مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 31-07-2003, 05:34 PM   #24
ابو هيثم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2003
البلد: بريدة
المشاركات: 51
أهلا عزيزي الواعد ..

تقول .. (( فالعقيده منحيث كونها موروثه فكلنا ورثناها جيلا عن جيل عن رسول هذه الامه وسلفنا الصالح وليست مستحدثه ))

وهل قلت أنا بغير ذلك ..

ولكنك لم تفهم مقصودي بالوراثه .. أنا أقصد وراثتها على انه ملكية كالاسم والجنسية .. فهذا مرفوض قطعا .. بحيث ان هذه الامور لا تلزم الفرد بالاقتناع بل عليه ان يسلم عقله لها بلا سؤال ولا اعتراض .. هذه ما احاربها ..

أما وراثة ماهيتها وكيفية الاقتناع بها .. فهذا ما أنادي به ... تجديد هذه العقيده من حيث كونها مملوكه الى جعلها جزء من الجسد ..

تقول .. (( قال صلى الله عليه وسلم (العلماء ورثة الانبياء). ))

هذا يؤيد كلامي .. ورثوهم بماذا .. بالعلم بما هم عليه لا التسليم الاعمى والتعصب له بغير علم ..

تقول .. (( لكن هناك من قوي ايمانه ورسخ وهناك من يردد امورا لايستشعر معانيها فالكل يشترك في وجوب الحراسه ولا نقسمها الى من ينبغي حراسة عقيدته وآخرون لايجب ذلك.
إلا اذا كنا نتحدث عن نتحدث عن مسألة الاولويات في الحراسه نعم هنا نقدم ونؤخر لكن لاننفي كامل الحراسه. ))

للصدق .. أنا لست أتحدث عن الأولويات ..

حسنا .. كلامك معقول بشأن الحراسة .. ولكن ما هذه الحراسة ؟؟

تحرس ماذا من ماذا ؟؟

هل توضح لي ذلك ...

تقول ..

(( قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لاتطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم) وخطابه في قوم خير منا وليس محصورا على الأعراب ، لكنه مبدأ يؤصله لنا صلوات الله وسلامه عليه.
وقد جمع الامام محمد بن عبد الوهاب هذه الاحاديث تحت باب ماجاء في حراسة المصطفى لحمى التوحيد.وسده ذرائع الشرك. ))

نتفق أنا وأنت أن لقول الرسول صلى الله عليه وسلم حكمه ..

ونتفق أيضا مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. أن من حكم هذا الحديث سد لذرائع الشرك ..

ولكن لنسأل السؤال التالي ... أليس من مقتضيات الحديث أيضا .. أن نعرف ماذا قالت النصارى عن المسيح بن مريم .. وهذا لا يحتاج للذهاب إلى كتبهم .. بل القران أخبرنا ماذا قالوا .. بانه الله وانه ابنه ... وعلى تعميمك انت للحديث الا يعني هذا ان الحديث يحث على عدم القول بما قالت به النصارى .. ولا يمكن القول بذلك الا بعد معرفته .. ولا يمكن معرفته الا بالاطلاع عليه ومعرفة اسباب قولهم لتجنب القول بها .. واذا قست على هذا الحديث باقي الاقوال لزم عليك ان تقيس المعرفة بتلك الاقوال قبل قولها ..

فمعرفة صواب الشيء وخطاه .. لا تتم الا بمعرفته ووضعه في الميزان وهو هنا القران والسنه ..

وانت اوردته احتجاجا على تقسيمي بتعميمه على كل الصحابة .. فاذا اقررت معي على ما اوردت فانت خالفت التقسيم لنقيض ما اردت ..

تقول ..

(( هل كل احد قادر على هذا التمييز؟ ))

لا .. ولكن كل احد يستطيع الوصول إلى هذا التمييز ...

(( وأليس هناك أ ُسس يُبنى عليها التمييز، قد لايمتلكها الكل؟؟؟ ))

الأسس موجوده في كل إنسان .. ولكن البناء هو ما ينقصه هذا الإنسان ..

