..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أيّامكم بالأمن والإيمان , والسّلامة والإسلام !!
أحبتي !
يعاني كثيرا من الآباء , والأمهات , والأخوة , والأخوات من النوم الثقيل لبعض أبنائهم أو إخوانهم !
والذي بسببه يستصعب عليهم أن يوقضوهم لأداء ( صلاة الفريضة ) !!
وهذه بلاشك أنها مشكلة تؤرق كل قلبٍ رحيمٍ عطوفٍ , وغيورٍ على دين الله , وفرائضه !!
فيالله كم من ( والدٍ ووالدة ) قد أنهكت السنون أجسامهم , وأضعفت الأيّام والدهور نشاطهم . قد بذلوا جهدهم ,
وشقوا على أنفسهم ( في حرصهم الشديد على إيقاض فلذة أكبادهم لأداء فرض الصّلاة في بيت الله ) !!
فأسأل ربي أن لايخيّب مسعاهم , وأن يُقرّ أعينَهم بصلاح أبنائهم !!
أحبتي ... واللّه ما إن أرى شاباً كريماً تتسابق خطواته إلى بيت من بيوت الله لأداء فريضةً من فرائض الله عزوجل !
وقد استيقض من فراشه الدافئ في الشتاء القارس أو البارد في كنّة الصيف الحار . إلا وأعلم أنه جاء للمسجد مع صلاحه
بأنّه ترك خلفه أمّاً أو أختاً أو زوجةً صالحةً طيبةً رحيمةً عطوفةً قد حرِصت على ذهابه لأداء الصّلاة فجزاها الله خيراً !!
فهكذا فلتكن بيوت المؤمنين و المسلمين الذين يخافون الله والدّار الآخرة !!
قال الله تعالى :

وقال الله تعالى :
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مروا أولادكم بالصّلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر .. الحديث ).
( وقفةٌ ) : أذكر أن الدكتور "طارق الحبيب" - حفظه الله - بيّن :
بأنه لابد أن نلاحظ أن الرّسول صلى الله عليه وسلم ذكر الضرب لإبن عشر سنين
بعد أن أمر الآباء بأمرهم بتربية أبنائهم من سن السابعة أي "ثلاث سنوات" أمر , وتربية , وتعليم !!
فيخطئ بعض الآباء بالإلتجاء للضرب في أمر أبنائهم بالصّلاة "مستدلين بالأمر بالضرب" !!
وهم أصلاً لم يهتموا بتربيتهم على الصّلاة من سن السابعة !!
ولذلك غالب من يُربي أبنائه على الصّلاة من سن السابعة تربيةً صحيحةً شرعيّةً فإنهم لن يبلغوا العاشرة إلا وهم محبون لها !!
تنبيه : حتى من أضطر لضرب إبن عشر سنين فلابد أن يكون هذا الضرب غير مبرح ! بحيث ينفع الطفل ولايضره !
ولابد أن نعلم بأنه أصلاً لم يبلغ سن التكليف !! ولكن هذا الضرب"اليسير" لتعويده على أهميّة الصّلاة !
أحبتي ...
مع أنه بفضل الله يوجد كثيراً من الآباء والأمهات ممّن يوقضون أبنائهم لأداء الصّلاة بكل رقةٍ , ورحمةٍ , وحكمةٍ !!
إلا أنه للأسف يوجد هناك ممّن يسئ التصرف في إيقاض أبنائه أو إخوانه فتجده أثناء إيقاض أبنائه يمارس أشدَّ وأسوأَ أنواع طرق الإيقاض
( فلربما نهر , وزجر بصوت عالٍ شنيع وبكلام سئ عنيف !! بل ربما أضاف عليه "ركلةً موجعةً أو حركةً مطفشةً " ) !
فيزدادُ هذا " النائمُ" عِناداً , ونَوماً بل ربما يَخرج وقت الصّلاة وهو لم يصلي !
بل "ربما " في بعض الأحيان تتحول بين الإخوة إلى حرب عشواء
فتترك الصّلاة , ويطير النوم
!!
وحتى وإن ذهب لأداء الصّلاة فإنه يذهب "ونفسه على رأس خشمه
" فيؤدي الصّلاة بلا تلذذ , ولاخشوع , ولااستشعار بأنها " عبادة "!
