مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 07-05-2009, 11:39 AM   #1
أبوأسامة المكي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
البلد: حالياً في مكة
المشاركات: 28
متى تكون شخصاً تافهاً ساذجاً ؟

متى تكون شخصاً تافهاً ساذجاً ؟!

حينما تبحث عن سيارةٍ في نوعية معينة ، تتوافق فيـ (الموديل / مع اللون / فل كامل ولا عادي / كم استهلكت مكينتها / سعرها ) ، في حين أنّ السيارة بكاملها مهما غلا ثمنها ، مجرد وسيلة لقضاء الحاجة ، لا غاية يموت تفكيرك ووقتك ومالك لأجلها ولأجل الناس .


حينما تدخل معرضاً للكتاب أو مكتبة عامرة بالثقافات فتختار الكتاب الملون المزركش الذي طُبِع كفستان النساء ، ذي الصفحات المعدودة ، فتخسر أموالك لمظهر الكتاب ، دون أن تستهلك فكرك في معرفة مادته وكيف تقرأه ؟!


حينما تقابل زوجتك بملابسَ داخليةٍ كل يوم ، مع ريحة الدوام في حر أجواء السعودية !! ( سروال السنة / فنيلة لها أمدٌ طويل وهي من المغسلة على جسمك مباشرة حتى عَشِقَتْ الإنتحار ) ، ثم تطالبها بالزينة كهيفاء .. بينما لو قالت لك هي ولو بقلبها : أريدكَ كفلانٍ في شكله لصفعتها على جميع خدودها !! لأنك رجل يكفيك من الملابس ما احاط بالجسم ، وأخرج العصاقيل والكشرة أو الكرشة المهترئة !؟ أما أنتي فيلزمك أن تكوني نموذجاً للزينة لكي لا أتزوج أجمل منك !؟


حينما تتكلم عن الصحة في كل مجلس ، وعن الأطعمة المفيدة للجسد ، في حين أنك تتصبح على بيبسي مع البطاطا المقلية بزيت بنقالي في أقرب كفتريا لدوامك أو بيتك ! وتنام على كبسة عنيفة تصقعك بأمراض عنيفة ، وكرشة لا مثيل لها إلا في السعودية !؟
فإذا أصبحت بعد عناء من هذه الكبسة تجد نفسك كأنك خرجت من رحم أمك ، والدموع تسيل من آثارها .. وفي كل حين تعاني حموضة أو قالوناً أو كرشةً أو أنك لا تستطيع المشي سريعاً أو شد عضلي في المعدة !!
وبعد سنّ الستين تريد أن تغير نفسك في العشر السنوات الأخيرة !؟ . فكأني بالعمر يقول لك : فرصة سعيدة وينك قبل !؟


حينما تتكلم عن الجهاد في سبيل الله ، وتحفظ أحاديثها بالأسانيد ، وتتكلم في كل مجلس أو على لوحة كل كيبورد .. فيما المفروض من أهالي غزة أن يفعلوه ، وأنت مازلت تنام إلى الفجر !، وقد يبول الشيطان على أذنك أحياناً ، فلا تقوم إلا على الساعة الحادي عشرة حين تزقزق العصافير ( الزقرتيه ) !؟

حينما تبحث عن فلة جديدة ، وسيارة جديدة ، ودخلاً مناسباً وأنت لا تزال طالباً لا عمل ولا جدية ، وهمّك شماغ آخر بصمة ، وفي جيبك ما لذ وطاب منـ ( جوالين وسبحة ومحفظة وميدالية ودهن عود...إلخ ) وفي النهاية ، أنت مجرد شخصٍ داجٍ لا تملك قوت يومك إلا من محصلات أبيك !؟


حينما تصنع المستحيل لتسكن بيتاً بإسمك ولو على ظهور الآخرين ، وقروض البنوك ، ولو عشت فقيراً وبيتاً بلا أثاث ، وأول ما يطرق بابك هم الديانة !!؟ الذين يدعون عليك ليل نهار، وأنت من راسك إلى قدميك دجة ، مع سوء تخطيط !