(( وهل هذا التمييز موافق للحق بالضروره؟, وهل يمكنه الفصل في كل الامور دون الرجوع لاحد؟ ))

أنا لا أعني بالتمييز .. أن يغلق أحدنا على نفسه ويفكر ويختار بنفسه .. ولكن انا اقصد .. ان يبدأ من السؤال ( هل أنا مقتنع مما انا عليه ) .. وكل عقبة يقف عندها يسأل ويناقش كل من يستطيع .. حتى يقتنع بها أو بغيرها .. وهكذا ..

بل الشرط الأساسي لهذا التمييز أن يناقش مسلماته لكي يقتنع بها .. أما أن تكون مسلماته من نوع ( امن وعطل عقلك ) .. فهذا ليس شاننا .. بل شان النصارى ..

(( هذا اما جهل للواقع وخطورة الموقف أو إفراط في الثقه والاعتداد بالنفس قد يؤدي الى مزالق كبيره من حيث لانشعر. ))

خطورة الموقف سببه كون العقيدة موروث تقليدي لا تاثير له على سلوكنا .. وحله هو أعطاء هذه العقيده معناها وتحقيقه على ارض الواقع بان تكون عقيده لا عاده ..

ولا أعلم لما تسميه إفراط وثقة بالنفس .. ؟؟

الله أعطانا هذا العقل .. وأنزل دينا لا يخالف هذا العقل .. بل كل ما فيه أما موافق للعقل
او غير مدرك .. ولا يوجد في الدين ممتنع على العقل كاجتماع النقائض ..

والدين يدعونا في اياته في التفكر والتذكر ..

خطورة الواقع تكمن في كون العبادات تفعل على انها عادات .. لا على انها نابعة عن اعتقادات ..

خطورة الواقع تكمن في ان هذا الشباب .. بلا مبدأ ولا أساس .. وانا أدعو الى ايجاد هذا المبدأ وهذا الأساس ...

كل ما نفعله الان .. هو محاربة نتائج المشكله ...

فلو نظرنا قليلا ..
كم صرف من أموال في سبيل التوعية على خطر التدخين من منشورات وكتب ودعايات ومحاضرات .. ؟؟

وكم كلف الرسول صلى الله عليه وسلم .. منع اصحابه من الخمر .. ؟؟
مجرد أمر ..

مالسبب ؟؟

لا تقل لي الحجة الجاهزة .. ( هذا الرسول .. وهذولا الصحابه .. شلون نبيناصلهم وشلون نبي نصير مثلهم ) فهذه إجابة كاذبة ..

إن السبب الحقيقي هو انعدام تأثير أوامر الشارع ..

فالمسألة .. هي مرسل ومستقبل ..

فالابراج ترسل موجاتها ولا يستقبلها الا المذياع .. لا تستقبله الثلاجة او المكيف .. فلا يوجد بها القابليه للتاثر ..

اذا القران والسنه فيهما القدرة على التأثير .. ولكن سبب عدم تأثيرهما انعدام التلقي وانعدام وجود القابلية على التأثير ... والقابلية على التأثير لا تعني شيئا سوى ( العقيدة المقتنع بها ) ..لا الموروثة وراثة تسليم بل وراثة اقتناع ..

حين وجود هذه القابلية سترى رجالا يؤثر فيهما ( قال الله قال رسوله ) ..

كيف توجد هذه القابليه ؟؟

في ظل انعدام التوجيه العام للعناية بها .. لا أملك نصيحة للفرد سوى قول سقراط ( إعرف نفسك ) .. إبدأ من ( هل أنا مقتنع ؟ ) ...

مللنا من هذه العصبية لكل قديم باسم الدين مع ان فيها ما لا يمت للدين بصله .. والخوف وتحريم كل جديد مع ما فيه من مصلحه ولا تعارض مع الدين ..

ما أدعو إليه أهون من أن يفاجا المرئ بفكرة او عقيدة تجد ميلا في نفسه لا لحق فيها بل لمجرد انه يعتنق فيها ..

أذكر أني جلست مع ( شباب ) ومن ضمن الاحاديث ... طرحت أنا قضية ( تلبس الجن ) .. فوجدت معارضة شديدة كنت أطالب بالدليل على كلامهم مع كثرة الادلة التي اتي بها .. وسرعان ما تحول الموضوع الى شخصنة .. وطرحت فيما بعد قضية ( وجود الحب ) فوجدت مقارعة الحجة بالحجة ونقاش منطقي ..

