تتعدد الإجابات والسؤال واحد !
الأخت الفاضلة عنيزايوية .
تحية طيبة ... وبعد
مضى يوم أو يومان على موضوعك هذا هنا فالزيارات لم تتعدى 40 تمخضت عن أربع ردود فقط .!! مع العلم أن موضوعك هادف ، وفيه من الوعي والإدراك ما جعلك تكتبي لنا هذا التسائل الذي سأجيب عليه إيجابتين إحداهما نموذجية من زوج مثالي ، أما الأخرى فهي نابعة من
لسـ المواطن ـان والتي أبدأ فيها إجابتي على تساؤلك .
فبسم الله الرحمن الرحيم أبدأ.
تختلف العقول كما يختلاف الإدراك من شخص لأخر ؛ فالزوجين في البيت الواحد هما جنسين مختلفين في كل شي ابتداءً من التركيبة الخلقية والعقلية ، وونتهاءً باختلاف المهام بينهما ؛فهذا الاختلاف لم يأتي إلا بسبب المهام المختلفة لكل من الجنسين .
فالله عزوجل خلق كل شي لسبب ،ولكل مخلوق مهمة سامية يقوم بها في هذه الحياة فلا أريد الإسترسال بهذا الخصوص كي لا يتشعب هذا الموضوع ولكن أحصره بما يخدم موضوعك هذا أملاً من أن نفيد ونستفيد .
لذا أقول : تختلف الخلافات باختلاف مسبباتها فمنها ماهو بسيط إلى درجة أنه لا يستحق أن نسميه مشكلة أو خلاف ..
فبعض الرجال هداهم الله يجعلون من أبسط الأمور سببا للخلافات الزوجية ، وهذا دليلاً على الجهل من الزوج _ كأن يكون الخلاف على ملح ذائد في الطعام أو ثوب احترق بالمكوات _ أوغير ذلك من الأمور التافهة .!
فهذا واقع وقد عشت أحداثه مع البعض ممن كان لي تدخل في حل الإشكال بينهم ؛ فالبشرى أن حياتهم استمرت ولله الحمد على أحسن حال أسأل الله لهم ولنا جميعاً الستر والتوفيق .
فطريقة التعامل مع الخلاف في حينه ، وبعد زواله هو أهم من إيجاد حل للخلاف القائم .. فالرجل العاقل ، والحريص على استمرارية حياته الزوجية هو الذي يدرك أن بينه وبين زوجته طرف ثالث حريص كل الحرص على تفريق الزوجين عن بعضهما بكل الطرق والوسائل ألا وهو ( الشيطان الرجيم ) الذي قد يجند جيش كامل من شياطين الإنس والجن لهذا التفريق الذي إن تحقق هدمت البيوت ، وتشردت الأسر .
فهذا الجيش الشيطاني ليس من الأغراب ، ولكن قد يكون من الأقربين لأحد الزوجين أو كلاهما كالأم ، أو الأخ والأخت . فالتدخل الخارجي غير الحكيم بين الزوجين هو المعول لهدم البيوت .
فلو أن الزوجين اتفقى فيما بينهما على عيش حياتهم على أنها رسالة يقوم بها الطرفين ، ولكل منهما وظيفته الخاصة التي هي رسالة تؤدى . فلا ينبغي أن يقوم الأب في دور الأم ، ولا العكس ؛ فلو أرادنا نحن الرجال القيام بدور الأم لما استطعنا ، ومن الغباء أن يفكر أحدنا بالقيام برسالة الآخر .
فهذه الرسالة إخوتي وأخواتي هي مشروع ليس باليسير أو السهل ، ولا بالصعب المستحيل فهي أشبه ما تكون بالسهل الممتنع إلا بوجود الصدق والمحبة كما الإثار على النفس .. فالزوجة حينما تمرض أو تحزن فليس لها بعد الله إلا زوجها الذي يقوم بالسعي وعمل كل ما يستطاع للوقوف بجانب نصفه الآخر ، وهنا يكون العكس صحيح .. فكل من الزوجين العاقلين السويين هما هبة من الله للآخر إلى أن يرزقون بالأبناء فيكون الهدف أجل وأسمى من ذي قبل .
لماذا ؟
لأن المشروع الأسري القائم بينهما قد آتى أكله وأثمر ثمرة مسلمة يجب علينا أن نرعاها كما أراد الخالق عز وجل حتى نخرج للأمة المسلمة نبات طيب من بيت وأسرة طيبة .. فهذا هو الهدف من عقد القران بين الجنسين ؛ وكما نعلم أن لكل هدف معوقاته فمنا من ينهزم أمام أتفه الأسباب ، ومنا من يكون جبل صامد أمام هذه العوائق لعلمه أن كل إشكال سيزول مع الزمن فالزمن كفيل بعلاج المشاكل تلقائياً .
واختصاراً للكلام أقول : لكلا الزوجين اسئلى نفسيكما لماذا أنتم بهذا البيت معاً ؟
فعندما تجدان الإجابة الصحيحة ستستطيعان التغلب على كل معوق شيطاني يعترض حياتكم السامية . ألا وهي بناء مجتمع أفضل .
أما الإجابة الثانية والنموذجية فلن أكتبها لكم اخواني واخواتي ..! ولكن أحيلكم إلى سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم مع الناس جميعاً ، أزواجه خاصة ، وهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن
ففي سيرة النبي كل ما يبحث عنه الزوجين ففيها الكثير من (المثالية ، والرمنسية ، والعطاء ، والحب ، والإثار على النفس ) فكل هذه الصفات جميعنا يبحث عنها ويسعى لها .. حتى أن البعض هداهم الله يلجأ إلى طرق ممنوعة أو محرمة أملاً إلى الوصول لحياة زوجية سعيدة ؛ مما البعض يتخذ سبل السحر والشعوذة سبيلاً لهذه السعادة التي أصفها بالمحرمة لو تحققت .
لماذا نضطر إلى السحر الحرام ، ولدينا السحر الهلال في سيرة النبي الأمين صلوات الله وسلامه عليه مع أزواجه ، والناس جميعا ً فالتعامل النبوي مع الناس والزوجات ليس حكراً على أحد من الناس ، ولكن أمر مشاع للجميع يحق انتهاجه .
فالوصية مني للجميع أن يقرؤا سيرة الحبيب رسول الله ويغرف قدر المستطاع من جواهرها فهي مال حلال الأخذ منه حتى لو أخذته أو أخذتيه كله فهو حلال عليك ، وإرث يعم الناس جميعاً
أعتذر عن الإطالة ولكن سؤالك أختي عنيزاوية سؤال مهم ، ويطول الحديث عنه .. ولكن مرعات لوقت الأخوة والأخوات هنا امتنعت عن الإطالة مما جعل في ردي بعض البتر فكم أحببت أن يكون ردي شاملاً
أسأل الله العلي العظيم أن يجمع بين الأزواج والزوجات بخير وأن يبارك لنا ولهم حياتنا إنه القادر على ذلك ونعم المجيب .
تحياتي وتقديري للجميع
لسـ المواطن ـان