02-05-2009, 12:08 AM
|
#12
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: في مسقط رأسي
المشاركات: 200
|
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها فارس أمريكا |
 |
|
|
|
|
|
|
هذا الموضوع تم نقله بعد أذن من كاتبه الأصلي mr_fahad
من المعلوم أن الوضع الاجتماعي في السعودية مسيطر عليه من قِبل التيار الديني أو المؤسسة الدينية اللتي تعمل على تحديد النظم والأنساق والقوالب الاجتماعية والثقافية اللتي يسير عليها الشعب..!!
ومن ضمن هذه الأنساق نسق الحراك الاجتماعي للمرأة أو كما يسمى women social mobility ، حيث أن المؤسسة الدينية في مجتمعنا هي المسئولة عن صياغة القوالب الثقافية اللتي تتحرك فيها المرأة وتعبر فيها عن نفسها وِفق رؤيتهم ومنهجهم اللذي لو ربطناه بتاريخ صدر الإسلام لوجدنا أنه مغايراً وبعيداً كل البعد عنه ..!!
وللأسف إن المسارات أو القوالب التي حددتها المؤسسة الدينية للمرأة لدينا ضيقة جداً لا تتيح للمرأة أن تبدع وتساهم في دفع عجلة التنمية الإقتصادية في البلاد , وبالتالي أصبحت المرأة في المجتمع السعودي بالذات أشبه ما تكون بـالعُـهدة البشرية اللتي تتناقلُها أيدي الرجال من ميلادِها وحتى موتها..!!
منذ الولادة وحتى سن ما قبل الزواج وهي عهدة لدى أبيها وأخوتها اللذين يظهرون رجولتهم عليها , وهي حبيسة أربعة جدران، لا تخرج إلا للدراسة ( وللمعلومية كانت الدراسة حرام عليها منذ بضع سنين ) أو إنها تخرج لزيارات عائلية محسوبة وموقوتة. وبعد الزواج تصبح عهدة لدى زوجها يطعمُها ويسقيها ويُضاجِعها، ثم إن بقيت معه أو انتقلت العهدة إلى ابنِها حتى تموت ..!!
دعونا نركز على المرحلة الأولى وهي مرحلة ما قبل الزواج بحكم أنها أكثر المراحل أهمية لكونها المرحلة التي تتكون فيها شخصية الفتاة وتتحدد سلوكياتها وفلسفاتها الحياتية ..!
تخيلوا فتاة 24 ساعة بين الجدران، معزولة عن العالم الخارجي، وليس لديها مجال للتنفس إلا ربما عبر النت ..!!
ألن تكون هذه الفتاة عرضة للأفكار الشاذة والمتطرفة ..!!؟
ألن يسيطر عليها هاجس الجنس والبحث عن إشباع الغريزة بأي وسيلة كانت، ألن تكون عرضة للاكتئابات النفسية والأمراض العصبية ..!!؟؟
حين تنحرفُ هذه الفتاة أو تدمن الجنس، أو تصابُ بمشاكل نفسية أو اجتماعية فليست هي مسؤولة عن هذا ولا حتى أسرتها وإن كان يقعُ على الأسرة جزء من المسؤولية , المسؤول عن هذا هو التيار الديني اللذي حول المرأة في حياتنا من إمرأة حرة طليقة إلى سجين من نوعٍ آخر ..!!
لم يتفهم هذا التيار الديني طبيعة النفس البشرية القائمة على المخالطة والاجتماع وزج المرأة اللتي هي نصف المجتمع في التفاعلات الحياتية والتعايش الحقيقي والمساهمه في النهضه والبناء مع إعطائها الثقة وعدم الإنتقاص من قدرها وإنسانيتها..!!
الفلسفة التي تقوم عليها المؤسسة الدينية في تعاملها مع هذه القضية تتلخص في تقليص مساحات الفساد الجنسي الناتج من اختلاط الجنسين دون قيود , ولو نظرنا في حال المجتمع اليوم لوجدنا أن الفساد الجنسي والأخلاقي يضاهي أكبر دول العالم إنحلال وفساد وفسق وربما يتجاوزه بمراحل , وهذا ناتج عن الكبت والتضييق وعدم الثقة في المرأة وسوء الظن بها والنظر إليها كمتهمه قبل أن تقترف ذنب , وبالتالي يؤدي هذا إلى إنفجار وتمرد على المجتمع , والعيش في الظلام الدامس وإرتكاب شتى أنواع السقطات الأخلاقية وممارسة الفساد بكل أشكاله ..!!
هذه الفلسفة اللتي يفرضها التيار الديني بدائية للغاية وأثبتت أنها فاشلة جداً، ولا تصلُح للتعامل مع البشر ,, ربما تُجدي مع الحيوانات الأليفة لكن حين يكون الأمر متعلقاً بالإنسان فالإنسان لا يتقبلُ الحبس ولا يطيقُه , الإنسان يكرهُ نزع الثقةِ منه وإستباق الظنون السيئة فيه. الإنسان كائن ذكي جدا وحساس للغاية، وإذا لم يعامل وفق هذا الذكاء وهذه الحساسية ، فإما سيكون عرضة للأمراض النفسية أو سيتمرد على كل هذه القيود بطرقه الخاصة كما أشرت سلفاً ..!!
وهذا باختصار وضع المجتمع لدينا في المملكة. مجتمعٌ يعيش نصفُه معاقا منزوع الثقة متهم دائماً قبل إرتكاب الذنب , مجتمعٌ حافل بالمشاكل الاجتماعية زاخر بالعلل النفسية ..!!
ثم تتسائلون لماذا ينعتوننا بأننا متخلفون ?? , ونرى السُذج في مجتمعنا يتفاخرون بأننا مختلفون ولسنا متخلفون ..!!
لأول مره أكتشف معادلة أن الإختلاف في ثقافتنا , يعتبر تخلف من المنظور الإنساني ..!!
أرى من وجهة نظري , لو فُسِح المجال أكثر للتيار الديني في بلادنا لأعادونا إلى زمن أبو جهل ووأد النساء حتى يتخلصوا من العار و هذا الحمل الثقيل عليهم ..!!
|
|
 |
|
 |
|
اقرأ عن ذئاب البشر.. من منافقين وأصحاب الشهوات
خرقَ العدوُ شراعَـه..... وبِكَفِّه انقطع الرسن
أغْرتْهُ أبواقُ الهوى..... وسَبَتهُ ألوانُ الفتن
لبناً سقى أصحـابَــه ..... والسُّمُّ يسبحُ في اللبن
__________________
|
|
|