مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 25-07-2003, 12:47 PM   #17
ابو هيثم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2003
البلد: بريدة
المشاركات: 51
بالنسبة للعزيز النرجسي ...

وقفة عند قولك ..


(( لو لم يطلع على علم الكلام ، هل كان سينتج لنا ما انتج ؟؟؟؟ ))

هذا ليس بحجة ...

هل اذا احترق شخص من النار وعرف لذعتها ..

نقول لغيره هيا احرقوا انفسكم حتى تعرفوا لذعة النار ...

نحن لا ندعوا ان نكون كالفخر او الغزالي ..

بل ندعوا لان نتبع القران والسنة ..

فالقران يرد على اليهود والنصارى من اقوالهم .. اي انه لا بد من معرفة اقوالهم ...

وهذا عين الذي فعله ابن تيمية فلو اطلعت على ردوده على ابن عربي وابن الفارض ..

يقول ... انه لدرجة ما عرف مذهبهم ارادوا استغلاله بان ضموه اليهم فلما اظهر زيغهم وظلالهم ..تخلوا عنه ..

تثبت مما انت عليه وانطلق ...

اما قولك ..

(( المعلــــــــــــــــــــــــومة لا سيما المعلومة ___ الأولية___ فالمعلومة الاولية التي يتلقاها الطفل تحــــــــــــــدد مسار حياته فيما بعد....... والدليل على صحة كلامي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بدعوة الطفل للصلاة في سن السابعة وضربه في سن العاشرة حتى يعتاد عليها ويصعب عليه التخلي عنها _ كذلك يعلم أمور عقيدته(( من هو الخالق من هو الرسول ؟؟؟))

ولعلك تذكر يا سيدي أبو هيثم ما قاله ___ جورج سنتيانا___ في قصة الفلسفة حينما قال الإيمـــــــــــــــــــان أجمل غلطة هذا يدل على صحة كلامي فجورج مازال يحس بالحنين للكاثوليكية وما زالت عالقة بذهنه على الرغم من شــــكوكه التي لا تنتهي__وهذا من أثر المعلومة الأولية___ التي تلقاها في طفولته وتربى عليها0 مما دعاه أيضا الى الدفاع عن الدين والعقيدة وازدراء من يبطل الدين بالعلم0 وكل هذا من أثر المعلومة الأولية0 ))

كلام نظري ... ينقضه حالات كثيرة ... نراها امامنا ..


في مقدمتها حالة الصحابة ... كيف تحولوا .. وتخلوا عما اسميتها انت معلومة اولية ..

وغيرهم الكثير ممن يتخلى عما هو عليه .. من معلومات اولية ..


تقول ..

(( حينما يقرأ أبــــــــــــــــو هيثم كتاباً ___ لعبد الرحمن بدوي___ فإنه سيتأثر بالمعلومات التي يقولها فيه لأنه _____ متيـــــــــــــم به______ اما اذا قرأ كتاباً (( لفلان الذي يكرهه)) فإنه لن يتأثر به كما تأثر بعبدالرحمن بدوي وهنا يجدر بناأن نحذر من هذه النقطة فقد يكون مصدر المعومة شخص (((( محبوب )))) لكنه ذو عقيدة باطلة فيتأثر به وبعقيدته ))

حتى في هذا المثال لم يحالفك الحظ .. صحيح اني ساكون منتبه اكثر في المتابعة ..

ولكنه لم يحدث ان - ولن يحدث انشاء الله - اقتنعت بفكرة لمجرد ان فلان قالها حتى لو انه بدوي .. مع ان بدوي في اغلب كتبه لا يقول اراء شخصيه وهذا هو سبب عدم حدوث ما تقوله ...

تقول ..

(( من المهم أن نفرق بين معطيات ((( الفلسفة ))) ومعطيات ((( العلم ))) فمهمة الفلسفة لا تتجسد في (((( مدنا بالمعلومات )))) وإنما في زيادة شفافيتنا وفسح المجال امام استشراف المستقبل وتكوين قدراتنا في مجال التعليل والتحليل . ((( إنها تعلم الشمول ))) لكنها لا تمنح أبداً الدقــــــــــة ولا تسعفنا باليقين

اما العلم (((( فإنه على العكس من ذلك)))) انتهى كلامه
إذن الفلسفة _____ شغلة الفاضين يا ابو هيثم _____ فهي لا تعطي معلومة يقينية كما يعطيها العلم القائم على التجربة والملاحظة !!! إذن لم لا نشتغل على العلم أفضل يا أبو هيثم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ))

هذا ظلم كبير للفلسفة ..

