك بالصراحة ...
التي سياتي من سياتي ...
متباه بعقله ..
خاشيا على سمعته ..
قائلا بهدوء ..
متسترا خلف جلباب امراة ..
متحجبا داخل هودجها ..
هامسا في اذني بعد التفاتات لا نهائية ...
(( لا تصادم الناس )) ...
سابتسم ولن اكون صريحا معه ...
وساقول له لن اكون صريحا ..
وفي ختامي ..
الصراحة عليكم ورحمة الله ...
__________________
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا **** تجاهلت حتى ظن أني جاهل ...
أبو العلاء ..
|