[بقايا ذكريات]

بإختصار : ~


الأمـر لا يطـاق , حينمـا نجعـل من أرواحنا بلسماً يجـوب على أجساد الآخـرين حباً وشعـوراً وأُنسـاً , ليكـون الثـمن هـو التجاهـل لشعـور الآخـر , المسـالة لا تكمـن في التقديـر والإحتـرام فقـط , بـل تتعـدى أدق التفاصيـل التعبيريـة عند الطرف المقابـل , في وصـف الكـلام , وبدايـة دخولكـ في بوحـه وخروجكـ منه , والتـوقـف عنـد مراسلـة الحديـث , وحفـظ إخـراج العبارات إلا فـي أوقاتٍ مناسبـةٍ لشعـورهـ , لتوفـر لـه سُبل الراحـة معكـ , الأمـر صعبٌ أن يُصاغَ بحرفٍ أكتبـه هنا , كـي يفهـم المقصـد , ليكـون فهمنـا لشعـور الآخرين هو التعمـق بدواخلـهم المظلمـة والمستظائـه , لتحـاول جاهداً أن يكـون طابع صحبتكـ له عالـم آخـر من الرفقـة والطيبـة , ففي كـل الحالات ومُجمَلِهَا بعـد التجربـة , يتبيـن لي أن الفـهم الزائـد للآخـرين يُذيقكـ المـر على حساب شعوركـ وراحتكـ , لتكـون مُكبـلاً بتصرفاتهم , لأنكـ بالمقابـل تريـد بعضاً من الفـهم لا أكثـر . ولأننـا عبـر السنيـن لم نطلب المقابـل , ففي عوائدنا نعطي ولا نـأخذ , وإن أخذنـا .. ففي القليـل . وبحـدود ما يطلبـه الآخريـن , لذلك يكـون المفهوم النهائي للفلسفـة . هـو : أننا لا نحـاول فهـم الآخـرين بشكـل زائـد . ونكتفي بالمعاملـة بالمثـل وأفضل قليـلاً .

خروج : ~

دعونا نكونُ أكثـر تفهماً وتعمقاً في الأخريـن ’ ونعلم يقيناً أسلوب معاملتنا معهم بأدق فصول المعاملة , كي نحضى بشرف الإرتقاء . ~

دمتم بحب ~

ياسر بن أحمد
مكة المكرمة
8/5/2009م