سبب هذا أنهم يعرفون ومقتنعين بـ( الحب ) فيقبلون النقاش في شيء يعرفونه .. وأما ( تلبس الجن ) فهم لا يملكون دليلا واحدا عليها ولكنها مسلمة موروثة فيتعصبون لها ..

تدور حول هذا كله علامة إستفهام كبيرة .. وسؤال ( ما هو الحل ) .. الحل بإحياء العقيده في النفوس ... وصرف جزء يسير لها من الصرف على نتائج عدم وجودها من تدخين ومخدرات وغناء ....الخ

تقول ..

(( قال العلماء :ومن يأمنُ الشرك بعد ابراهيم ؟!
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يُكثر في سجوده من قول [ يامقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك] ويقول [مامن عبد الا وقلبه بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ] أو كما جاء.
ولم يكن الافراط في الثقه من منهجهم وهم أهلها. ))

وانا لم ادعوا الى الافراط .. بل دعوت الى معرفة ما ندعي الانتماء اليه ... لا الاكتفاء بالانتماء اليه والتعصب له مع جهلنا به ..

قد اكون بالغت قليلا في الوصف وذلك بناء على ما ذكرته انت من تجارب شخصية ..

ولكني اتفق معك الان ... مع تشديدي على لزوم التجديد ..

تقول ..

(( . قال الذهبي رحمه الله: وأدخله سَيَلانُ ذهنهِ في مضايقِ الكلام، ومزالِّ الأقدام أ.هـ "سير أعلام النبلاء" (19/323) .
د. وقال الذهبي أيضاً: وقد ألّف الرجل في ذمِّ الفلاسفةِ كتابَ "التهافت"، وكَشَفَ عوارَهم، ووافقهم في مواضعَ ظنًّا منه أن ذلك حقٌّ أو موافقٌ للملَّةِ، ولم يكن له علمٌ بالآثار، ولا خبرةٌ بالسنَّةِ النبويَّةِ القاضيةِ على العقلِ، وحُبِّبَ إليه إدمانُ النظرِ في كتابِ "رسائل إخوان الصفا" وهو داءٌ عضالٌ، وجَربٌ مردٍ، وسمٌّ قتَّال، ولولا أنَّ أبا حامد مِن كبار الأذكياء، وخيار المخلصين لتلِف، فالحذار الحذار مِن هذه الكتب، واهربوا بدينكم من شُبَه الأوائل وإلا وقعتم في الحيرة... أ.هـ "السير" (19/328). ))

هناك فرق بين الاعتقاد والاطلاع ..

والاطلاع هو بداية الاعتقاد ... بشرط ان يكون المطلع بغير عقيدة او منتسب لعقيدة لا يعلمها ...

اقرا معي ما اوردته انت .. (( ولم يكن له علمٌ بالآثار، ولا خبرةٌ بالسنَّةِ النبويَّةِ القاضيةِ على العقلِ، )) ...

وهذا ما اقوله انا .. تثبت مما انت عليه وانطلق ..

تقول ..

(( هذا يعني انا لو عكسنا اللفظ (بأن يطغى المكتسب العقلي) فلا يجب ان نردد لابد من الحفاظ على العقيده ؟! (والا لما كان لهذا الربط قيمه)
اقول: كلا الامرين قديؤثر على صفاء العقيده بل ويضادها :
>فأهل الموروثات هم اللذين ردو الدين بدعوى(إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون).
>وأما المعلومات المكتسبه والمحدثات التي تناقض العقيده الصحيحه كلها أو في بعض اجزائها فهي مؤثره ولا شك...............
ومنه"
فالنداء بالحفاظ على العقيده يشمل كل فرد من ابنائها ضد أي قادح بغض النظر عن مصدره ومسماه و هو أمرٌ باقٍ في الكل . ))

المكتسب العقلي ليس بالضرورة أن يكون جديدا او بدعة .. بل إن أهل الموروثات لو وضعوا موروثاتهم واعادوا النظر فيها .. اصبحت مكتسبا عقليا ..وبهذا كان تاثيرها اقوى ..

