مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 25-07-2003, 11:08 AM   #16
ابو هيثم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2003
البلد: بريدة
المشاركات: 51
نعود والعود كمايقال أحمد ..

عزيزي ناصر الكاتب .. جميل انك جزئت مداخلتك ليتسنى لي الرد على كل نقطة على حدة ...

تقول ..

(( أخي الكريم حديثي حول بعض المدرسين وما يلقونه على طلابهم من دعاوى .

وتعلم أخي أنَّ كثيرا من الطلاب ذو ثقافة ضعيفة .

فمثل هؤلاء ليسوا أهلا للدخول في متاهات فكرية ، وليسوا أهلا لدراسة كتب أهل الكتاب ، فكتب أهل الكتاب محرفة كما تعلم . ))

لو أتينا الى النظرية لكان كلام المدرسين حقا ولا عليه غبارا .. فالمفترض بالطلاب الجامعيين او حتى الثانوية ان يكونوا وصلوا لمرحلة يميزون بها بين الحق والباطل ...
هذا نظريا فقط ..

ولكن الاقع هو كما تفضلت ... فان كان هؤلاء المدرسين يعلمون هذا الواقع يصح ان نضع حول كلامهم دائرة من الشك ... وان لم يكونوا على علم بالواقع فكلامهم حق ولكن يؤخذ عليهم عدم ادراكهم الواقع ...

اذا المشكلة بطرح مثل هذا الكلام .. يشترك فيها اطراف عدة وان كان اكثر اللوم يصب على المصدر .. ولكن يلام الطلاب على تقصيرهم في التحصيل والمؤسسة التعليمية على عدم انتاجها طلاب يفهمون اكثر مما يحفظون ..

وبهذا تكون انت قد وجهت نقدك الى موطن الحل والمشكلة .. فلا الطلاب يمكن تغييرهم الى الافضل ولا المؤسسة التعليمية ستتطور .. اذا لا يبقى امامنا سوى ان نقول للمدرس اسكت ...


تقول ..

(( التوهم والإيهام هو في المجازفة بعقول أولئك الأغرار ، وحثهم على أمور فيها من الخطر العظيم ما فيها . ))

نعم في هذه اوافقك ... ولكن لا اتصور ان تكون نيتهم هي الاغواء بل من منطلق غرس حب الاطلاع والمعرفة ...

وهم يوجهون ويناصحون ..

تقول ..

(( قولهم « ابن التوحيد ! المثقف العاقل » ؛ فيه نفخ للطلاب ، وإيهام لهم أنهم على قدر كافٍ لمواجهة الشبهات ))

لما لا نقول .. ان هذا المفترض ان يكون ابن التوحيد .. وهم يخاطبون على المفترض ..

ولما لا نقول انهم يشجعون على ان يكونوا بهذه الصفات ..

وان كان لا يزال احتمال ( نفخ ) الطلاب وارد ... ولكن يمنع تحققه الظن الحسن فيهم ..

(( أنا لا أتحدث عن كتب المستشرقين أو من حُرموا نعمة الإسلام فحسب ! بل يدخل في حديثي كل الكتب التي احتوت على الضلالات والانحرافات العقدية ))

هذه الكتب .. انا لا اعارض انتشارها .. بل احارب منعها ...

ولكن لا اكتفي بذلك .. بل يجب وضع مضاد لها وردرو وتبيين لحقيقتها ..

عن طريق النقد الموضوعي البناء ...

لهذه الطريقة التي تنشر الاراء المتباينه وتضع موقفها من الاراء المختلفه .. ما يدفع بحركة الثقافة دفعة قوية ..

هذا راي قد لا توافقني عليه ... ومعك الحق في ذلك .. ولكنه المفروض لقتل هذا الجمود الفكري ..

تقول ..

(( أخي الكريم الحفاظ على العقيدة من أهم المهمات ، ولا يجوز للمسلم أن يعرِّض عقيدته للخطر. ولا يخفاكم وصايا السلف في التحذير من قراءة كتب الضلال ، وارجع إن شئت لكتاب العلامة الإمام ابن قدرامة رحمه الله : (( تحريم النظر في كتب أهل الكلام )) ))

العقيدة ..

اذا كانت موروثة .. كالاسم والعادات والتقاليد ... نستطيع ان نقول ( لا بد من الحفاظ عليها ) ... فتكون بهذا شيء يمتلك ويخشى سرقته وبقائه يعتمد على مدى حفاظنا عليه ومتى ما فرطنا بها زالت .. هذه هي العقيدة الموروثة ..

