مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 30-04-2009, 12:16 PM   #32
| يحيــى فقيـــه |
كاتب مميز
 
صورة | يحيــى فقيـــه | الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: المدينة الحالمة الشقيق
المشاركات: 2,976
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها الـصـمـصـام
أعتقد أن الطفل في هذه المرحلة ينبغي أن يحال بينه و بين الدخول على النساء ، هذا إذا ما نظرنا إلى الأبعاد التربوية الناشئة عن استمرار الطفل على هذا الطبع حتى إذا بقي القليل على بلوغة انتقل بلا تدريج إلى مخالطة الرجال ، فحينها يبقى لديه الكثير من الرواسب العائقة دون تحقيق صفات الرجولة في ذاته ، كما أن هناك صوراً كثيرة تظل عالقة في ذاكرته من مخالطة المستمرة للنساء .

الله تعالى يقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (58) سورة النــور . كأن الآية هنا تشير إلى مبدأ التربية ، و أن الطفل في هذه المرحلة يعقل ما يشاهد ويحدث ، و قد يفكر تفكير البالغ و يثور لديه بعض ما أودعه الله فيه فطرياً ، يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله : تعليقاً على هذه الآية الكريمة : " لا بد أن يستأذن الخدم، وأن يستأذن الصغار المميزون الذين لم يبلغوا الحلم، كي لا تقع أنظارهم على عورات أهليهم. وهو أدب يغفله الكثيرون في حياتهم المنزلية، مستهينين بآثاره النفسية على الصغار، ظانين أن الخدم لا تمتد أعينهم إلى عورات السادة! وأن الصغار قبل البلوغ لا ينتبهون لهذه المناظر. بينما يقرر النفسيون اليوم - بعد تقدم العلوم النفسية - أن بعض المشاهد التي تقع عليها أنظار الأطفال في صغرهم هي التي تؤثر في حياتهم كلها؛ وقد تصيبهم بأمراض نفسية وعصبية يصعب شفاؤهم منها. والعليم الخبير يؤدب المؤمنين بهذه الآداب؛ وهو يريد أن يبني أمة سليمة الأعصاب، سليمة الصدور، مهذبة المشاعر، طاهرة القلوب، نظيفة التصورات. ولا يجعل استئذان الخدم والصغار في كل حين منعا للحرج، فهم كثيرو الدخول والخروج على أهليهم بحكم صغر سنهم أو قيامهم بالخدمة: {طوافون عليكم بعضكم على بعض} وبذلك يجمع بين الحرص على عدم انكشاف العورات، وإزالة الحرج والمشقة لو حتم أن يستأذنوا كما يستأذن الكبار، {والله عليم حكيم} لأن المقام مقام علم الله بنفوس البشر، وما يصلحها من الآداب؛ ومقام حكمته كذلك في علاج النفوس والقلوب. "

و اليوم لا يخفى ما في التجمعات العائلية و غيرها في المناسبات من مبالغة في التجمل و التزين ، و ربما في بعض المجتمعات الألبسة السافرة التي تظهر المحاسن ، و تبرز المفاتن ، فاجتمعت عدة شرورة نتيجة دخول الأطفال بين أوساط النساء في المناسبات ، و لذا فإن رأيي الخاص أن يُسعى لمنعهم ( حتى لو لم تظهر علامات البلوغ ) ، فهذا الأسلم لهم و لأهاليهم .


عذراً على الإطالة ..
شكراً .

قرأت في الحقيقة كل ما كتب في هذا الموضوع .
وبوجهة نظري أن ما كتبه الصمصام شافي لكل باحث عن الجواب الكافي .
مع بعض الردود المؤيدة لهذا القول .
بالتوفيق للجميع .
__________________
((( أخـــلاقـــك مـــع الآخـــريـــن أجـــمـــل تــوقـــيــــع )))


| يحيــى فقيـــه | غير متصل