بل بعضهم - وخصوصاً الصغار والمراهقين - يصلون بلاوضوء , ولاأداء حقيقي بل يؤدونها كحركاتٍ عاديّةٍ خاليّةٍ من التعبد لله عز وجل !!
لأنهم أصلاً لم يربوا ولم يعلّموا "من الأهل" عن أهميّة الصّلاة , وفضائلها , والحكمة من مشروعيتها , والتحذير من التهاون بها!!
ولم يعلّموا ويربوا كذلك على أهمية الوضوء , والأحاديث والأدلة الواردة في فضلة , وآثاره الطيبة المباركة بالدنيا والآخرة !!
ولم يذكِروهم بمثل هذا الحديث - تأمله جيداً - :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: "يعقد الشيطان على قافية، راس احدكم، اذا هو نام، ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة:
عليك ليل طويل فارقد، فان استيقظ احدكم، فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فان توضا انحلت عقدة، فان صلى انحلت عقدة،
فاصبح نشيطًا طيب النفس، والا اصبح خبيث النفس كسلان" ((متفق عليه))
فما أجمل عندما يوقض الآباء , أوالأمهات , أوالزوجات , أوالإخوان , أوالاخوات ( نوّامهم ) لأداء الصّلاة أن :
يحرصوا على الكلمة الهادئة المسموعة , واللفظ الحسن اللطيف ! واللمس الرقيق الحنون !! معززا بالتذكير بفضائل الصّلاة , والوضوء
فيقولوا بعضاً من مثل هذا الكلام :
ياأبني قم .. قم فالصّلاة نور !! ياأبني ... أذكر اللّه تنحل العقدةُ الأولى , ثم توضأ تنحل العقدة الثانية , ثم اذهب وصلِّ تنحل العقدة
الثالثة فتصبح طيّب النفس نشيطاً !! يابني ... قم توضأ لكي تتقاطر خطياك مع قطرات الماء حتى تخرج نقيّاً من الذنوب "إن شاء الله"!!
يابني ... يابني قم توضأ فتشهد حتى تفتح لك أبواب الجنّة الثمانية تدخل من أيها شئت !! يابني ... الصلوات الخمس مثل النهر تغسل
ذنوبك !! يابني ... الله يقول : ( أقم الصّلاة طرفي النهار وزلفىً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ) !! يابني ... تذكر الحديث الذي
يقول لن يلج النّار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس , وقبل غروبها !! يابني ... من صلى الصبح فهو في حفظ الله حتى يمسي !!
يابني ... الحفاظ على صلاة الفجر , والعصر سبب في رؤية الله عزوجل كما ترى القمر في ليلة البدر !! يابني ... الذي يصلي
العشاء في جماعة كأنما قام نصف الليل , ومن يصلى الفجر في جماعة كأنما قام الليل كلة !! ومن صلى الفجر والعصر دخل الجنّة !
يابني ... الرّسول عليه السّلام بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التّام يوم القيامة !! يابني ... تذكر الرجل الذي يثلغ رأسه بالحجر،
فانه الرجل ياخذ القران فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة !! يابني ... إحذر فإن أثقل الصّلاة على المنافقين صلاة العشاء , والفجر !
ولو يعلمون مافيهما لأتوهما ( ولو حبواً ) !!
إلى غير ذلك من مثل هذه المبشرات , والتحذيرات النبويّة الشريفة , والأساليب الحكيمة اللطيفة !!
واقرأوا في كتاب الفضائل من كتاب ( رياض الصالحين للإمام النووي "رحمه الله" ففيه أحاديث عجيبة مباركة ) !!
أخيراً إستشعروا بأنكم ( دعاة لله عزوجل ) فلابد من الحكمةِ , والموعظةٍ الحسنةِ , والرفقِ , والكلام الّلين !!
وأهلكم وأولادكم أولى بحسن الدّعوة , وطيب الكلام فصلاحهم سعادةٌ لكم في الدنيا والآخرة "بإذن الله" !
قال الرّسول صلى الله عليه وسلم : ( الرّفق ماكان في شئ إلا زانه , ومانزع من شئ إلا شانه ) !!
قبل ماتغلق الصفحة تذكّر تلك الفضائل وغيرها عندما توقض من نومك
للصّلاة فكلنا بحاجة لها !!
** لكُم أطيَبَ المُنَى **
محبكم : فتى الظل

..