مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 23-04-2009, 03:20 PM   #3
نجم سهيل
عـضـو
 
صورة نجم سهيل الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2002
البلد: الرياض
المشاركات: 158
نَبْعٌ من الإِعجاز

شَجَرُ البيانِ بَدَا أمامَك أخضرا ****شجرٌ سقَتْه المكرُماتُ فأَثْمرا

أغصانُه ابتهجَتْ تَمُدُّ ظِلالَها ****موصولةً بالبيتِ في أُمِّ القُرَى

في تُرْبَةِ البَلَدِ الحرامِ عروقُها ****تُسْقَى بزَمْزَمَ فيهِ ضاحكةَ الثَّرَى

شَجَرٌ سقاه الوحيُ غَيْثَ بلاغةٍ ****صارتْ به الصحراءُ روضاً مُزْهِرَا

لمَّا جَرَى نَهْرُ البيانِ، تبرَّجَتْ ****أغصانُه فَرَحاً به، لمَّا جَرَى

واستبشر الكون الفسيح بخصبِه *****فأضاءت الآفاقُ لمَّا استبشرا

شَجَرٌ تحاماه الذُّبولُ فلم يَزَلْ *****َنْدَى على مَرِّ الزَّمانِ وأَنْضَرا

يتناثر الإعجازُ من أطرافه ****طَلاًّ بأشذاءِ البيانِ مُعَطَّرا

وإليه ترنو عينُ كلِّ خميلةٍ *****تتغيَّث الحُلُمَ الجميلَ الأكبرا

للهِ دَرُّك أيُّها الفجر الذي *****طَرَدَ الدُّجَى لمَّا أَطَلَّ وأَسْفَرا

في نوركَ الفيَّاضِ آياتٌ، إذا ****تُلِيَتْ على الجبلِ الأَصَمِّ تأثَّرا

فيها من الإعجاز ما لا ينتهي ****عَيْنٌ ترى صُوَراً، وعينٌ لا تَرَى

نَبْعٌ من الإعجاز في قرآننا ****يجري على أرضِ التدبُّرِ أَنْهُرَا

من أين أبدأ قصَّةَ الإعجاز في ****آياتِه؟ ذِهْنُ الخيال تحيَّرا

أَمِنَ الفضاءِ الرَّحْبِ ضاقَ بما حوى ****وبما استكَنَّ من النُّجوم وما سَرَى؟

ومنَ الكواكبِ، كوكبٌ متألِّقٌ ****منها، وآخرُ في الفضاءِ تفجَّرا؟

أم مِنْ شَماريخ الجبالِ تمكَّنَتْ ****في الأرضِ، مُطْلِقَةً إلى الأُفْق الذُّرَى؟

أم من رمال البيدِ أَنْعَشَها الحَيَا ***فاهتزَّ خِصْباً جَدْبُهنَّ وأَزْهَرا؟
أم من جَفافِ الرَّوْضِ مُنْذُ تخلَّفَتْ ****عنه الغيومُ وأَخْلَفَتْه تصحّرا؟

صورٌ من الإعجاز في قرآننا ****ما شكَّ فيها ذو اليقين ولا اَمْتَرى

صورٌ تحيَّرتِ القصيدةُ عندها ****عن أيِّها تروي الحديث الأَشْهرا

عن ذَرَّةٍ فيها من الأسرارِ ما ****جعل الكبيرَ من العقولِ الأَصْغرا؟!

عن حَبَّةٍ بُذِرَتْ، فَسَبْعُ سنابلٍ ****ظهرتْ، وعِرْقٌ في التُّراب تجذَّرا؟

عن سرِّ بيتِ العنكبوت وقد غَدا ****مَثَلاً لأَوْهنِ منزلٍ عَرَفَ الوَرَى؟

عن سرِّ ما في البحرِ من ظلماتهِ ****حتى تكادَ العينُ ألاَّ تُبصرا؟

عن عُمْقِ أعماقِ البحار وما حَوَتْ ****عن كلِّ ما عَبَر المُحيطَ وأَبْحرا؟

وعن الغيوم السابحاتِ، فبارقٌ ****متَلأْلئٌ فيها، ورَعْدٌ زَمْجرا؟

عن شمسنا بشروقها وغروبها ****عمَّا تقدَّم دونها وتأخَّرا؟

وعن الهلالِ إذا أهلَّ مُقَوَّساً ***وإذا استدار على الكمالِ ونوَّرا؟

عن سرِّ خَلْقِ الناسِ في الرَّحِم الذي ****ما زال يَبْهَرُ كلَّ عقلٍ فكَّرا؟

صورٌ من الإعجاز في قرآننا ****كانت وظلَّتْ للعجائب مَصْدَرا

صورٌ تُوَجِّهُ مَوْجَ أسئلةٍ إلى ****غافٍ ولاَهٍ في الحياةِ تعثَّرا

هَلاَّ سألتَ الكونَ عن أسرارِه ****من قبل أنْ تلهو وأنْ تتكبَّرا؟

هلاَّ سألتَ كتابَ ربِّك، إنَّه ****سيظَلُّ في كَشْفِ الحقائقِ أَظْهَرا؟

مَنْ عَلَّم النَّحْلَ النِّظام فلم يَزَلْ ****أقوى على حِفْظِ النِّظام وأَقْدرَا؟!

مَنْ أرشدَ النَّمْلَ الدَّؤُوبَ لسعيه
فغدا على حمل المتاعب أَصْبرَا؟!

مَنْ أَوْدَع الإنسانَ مِنْ أسراره ****ما لا تُحيط به العقولُ، وصَوَّرا؟!

روحاً وقلباً نابضاً وبصيرةً ****تسمو بفطرته وعقلاً نَيِّرا؟

من علَّم الإِنسانَ علماً نافعاً ****وحَبَاه أسرارَ الحياةِ وسخَّرا؟!

مَنْ قرَّبَ الأَبعادَ منه تَفَضُّلاً ****حتى تمكَّنَ في العلومِ وطوَّرا؟!

أَوليسَ مَنْ خَلَق الوجودَ وصانَه ****وبنى موازينَ الحياةِ وقدَّرا؟!

هذا هو القرآنُ، هذا نُورُه ****فينا، وهذي المعجزاتُ كا نَرَى

أَوَبَعْدَ هذا يستبيح مكابرٌ ****كِبْراً، ويرضى كافرٌ أنْ يَكْفُرا؟!

أَوَبَعْدَ هذا يستباح دمٌ على ****أرضٍ، ويرضى ظالمٌ أنْ يُهْدَرَا؟

أيليقُ بالإنسان أنْ يبقى على ****بابِ الهوى مُتَذَبْذِباً مُتحيِّرا؟!

أيليق بالإنسان أنْ يقسو على ****من جاء بالوحي المبين وبشَّرا

أيليق بالإنسان أنْ يَعْصي الذي ****فتح الوجود له، وألاَّ يَشْكُرَا؟!

هذا هو القرآنُ مائدةُ الهُدَى ****في أَرْضنا، نِعْمَ الضِّيافةُ والقرى

القصيده للعشماوي عن الإعجاز في القرآن لتمنى هذي بعض من طلبك
__________________
تعلمت انه في المدرسة او الجامعة نتعلم الدروس ثم نواجه الإمتحانات


[GLINT]لكن علمتني الحياة [/GLINT]

أن اواجه الإمتحانات ثم اتعلم الدروس
نجم سهيل غير متصل   الرد باقتباس