اي ان نعيد تغذية عقيدتنا الاسلامية .. فبدل ان تكون موروثا تصبح مكتسبا عقليا بل تصبح عقيدة بحق .. ينعقد القلب بها ..

وان كنت تقصد انه اذا اطلعنا على معلومات مكتسبة تناقض العقيدة مؤثرة .. ولست تعني ما رميت به انا .. فاقول لك لا ...

نبدا من هذا المبدا ..

الفكرتين المتضادتين لا بد للمرئ ان يختار احداهما ..

والعقيدة مجموعة من الاصول والفروع ... فان اعتنق المرئ فكرة تناقض اصلا بطل اعتقاده ... الذي اقتنع به .. وان ناقضت فرعا كان متناقض اذ انه يؤمن باصل يستلزم فرعا ولكنه ياخذ بفرع نقيض .. وان كان لا يعلم بذلك فمن لا يعلم جاهل ..

حسنا مالحل .. في الاسلام - ولله الحمد - العقيدة هي دائما الحق .. والمشكلة تنعقد حول المعتقد والمامه وفهمه بمعتقده .. وهنا ياتي دور العلماء في التوعية العامة .. وزرع روح البحث .. والسؤال وعدم التسرع ..

تقول ..

(( نت هنا تعارض تجربة الاطلاع على علم الكلام بحجة أنه قد يعقبه نتائج جيده.، بل وشبهته تشبيها بليغا بالنار المحرقه التي طالما إكتوى بها نفرٌ من علماء الامه
وهذا هو المبدا الذي قرره الكاتب وأوافقه عليه وأنت ها هنا تتفق معنا
فلم ناقضت ودعوت الى خلافه في ردودك الاولى؟!
(هل هو تناقض ؟ ام الحقيقه والجوهر الاصلي عندما تجلى هنا وأ ُخفي في تلك المواضع؟! على كلٍ نظن كل الخير؛ كل الخير).
وأيضاً اتضحت موافقتك في قولك:
نحن لا ندعوا ان نكون كالفخر او الغزالي .. )))

انت لم تفهمني ..

انا اعارض صاحب المقال في دعوته الى عدم الاطلاع ..

واعارض ان نكون مثل الغزالي والرازي وغيرهم في تجربة ما نطلع عليه ..

عدم الاطلاع والتجربة .. هما تفريط وافراط .. في الاطلاع ..

انا ادعوا الى الاطلاع على مؤلفاتهم ومناهجهم .. ولا ادعوا ان نجربها .. كما اني احارب منعها ..

المنع يؤدي الى التزمت والتشدد للفكر الواحد ..
والتجربة تؤدي الى بعد عن الحق ..

والاطلاع يحفظ الاتزان .. ولكي لا يؤدي الى التجربة .. لابد ان نعرف ما نحن عليه .. ونتثبت من عقيدتنا .. فلا تجد متثبتا في عقيدته قد مال عن الحق ..

تقول ..

(( س/ماهو مذهب علماء السلف( أهل المنهج الذي تدعونا إليه) في أهل الكلام والاهواء (العلميه والعمليه )ومن علمائهم ومؤلفاتهم ومجالس دروسهم؟؟ ))
اولا .. السلف هم القرون الثلاثة الاولى ..
ثانيا .. علماء السلف من عاش في هذا القرون الثلاثة ومن تابعهم من غيرها ..

لا أعلم مذهبهم بالظبط ..

لكن من أفعالهم ومناظراتهم ... نجد أنهم كانوا يطلعون عليها .. ويناظرونهم .. فهذا ابن تيمية يرد على الفرق الاثنتين وسبعين ويحصيها .. ويرد على الفلاسفة .. ويفحم ابن عربي ..

واختياري لابن تيمية بالذات لاسباب ..
اولا .. لانه لم يعش في هذه القرون ..
ثانيا .. لانه من اكثر العلماء بعد هذه القرون دعوة للتمسك بهم ..

ومن فعله نستطيع التبين من مذهب السلف في الكلام واهله ..

ولكن هل يجوزون العلم به للعامة .. فهذا مالا اعلمه ..

تحياتي وشكرا ..
__________________
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا **** تجاهلت حتى ظن أني جاهل ...

أبو العلاء ..
ابو هيثم غير متصل