[c]( 5 )[/c]
طار قلبها ...
وهي التي تسعى للتعلق بأي حل ... والان هما حلان ..
قالت لها الام ..
( الأول .. أن يتزوجك هو .. )
صرخ قلبها ... ولكن كلمة ( ولكن ) كانت تنتظر على فم الأم لتخرج مدوية في أذنها ...
قالت الأم ..
( ولكن أنتم عبيد ونحن شيوخ ) ..
لم يكد عقلها يسمع هذه الجملة إلا وأمر عينها أن اذرفي دموعا ..
تبا لهذه العادات التي نقدسها لحد الموت .. ولكن ماذنبها .. وهل العادات تعقل نفسها ... حتى نسبها .. ولكن هكذا نحن .. نجرد المشكلة عن السبب والنتيجة .. ونشتم التجريد والمجردات .. تبا لنا .. ولعاداتنا وتقاليدنا ..
هي لا تستطيع الكلام لان العادات قضت بواجب حفظ السمعة ولو كان الثمن الموت .. ولا تستطيع ان تتزوج لان نوعا من البشر يحصي عددا أكبر من أجداده من النوع الاخر ...
تبكي على حظها .. وقالت . يا ليتني كنت نسيا منسيا .. نعم عندما يكون الدين علكة تلوكه الألسن .. والحاكم على تصرفاتنا هي العادات والتقاليد .. حينها يكون عدد الحلول محصورا .. ان لم يكن الحل معدوما ..
ولكن الأم بيدها حل اخر .. وتتمنى هي ألا يكون بعده ( ولكن ) ..
قالت الأم .. ( ان تقومي بعملية ( إجهاض ) )
هنا ... نعم هنا .. في نقاط التقاطع .. تقاطع الدين مع العادات .. يختبر المرء ويعرف أساسه ويعرف مرجعه ...
حين نكون أمام قتل نفس بغير حق .. أو فضيحة تنسى مع مرور الأيام .. يكون الدين أهون مما يلقى بعد الإنتهاء من إستعماله ...
قالت للأم .. وهي تحسبها تعطف عليها وتساعدها لأجلها .. ما علمت انها تريد ان تتخلص من هذا الجنين .. الذي سيكون هادما لسمعة العائلة .. قالت لها بإنكار يخالطه البكاء .. ( خالتي .. المشكلة ليست بالحمل .. المشكلة أني لا أستطيع أن أتزوج ) ...
كان رد الأم .. التي لم تستفد من تجربة الأمومة شيئا .. ولم يكن دورها من الامومه الا أنها انجبت واستقدمت خادمة ..
اجابت .. ( معكي حق .. ولكن اذا صبرنا فقد يلاحظ اهلك عليكي الحمل .. فتكون مصيبة .. فلنتخلص من المشكلة الأولى .. والمشكلة الثانيى .. سنجد لها حلا .. )
رضخت لأمر الأم .. وماذا علها ان تفعل .. سوى أن ترضخ لأمر الأم ..
نكمل غدا ..
__________________
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا **** تجاهلت حتى ظن أني جاهل ...
أبو العلاء ..
|