{{ ويـل لـلـمـسـافـريـن }} للعربدة والمجون ..!!
بسم الله الرحمن الرحيم
** أحبتي الكرام /
** السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
** إنتهت في الإسبوع الذي قبل الماضي الإختبارات النهائية لجميع مراحل التعليم العام والجامعي والعالي كذلك لهذا السنة الدراسية 1423هـ ــ 1424هـ ، وبدأت الإجازة الصيفية منذ يوم أمس ، وفيها تيدأ رحلة أخرى من الهموم والبرامج في (كيفية) تمضية هذه الإجازة (الحرارية) ، وخاصة لمن لديه أسرة فيها من الطلاب والطالبات الذين لهم الحق في المكافأة والفرحة بختام عامهم ونجاحهم بعد مشوار طويل من الجهد والعناء والمثابرة ..
** وتزدحم (الجوازات) و (المطارات) و (مكاتب السياحة والسفر) هذه الأيام وبشكل يدل على أننا لا يمكن أن نتعلم النظـام ، وأننا أناس نعشق (الفوضوية) في حياتنا ، ولا نعرف شيئاً إسمه التخطيط والتنظيم والترتيب لبرامجنا الحياتية ، وخاصة فينا يخص أبناؤنا وبناتنا ، والكيفية التي يُمكن فيها أن نستثمر هذه الإجازة الصيفية بطريقة تُرضي الله أولا ، ثم تُرضي الأبناء والبنات وتعود عليهم بالنفع والفائدة إلى جانب المتعة وقضاء الوقت المبارك والسعيد .
** وموضوعي هذا ليس للحديث عن إجازات الأسر وكيفية قضائها ، وليس عن بيوقراطية الأنظمة لدينا وجمود آلياتها وفوضوية تطبيقها ، ولا عن معاناة العباد مع درجات الحرارة الحارقة هذه الأيام ، وإنما حديثي سيكون عن فئة من الناس إعتادت على السفر السنوي للخارج من أجل (المتعة) المحرمة وعلى رأسها (الغانية والكأس والمخدرات والقمار) ..!!
** يعتصر القلب ألماً حين نرى أو نسمع عن أناس منّا وفينا يتركون أسرهم وأولادهم ويسافرون إلى حيث (الهواء البارد) والشواطئ الخلابة والحرية (الحيوانية) وصرف الأموال على ما حرّم الله ، والألم يتضاعف ويزداد إذا علمنا أن هناك بعض الثيران الآدامية الذين يصطحبون زوجاتهم وبناتهم وأولادهم معهم في رحلاتهم المجونية ، فيرميهم في إحدى الفنادق أو الشقق ويؤمن لهم المصورف و(التاكسي) ، بينما هو يذهب وبعض أصدقائه أو غيرهم إلى برنامجه (التغييبي) الفظيع من تسكع في المراقص والبارات ومطاردة بنات الليل والهوى ، والتفتيش عن المخدرات و(الـمـزاج) بأنواعه ، بينما أسرته (وحيدة) هناك ، وسيكون مصيرها مثل مصير عائلها ووليّ أمرها ، وستجد ذئاب بشرية لخداعها والتغرير بها وممارسة الفاحشة بها ، والعياذ بالله / فكما تدين تُدان ..!!..
** هؤلاء كالبهائم بل هم أشد ضلالة ، لا يستحون من الله ولا من الناس ولا من أنفسهم ، أضاعوا الأمانة والمسؤولية ، وتحجـّرت قلوبهم وتبلدت أحاسيسهم ، وإنهارت غيرتهم وتبخرّت نخوتهم ، وضاعت أعمالهم ..
** شباب ورجال وبعض من (الشواكيش) ، نسأل الله حسن الخاتمة ، يسافرون سنوياً متنقلين بين قارات العالم السبع ، من جزيرة (بالي) في أقصى الشرق ، إلى (كازبلانكا) غربا ، ومرورا بالعواصم الأوربية أو العربية وبعض الآسيوية ، يحملون أموالهم ويُهاجرون (أستغفرالله) ، بل ويغرقون في مستنقعات الرذيلة وإنتهاك المحرمات ومعاقرة الكبائر عن قصد وترصد وإصرار ..
