بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله :
لنتأمل سوياً في قول الله تعالى : (( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )) (30) سورة النــور
قال ابن القيم - رحمه الله - : (( أمر الله نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم ، وأنه مشاهد لأعمالهم مطلع عليهم يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، ولما كان مبدأ ذلك من قِبل البصر جعل الأمر بغضه مقدماً على حفظ الفرج )) .
ولهذا قيل أن الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده .
وصدق القائل :
كل الحوادث مبدؤها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر
فعلى المسلم أن يأتمر بأمر الله – عز وجل – ورسوله – صلى الله عليه وسلم - ويحرص على غض بصره ، كما كان على ذلك سلف هذه الأمة فقد روي عن الربيع بن خثيم أنه كان يغض بصره فمر به نسوة فأطرق رأسه ( أي أمال رأسه إلى صدره ) حتى ظن النسوة أنه أعمى فتعوذن بالله من العمى .
ولتعلم أخي الحبيب أن لإطلاق البصر في ما حرم الله عواقب وخيمة وأضرار جسيمة منها :
- فساد القلب وتعلقه بغير الله .
- نسيان العلم .
- نزول البلاء .
- إبطال الطاعات .
- الغفلة عن الله والدار الآخرة .
وغيرها من الأضرار والآثام التي يصعب حصرها ...
أخي الحبيب لتعلم علماً يقين أن النظر إلى ما حرم الله – جل وعلا – هو سبب رئيسي للوقوع بالمعاصي والفواحش ( كالزنا واللواط والعادة السرية ... ) ، كما أنه من الأسباب الداعية للتفكير في هذه الفواحش - حمانا الله منها - ...
أحبتي في الله لنغض أبصارنا ونجتنب النظر إلى كل ما حرم الله – جل وعلا – لنرضي ربنا ونسُعد قلوبنا ونغيض عدونا .