[c]( 6 )[/c]
بالمال تباع الذمم ... وبالمال تنقض العهود .. وكل ما أقسم عليه هذا الطبيب باعه بعد أن عرض عليه المال .. فقبل إجراء العملية ..
وهكذا نحن .. أمام المال ينطفيء كل نور فينا .. نور الإيمان ونور الأخلاق ونور الإنسانية .. ولا ترى إلا بريق الذهب ..
وتتبدل الغايات والوسائل .. فننظر إليه .. كغاية .. بعد ان كانت غاية خلقه أن يكون وسيلة .. هذه حالنا كلنا .. فلا نلوم هذا الطبيب ... لأنه لا تلام قطرة ملوثة ويترك البحر ..
أعطاها ما أمرها باستعماله لمدة ثلاثة أيام .. فأخذته .. وبعد أنقضاء المدة .. أتته .. وأجرى العملية ...
وسقطت النفس الزكية ... ثمرة العار ..
ولعله أفضل أن تقتل قبل أن تولد ... فلقتل الروح أهون .. من موت بلا روح .. وحياة بلا روح ..
لا نعلم .. ماذا سيقال له ..
كان الوأد في سالف الزمان .. علته الفقر والعوز .. يلام فاعله إذ أن الله الرازق ..
في هذا الزمان .. لا يلام فاعله ..
لعدم وجود من يلوم .. ولان كلمة اللوم تتنافى مع التقاليد .. فالتذكير بالله أضحى لغوا ومن الكلام الذي لا طائل له ..
فالقدر يكاد ينسب للعادات .. وتكاد العادات أن تصبح الها يعبد من دون الله ..
سقط الجنين ... نعم سقط .. تاركا قرف هذا العالم ..
فأبوه كذاب دجال .. وأمه زانية عاهرة .. بربكم كيف سيكون ؟؟
هنا ندرك الرحمة ..
التي يمتن الله بها .. حتى لو انها اتت من طريق العادات ..
سقط الجنين معلنا ... أنه مات .. ومعلنا أن الشرف قد مات .. والدين يحتضر .. والأخلاق أصيبت بمقتل ..
سقط الجنين وكفى ..
فالأم اطمأنت الان .. وانتهى دورها .. واتصالات صاحبتنا لا يجيب عليها أحد ..
وأتاها الخبر أن حبيبها قد أعلن خطوبته ... وأرسلت لها الأم بكل حقارة ... دعوة الزفاف .. وألحت على أهلها لكي يأتوا بها ..
أبت في البداية أن تحضر ... ولكن أهلها أصروا عليها أليس أخو صديقتك المخلصة .. التي لا ينفك ذكرها عن لسانك ...
فذهبت على مضض ..
وتقطع قلبها .. حين رأت ( الزفة ) .. وهو يبتسم ابتسامة بريئه ..
كان كل من في القصر يراه حملا وديعا بريئا ...
الا هي تخترق نظراتها هذا القناع .. لترى ذئبا يعوي ... وحيوانا لا يملك من الإنسانية سوى الشكل ..
نزلت على خدها دمعة تحمل كل الصور ..
مكالماتها .. مقابلاتها .. مضاجعاتها .. فراقها .. حملها .. إسقاطها ..
يالي هذا الزمان ..
في نقطة منه يكون المرء نقيا ... ونقطة أخرى تبعد خمسة أشهر يصبح مختلفا تماما ...
لا يكاد أن يربط بينه وبينها ..
انتهى الزواج .. وذهب العريس ليبدأ حياة جديدة .. والكل يدعو له ...
وعادت أمه الى بيتها تبكي على فراق ابنها .. حبيبها .. دموع فرح ..
وعاد أهلها هي الى البيت منهكين من العرس وهذه الاصباغ ..
وعادت هي ..
جماد ليس فيه من صفاة الحياة إلا الحركة ...
عادت إلى يومها المعتاد .. لا تلوي على شيء ..
بقي أن تعلمون أعزائي ...
أن هذه القصة ليس لها نهاية ..
فهي نسخة متكررة كل يوم ...
والخيال ... يستطيع الروائي أن يتحكم فيه .. فيجعل النهاية سعيدة تجعل الإبتسامة ترتسم على خدودكم ..
ولكن للأسف ..
فلا هذه القصة خيال ... وما أنا إلا ناقل لها من أرض الواقع ..
بقي أن نسأل أنفسنا بعد كل هذا ... لماذا ؟؟
شكرا لكم على متبابعتكم ....
انتهى ،،،
__________________
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا **** تجاهلت حتى ظن أني جاهل ...
أبو العلاء ..
|