** أمر غريب وعجيب فعلا :
ــ ألا يخافون من غضب الله عليهم ؟
ــ ألا يخشون أن تأتيهم (المنيّة) وهم على هذا الحال وفي هذا المكان ؟
ــ ألا يستحون من الله حين يختلون بمعاصيهم ؟ أو يستحون من أنفسهم ؟
ــ ألا يشعرون بأنهم يسلكون طريقا ينتهي بهم إلى سوء العاقبة والدمار ؟
** ويل للمسافرين من أجل (الـزنـا) و (شرب الخمر) وتبذير الأموال بما حرّم الله .
** من المُبكي فعلا أن ترى حال (المسلمين) من جوارنا كيف يُعانون من بلاء الله لهم ، من حروب قضت عليهم ، وتشريد وفقر وأمراض ، وإحتلال وإغتصاب ، وغيرذلك ، بينما نحن لا نتأثر ولا نعتبر ، ولا نخاف الله ، ولا زلنا نعيش وكأن بيننا وبين الله (قـرابـة) تمنع عـذابـه وإنتقامه سبحانه علينا .
** شباب ورجال يصرفون آلاف الدولارات من أجل (زانية) قد إستأجرها قبله المئات من أجناسه ، ويصرفون آلاف الدولارات من أجل القمار والميسر، ومعاقرة الخمور والرقص والغناء والمتعة الحرام ، ومن أجل السفر إلى أماكن بعيدة وبلاد يعيش فيها (الحيوان) أكرم من الإنسان نفسه ..
** عوائل من عوائلنا يُسافرون مع وليّ أمرهم (الثور) إلى الخارج ومعهم بناتهم وأولادهم الذين لا يزال بعضهم في سن المراهقة والشباب وبكل بساطة وبجاحة من هذا (الثـور) ، دون أن يفكر بتأثير مثل هذه السفرات عليهم ، ودون مراقبتهم والحفاظ عليهم (إن كان الله قد إبتلاه بالسفر) ، وحتى لو لم يكن هذا (الولي) صاحب فجور أو فسوق ، لكنه (بثوارته) لا يعرف كيف يُدير سفينة أسرته نحو شواطئ الآمان .
** أيها الأخـوة :
** تلفتوا من حولكم وإنظروا لحال المسلمين في هذا العالم ، ثم إنظروا إلى ((مـطـاراتـنـا)) الآن ..!!
** بينما (إسرائيل) تعمل على تأليب العالم ضد حركات الجهاد في فلسطين وخاصة (حماس) وتصفها بالجماعات الإرهابية ، وتسعى مع (أمريكا) إلى تقويض العمليات الجهادية الإستشهادية ..
** وبينما المجاهدون يتساقطون في ساحات الوغى دفاعا عن ديننا وإسلامنا في بقاع الأرض ..
** وبينما العراقيات يبحثن عن هياكل عظام أبنائهن تحت التراب ..
** وبينما (أمريكا) تُحيك الخطط ضد شريعتنا ومناهجنا وإحتلال أراضينا وسرقة ثرواتنا ،..
** وبينما الخيانات تُطبخ وتُدار في الخفاء ضدنا وضد حرياتنا ..
** بينما ... وبينما .. وبينما ,,
** بينما كل ذلك كذلك ... لازلنا نحن الخليجيين (بالذات) نتزاحم في فنادق (القاهرة) و(كازبلانكا) و(بيروت) ، ونتزاحم في مراقص تايلند وإندونيسيا ، ونشدّ الرحال إلى (باريس) و(لندن) و(أنقرة) من أجل (العربدة) و(المجون) و(البغاء) و(الضياع) ..!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
** أخي المسافر :
** لديك ما يُغنيك عن هذه المعاصي والضياع لك ولأسرتك وأبنائك ، وما عليك سوى أن تحتسب وتنوي الخير ، وستجد أن هناك مناكب كثيرة تستطيع أن تسعى إليها ، وتقضي فيها وقتك ومتعتك ، وفيها الحلال والفائدة والمتعة ، وفيها حفظ النفس والعرض والمال والأبناء والبنات ، في الداخل خصوصا ، وقليل من الخارج أيضا .
** إتق الله يا من عزمت على (الإنتحار) بسفرك إن كانت أهدافه ومتعته وأيامه حرام في حرام ، إتق الله فوالله أنك لا تدري هل تعود إلى بيتك وديارك سالما ، أو تعود من رحلتك وقد وضعوك في وسط (صندوق) خشبي مع (العفش) ..!!؟؟
** إليك يا الله نشكو ضعفنا ، ونسألك أن لاتسلط علينا بذنوبنا ، وذنوب هؤلاء الفجرة ..!!
** أسأل الله لي ولكم سفراً إلى (مكة) و (المدينة) حيث الرحاب الطاهرة والأجر العظيم .
م ن ق و ل
__________________
|