[% أبو الوليد %]

أميركا تنشر تقريراً سرياً حول يورانيوم العراق
0716 (GMT+04:00) - 19/07/03



أدى الكشف عن عدم دقة المعلومة إلى إثارة زوبعة سياسية حادة في الولايات المتحدة
واشنطن، الولايات المتحدة (CNN)-- في سياق الزوبعة السياسية الحادة بشأن قضية يورانيوم العراق، نشر البيت الأبيض الجمعة مقتطفات من مستندات استخباراتية حول سعي النظام العراقي السابق للحصول على اليورانيوم من النيجر، بيد أن المقتطفات عكست مدى الإنقسام داخل أجهزة الاستخبارات الأميركية المختلفة إزاء المعلومة.

ويأتي الكشف عن التقرير السري في محاولة لتبرير الإدارة الاميركية كيفية إدراج معلومات مثيرة للجدل في خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش، حول محاولة العراق شراء يورانيوم من النيجر.

ووصفت الخارجية الأميركية التي استنكرت تقارير سعي النظام العراقي السابق للحصول على اليورانيوم من أفريقيا، بـ"مشكوك فيها لدرجة عالية"، بحسب ما أظهر التقرير.

وعبرت وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) بجانب عدد آخر من أجهزة الاستخبارات عن شكوكها بشأن برنامج العراق المزعوم للأسلحة المحظورة. وجاء في تقرير لوكالة الاستخبارات "نفتقد لمعلومات محددة بشأن العديد من أهم النقاط المتعلقة ببرنامج أسلحة الدمار الشامل في العراق"، وفق المقتطفات المنشورة.

ونشرت الإدارة الأميركية المقتطفات من التقرير الرئاسي "غاية في السرية" في محاولة لحماية الرئيس بوش من الانتقادات المتصاعدة والتي تتهمه بتضليل الشعب الأميركي لتعبئة الرأي العام لتبرير ضرب العراق.

ونشرت أجزاء من التقدير القومي للمخابرات لأكتوبر تشرين الأول عام 2002 وهو ملخّص لمعلومات المخابرات الأمريكية بناء على عمل ست وكالات لتوضيح عمق المعلومات بشأن برامج صدام حسين المزعومة لتطوير أسلحة نووية وبيولوجية وكيماوية.

وعلى صعيد مواز، استصدرت لجنة تحقيق تابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي تصريح لإجراء مقابلات مع أعضاء من مجلس الأمن القومي الأمريكي في إطار التحقيقات الجارية بشأن تضمين خطاب "حالة الاتحاد" الذي ألقاه بوش في 28 من يناير/كانون الثاني، والذي أشار فيه إلى محاولة العراق شراء يورانيوم من النيجر، اعتماداً على معلومات استخباراتية بريطانية.


بالرغم من اعتراف تنيت بالمسؤولية غير أن البعض يصر على ضلوع آخرين في تضمين المعلومة المغلوطة في الخطاب
وقال رئيس لجنة التحقيق، السيناتور بات روبرتس، إنه تم الحصول على التصاريح اللازمة، لكنه لم يكشف هوية الأشخاص الذين ستتم مقابلتهم في هذا الشأن. وأكد روبرتس "أن هؤلاء الأشخاص سيتم دعوتهم للشهادة أمام اللجنة في أسرع وقت ممكن." غير أن روبرتس أوضح أنه "من السابق لأوانه التأكيد بأن كوندوليزا رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي، ستمثُل أمام لجنة التحقيق."

وفي سياق تحقيقات مجلس الشيوخ، اعترف مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، جورج تينيت، الأربعاء أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بعدم إطلاعه على المسودة الأخيرة لخطاب "حالة الإتحاد" الذي ألقاه الرئيس جورج بوش واتهم فيه العراق بالسعي للحصول على اليورانيوم من النيجر. وكشف مصدر حضر جلسة الاستماع السرية الأربعاء، ورفض الكشف عن اسمه، لـCNN أن مساعدي تينيت فقط أطلعوا على المسودة النهائية لخطاب الرئيس. وقد تعهد بعض كبار أعضاء مجلس الشيوخ بالعمل وحتى كشف الحقيقة، خاصة وأن "مصداقية الولايات المتحدة والرئيس الأميركي على المحك" بحسب السيناتور إيفان بيه، أحد أعضاء اللجنة.

وقال السيناتور جيه روكفيللر، نائب رئيس اللجنة "يجب علينا مواجهة الأمر، أعتقد أن مسؤولية ذلك تقع على أكثر من عاتق تينيت، وهناك آخرون في الإدارة على علم بالحقيقة." وتثير الست عشر كلمة المغلوطة التي حواها خطاب "حالة الإتحاد الذي ألقاه بوش، وزعمت سعي العراق للحصول على اليوارنيوم لبرنامجه النووي، زوبعة سياسية حادة في الولايات المتحدة، وخاصة من جانب الديمقراطيين الذين يستعدون لمعركة حاسمة على الرئاسة الأمريكية ضد الجمهوريين.

وعلى صعيد متصل اتهم السيناتور ريتشارد دوربين، عضو لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، "شخصاً ما في البيت الأبيض" بالوقوف وراء الخطأ الذي تضمنه خطاب حالة الإتحاد الذي ألقاه الرئيس الأميركي، جورج بوش، في معرض اتهامه للعراق بامتلاك أسلحة الدمار الشامل.