اما اذا كانت عقيدة مزروعة في الجسد بقائه يتعلق ببقائها تعاملات الفرد مبني على اساسها عقيدة مقتنع بها .. اقتناع به متجرد عن كونها موروثة بل لو ان وجد قناعات اخرى غير المتداولة لم يتوان عن الاخذ بها ضاربا بعرض الحائط الموروث والعادات والتقاليد .. هذه العقليدة لا يمكن ان نقول لابد من الحفاظ عليها اذ انها ستنتقل من كونها ممملوك الى جزء من الذات والوجود .. شيء يجري في النفس .. هذه هي العقيدة وهذا هو المبدا ... الذي لا بد ان يتخده الانسان في حياته ...

ولكن نحن في عصر طغى فيه الموروث التقليدي على المكتسب العقلي .. فلا بد ان نردد في كل مكان لا بد من الحفاظ على العقيدة ..

ربما هي نظرة غريبه .. وربما لا تستطيع الاقتناع بها ولكنها تجربة فردية ...

متى ما وضعنا موروثوتنا الاجتماعية تحت عدسة المجهر وميزنا الخبيث من الباطل واعتنقنا بعد تفكير وهدوء ... صدقني لو تشكل ابليس على شكل كتاب لن يستطيع التاثير عليك ...

وهذا كله طبعا بعد توفيق الله وهدايتها ..

واما كتاب ابن قدامة ... فانا لم اقراه لاقول رايي فيه .. واعدك ان اقراه ..

تقول ..

(( المراد من ذكري لتلك الأسماء الأجنبية هو الإشارة إلى إعجاب بعض ضعيفي العلم بـ ( جرس ) تلك الأسماء ))

نعم ... يود كثيرا من الناس ان يقول قال ( جون ) قال ( جيم ) ويرى فيها تحضرا ورقيا ... ويخجل من قوله قال ( احمد ) قال ( ابراهيم ) ..

نعم هذه ماساة سببها تعين التخلف المطلق في مجتمع في شخص اراد الرفعة المظهرية فقط في المجتمعات المتقدمة .. فهذا يدعي الالمام بالثقافة مظهرا .. وذاك يرى التشك بشكلهم .. ولم ينفذ احد الى خلف هذه الاطر الخداعة التي توحي بالايجابية المطلقة .. ويرى السلبيات الكثيرة التي لا تنالها مجتمعاتنا المتخلقه المتدينة ..

تقول ..

(( أما قولك : (( اما مسألة الزمان ... فكيف حكمت انه هذا هو الزمان الذي تكثر فيه الخطباء ... وعلى اي اساس بنيت هذا الحكم .. ؟؟ )) فعجيب ! فكأن فيه تعامٍ عن الواقع ! فالواقع يشهد بكثرة المتصدرين للفتيا وليسوا لها بأهل ، وكثرة المتعالمين وليسوا علماء ، وكثرة السارقين لمهمة العلماء ، وكثرة المؤلفين والقراء . ))

هو ليس بتعام .. بقدر ما هو راي قد لا يشترك فيه معك الكثيرون ..

ولو تتبعت عصور التاريخ .. لرايت انه في كل زمان تذكر هذه الاقوال وتنسب لعصورها ...

اما المتصدرين للفتيا وليسوا لها بأهل ... فمجرد علمك بانهم ليسوا لها باهل .. يقتضي امرين ..

انه يوجد من هو اهل لها اظهر ان هؤلاء ليسوا باهل ومجرد وجود هؤلاء يناقض استشهادك بما استشهدت به ..

او انك انت اكتشفت ذلك .. وهذا يعني انك اعلم من المتصدرين للفتيا .. فان كنت عالما تناقض هذا مع استشهادك .. وان لم تكن زاد التناقض بان يستطيع الفرد بهذا الزمان تمييز الخطا ..

تقول ..

(( أما ردُّك على كلام العلامة ابن رجب رحمه الله ؛ فكأن فيه مجازفة ! وليتك ترجع لرسالته ، فتستذكر ما فيها ثم تحكم .

ولا تنسى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون بعدهم قوم يخونون و لا يؤتمنون و يشهدون و لا يستشهدون و ينذرون و لا يوفون و يظهر فيهم السمن ) . ‌ـ صححه الألباني في صحيح الجامع ـ ))


ليس فيها مجازفة .. فلو كان لزوم الرد على ما اوردته يقتضي قراءة كل الرسالة كان الخطا خطاك بايراد ما لا يقوم به هذا اللزوم ..

وان كان كافيا للرد عليه وهذا ما اوردته انت وهذا المفروض ..

فانا لم اختلف معه ... نتفق كلنا على افضلية واسبقية القرون الثلاثة الاولى ... ولكن هذا لا يعني عدم وجود من يصل لدرجتهم في الفضل من المتاخرين لان هذه الامة كالغيث لا يعلم الخير في اولها واخرها ..

شكرا لك أخيرا .. واسف على الإطالة ..
__________________
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا **** تجاهلت حتى ظن أني جاهل ...

أبو العلاء ..
ابو هيثم غير متصل