[c]( 4 ) [/c]
بعد طول تفكير ...
عادت إلى مصدر بؤسها .. رفعت السماعة .. كلمت أخته ...
أخته التي تزوجت ... أخته التي طالما كانت تنقدها لتصرفاتها ..
ها هي ستتوسل إليها .. لكي تجد حلا لمشكلتها ...
كلمتها وأخبرتها .. أنها زانية .. أخبرتها أن أخاها سلبها أعز ما تملك ... أخبرتها عن مصيبتها .. فبكت .. وبكت .. وأبكت أخته معها ..
وعدتها أخته أن تساعدها بكل ما تملك ..
ذهبت هذه الأخت إلى الأم .. قالت لها كل شيء ... صرعت الأم ..
لم تقل . إني لم أحسن تربية ولدي .. ولم تقل .. سأقتل هذا الأبن .. لم تفكر لماذا فعل ذلك .. بل هتفت قائلة .. ( هل هي حامل ؟ ) ..
يا لسخفكم .. ويا لحرصكم على أنفسكم ..
ذهلت الأخت .. التي لم يزل بها باق من الانسانية .. قالت .. ( أماه .. أخي تسبب لها بمشكلة .. وانتي تقولين هل هي حامل .. )
ردت أمها - تلك التي لا تفارق مصلاها - قائلة : ( وما شأننا بها .. نحن بخير وعافية .. )
فجعت الأخت لهذا الرد .. أين الرحمة .. سؤال .. مسكين من يسأله .. فالرحمة أيضا أصبحت قيمة إقتصادية ... لا نعطيها إلا بقدر ما نجني منها ..
انتهى دور الأخت ..
هي .. عاد يومها كما كان من قبل ان تعرف الحب .. ولكنها اليوم بلا شرف وبلا نوم وبلا صحة وبلا دموع .. شاحبة اللون .. شاردة الذهن .. سئمت الحياة .. أو أن الحياة سئمتها ..
تنظر لامها كل يوم .. هل تخبرها ؟؟
تنظر الى السكين كل يوم .. هل تفعلها ؟؟
حتى وقعت ... نعم وقعت .. مغميا عليها ..
جاء الطبيب .. كان طيبا .. أكثر منه طبيبا .. علم أنها حامل .. ولك يخبر أحدا .. ولما تفرد بها ..
قال لها .. ( ماذا فعلتي بنفسك ) . علمت كل شيء عن حملها .. بكت .. وأخبرته بكل شيء ..
طلبت منه أن يسقط ابنها .. رفض ذلك بأدب .. داعيا اياها ان تفكر وتخبرهم بذلك علهم يزوجونها اياه ..
قالت لاخته .. التي أخبرت أمها .. التي أهتمت بالأمر ..
فسمعتها الان مهددة .. اتصلت على البنت وقالت لها ...
( نحن في مشكلة .. ولا يوجد الا حلين .. )
لنتوقف الان ونكلمل فيما بعد ...
__________________
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا **** تجاهلت حتى ظن أني جاهل ...
أبو العلاء ..
|