اولا نحن اذا سمعنا بالفلسفة ينتقل تفكيرنا الى تفسير الكون ومبداه .. اي الى نوع منها وهو ما يسمى بما وراء الطبيعه ( الميتافيزيقيا ) .. وهذا الخلط في المفاهيم ..

يعود الى موروثات القرون الوسطى ... حيث ان الفلسفة في ذاك الوقت تعتمد على الفلسفة اليونانية .. التي تعتبر البحث في الميتافيزيقيا ... من أعظم مباحثها .. فكانت تركيبتها العلوم الرياضية ثم العلوم الهندسية ثم العلوم الفيزيائية ثم العلوم الميتافيزيقية ..

فتبنت المسيحية هذه الفلسفة ومسحت عليها مسحة مقدسة فصار من يخالفها كافر وضال مضل ..

اما المسلمين فاختلف وقع هذه الفلسفة عليهم .. فتفرقوا ما بين فلاسفة كابن سينا والفارابي والسليمان المنطقي ... وبين علماء كلام الذين يمثلون الناقدين لهذه الفلسفة من الغزالي والرازي واكثر المعتزلة ..

ومن هنا نشات فرقة نقد في اوروبا متاثرة من علماء الكلام ... اما تاثيرا مباشرا او غير مباشر ... فحاربتها الكنيسة حتى انتصر العقل الاوروبي على المسيحية .. ومن هنا تمثلت فلسفة تختلف كثيرا في قواعدها واركانها عن الفلسفة اليونانية .. التي طالما بالغ الكثير في اخراجها عن موضعها الجغرافية ..

واما المسلمين ففي فترة التنوير الاوروبي ... كان قد حلت عليهم بدايات التخلف وانتهت دورتهم الحضارية .. فما زالو يتدارسون ( تهافت الفلاسفة ) للغزالي .. وردود شيخ الاسلام على المنطقيين ... مع ان المنطق نفسه قد تغير الان لانواع كثيره ..

فنقد المسلمين للفلسفة لا بد ان يتجرد عن الخلفية اليونانية ...

واما التفريق بينها وبين العلم .. فهو تفريق ظالم ..

فالفلسفة سؤال بلا جواب ..
والعلم سؤال وجواب ...

ومن هنا .. نجد ان أي علم قبل أن يحل مشاكله ويجد اجوبته كان ينضم الى الفلسفة ولما كون مجموعة من الحقائق اصبح علما خاصا به ....

وهذه الفكرة لبرترند راسل .. ويقول بالحرف الواحد .. (( فالمسائل الممكن تحصيل أجوبة نهائية عنها توضع في العلوم بينما تلك التي لم تحصل على جواب نهائي عنها حتى الان تبقى لتكون البقية التي تسمى الفلسفة ))

واتركك اخيرا مع هذه الكلمات له ايضا ..

(( وقيمة الفلسفة ينبغي ان تنشد - على النحو الأوسع - في عدم يقين أجوبتها . إن الإنسان الذي لم يجد حظا من الفلسفة يسير في الحياة سجين الأحكام المألوفة السابقة المستمدة الإدراك العام ومن العادات والعقائد المألوفه في عصره او مصره ، ومن معتقدات نمت في ذهنه دون تعاون ولا موافقة صريحه من عقله المفكر . والعالم يبدو لمثل هذا الانسان كأنه نهائي واضح محدد المعالم والأمور المألوفة لا تثير عنده تساؤلات وهو ينبذ باحتقار الممكنات الغير المألوفة . لكن حين يبدا في التفلسف يجد امور الحياة اليومية نفسها تفضي الى مشاكل لا يمكن ان يقدم عنها غير حلولا ناقصة كل النقص . والفلسفة وان كانت غير قادرة على ان تخبرنا بيقين عن الجواب الصحيح للشكوك التي تثيرها ، فإنها قادرة على إقتراح إمكانات عديدة توسع من افاق فكرنا وتحرر افكارنا من سلطان العادة الطاغي )) اه كلامه


شكرا لك ..
__________________
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا **** تجاهلت حتى ظن أني جاهل ...

أبو العلاء ..
ابو هيثم غير متصل