حينما تتكلم عن فلان وكيف كان جسمه رشيقاً وقوياً وتتكلم عنه باستغراب وكأنه ولد من أمٍ جنية ، أو أنزله الله مَلَكاً من السماء ، بينما هو يستغرق من وقته يومياً ما يقارب النصف ساعة بالكثير ليمارس نشاطاً رياضياً معيناً . يعني : قرابة 5 % من وقته !! بينما أنت تذهب إلى المسجد بسيارتك ، وإياك إياك يا جسمي أن تخرج فضلاتك عن طريق العرق ، بل اهنأ بالمكيف !؟!



حينما تحاول أن تكون كزميلك في كل شيء حتى في الرزق ، فكأنك تقول للرب تعالى : أنا شابٌ مثله تماما ، نسكن في حيّ واحد ، وفي بيئة واحدة ، وأشكالنا واحدة ، نروح للجامعة ونرجع معاً ، فكيف لا تعطيني كما أعطيته .. غريب ياربّ تصرفك !؟ ( يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافراً ...إلخ )


حينما تكون أنت .. أنت لم تتغير لا في تفكيرك ولا في لبسك ولا في عملك ولا في معاملتك ... أنت أنت اليوم وقبل 10 سنوات وبعد 10 سنوات .. أنت .. أنت !؟
سيارة واحدة
ومظهر واحد
وتشتري من محل واحد
وتتكلم بلهجة واحدة وكلمات واحدة لم تتغير
وتفكير واحد
وعادات بالية واحدة !
تشتري سيارة واحدة تكرفها أنت والزمن قرابة العشر سنوات ، وأنت تملك المادة بكل سهولة لتغييرها فلا تغيرها ! ليس زهداً ، ولا انشغالاً ، وإنما نفسٌ لا تُريد أن تكون إلا كما كانت من الحرمان والكسل والإحباط !! فيأتيك النعاس حينما ترا هذه المخلوقات البشرية كل يوم !!

حينما تريد وظيفة على المرتبة السادسة وأنت كلك على بعضك لا تملك إلا معلومات عن أنواع السيارات ، وعن الأفلام الجديدة ، وعن أخبار مهند ولميس وصلوا جدة أو إشاعة ، ولا تملك إلا شهادة ثانوية أخذتها من مدرسة أهلية نائية ، تحضر باستمرار وقت الإختبارات !؟

حينما تلوم الحكومة والشعب والتجار على أنهم سبب أوضاعك البائسة دون أن تعلم أن توقفك عند هذا اللوم هو سبب بلاويك ومشاكلك النفسية والإجتماعية !

إما أن تغير عن نفسك وتتكلم عن التغيير ، أو اسكت خيراً لك ، فإنه من المقت أن تقول ما لا تفعل !؟
وتتدرب من الآن على أن لا تتكلم إلا فيما تقدر على فعله ، سواء في أمرٍ دنيوي ، أو أخروي . ولو كنت على صفحات النت !!

لك أن تتخيل لو طبقنا فقط العبارة الأخيرة ، فصدقوني سنرتاح كثيراً من غثاء المقالات التافهة يومياً ، ذات العناوين البراقة !!

أستودعكم الله .



__________________
ما بين القصيم ومكة أخط آمالي وذكرياتي وأهازيجي.. !!
أعبُرُ حدود الإقليمية في القصيم إلى الإنفتاح في عالم الضجيج ( مكة )
توسعت حروفي ...
وما زلت في بحثي كل يوم .. أُرمِّمُ جُدرانه .؟!
(( أبو أسامة سيبحث عن توقيعٍ يتناسق وأرواحكم !! ))
{{ اللهم توفني مجاهداً في سبيلك ، أو ساجداً لوجهك ، أو حاجاً ملبياً لبيتك ، اللهم مُنَّ عليَّ بالأولى من هذه الثلاث .}}
أبوأسامة المكي غير متصل