10 - فتوى للعلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان
ـ قال السائل : يقول عدنان عرعور :"لا أعلم أحداً تكلم في قضايا المنهج
مثل ما تكلم سيد قطب ، ومعظم ما كتبه سيد كان مصيباً فيه ، ومن
أعظم كتبه (في ظلال القرآن) و(معالم على الطريق) و(ولماذا
أعدموني) ، مع أنه صرح في مواضع أخرى أنه لم يقرأ هذه الكتب وينصح
الشباب بقراءتها ، فما قول سماحتكم ؟
قال فضيلة الشيخ عبد الله الغديان:"الجواب أن الشباب ينصحون بعدم
قراءتها وأنهم يقتصرون على دلالة القرآن ودلالة السنة وعلى ما كان
عليه الخلفاء الأربعة والصحابة والتابعين".
** المرجع(من شريط أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان
عرعور)**
11- فتوىللعلامة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان
ـ سئل فضيلة الشيخ العلامة صالح بن محمد اللحيدان : هل يوجد في
مجلد ظلال القرآن لسيد قطب شكٌ أو ريب بالنسبة للعقيدة ، وهل
تنصح باقتنائه أم لا ؟
فأجاب الشيخ:"بل هو مليء بما يخالف العقيدة ، فالرجـل ـ رحمه الله
نسأل الله أن يرحم جميع أموات المسلمين ـ ليس من أهل العلم. هو
من أهل الدراسات المدنية وأهل الأدب. وله كتبه السابقة قبل أن ينخرط
في سلك الإخوان المسلمين ، وكان من الأدباء ، له كتاب : (حصاد
أدبي) ، و(الأطياف الأربعة) ، وغيره.. و(طفل من القرية) ، وأشياء كثيرة
من هذا النوع. ثم شاء الله ـ جل وعلا ـ أن يتحول عما كان عليه. وكان
في وقت نشط الناس في الكلام وإن قل العمل ، وكان للكلام أثره فكان
ما كان وكتب هذا الكتاب الذي اسمه "في ظلال القرآن". وإن شاء الله
له حسنات ، ولكن له أخطأ في العقيدة ، وفي حق الصحابة ؛ أخطاء
خطيرة كبيرة. وقد أفضى إلى ما قدم فنسأل الله أن يعفو عنا وعنه.
وأما كتبه فإنها لا تُعِّلمُ العقيدة ولا تقرر الأحكام ، ولا يعتمد عليها في
مثل ذلك ، ولا ينبغي للشادي والناشئ في طريق العلم أن يتخذها من
كتب العلم التي يعتمد عليها ، فللعلم كتبه ، وللعلم رجاله. أنصح أن
يعتني طالب العلم بالقراءة للمتقدمين : الأئمة الأربعة ، وللتابعين ، وأهل
الحق ، وعلماء الإسلام المعروفين بسلامة المعتقد وغزارة العلم
والتحقيق وبيان مقاصد الشريعة. وهم ـ ولله الحمد ـ كثيرون ، وكتبهم
محفوظة ـ بحمد الله ـ والمرجع في ذلك كله ـ عرض أقوال الناس ـ إنما
يكون على كتاب الله وعلى سنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى
أقوال السلف(الصحابة) فهم أدرى وأعرف بمفاهيم كلام الله وكلام نبيه،
وذلك كله ـ ولله الحمد ـ مدون في كتب العلماء من الصحاح والسنن ،
وكتب الآثار ؛ كالمصنفات ونحوها. فلا عذر لطالب العلم بالتقصير ، ولا
يصح أن يجعل كتب المتأخرين حاكمة على كتب المتقدمين. نعم.
* قال السائل : طالب علم يجالس أهل السنة وأهل البدع ،ويقول :
كفى الأمة تفريقاً وأنا أجالس الجميع.
قال الشيخ :"هذا مبتدع ، من لم يفرق بين الحق والباطل ويدعي أن
هذا لجمع الكلمة فهذا هو الابتداع ، نسأل الله أن يهديه. نعم.
** المرجع(من شريط درس بعد صلاة الفجر في المسجد النبوي يتاريخ
23/10/1418)**
12- فتوى للعلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد
ـ سئل عالم المدينة الشيخ عبد المحسن العباد عن كتاب ظلال القرآن ؟
*فقال:" كتاب ظلال القرآن أو في ظلال القرآن للشيخ سيد قطب ـ
رحمه الله ـ هو من التفاسير الحديثة التي هي مبنية على الرأي،
وليست على النقل ، وليست على الأثر . ومن المعلوم أن أصحاب الرأي
والذين يتكلمون بآرائهم ويتحدثون بأساليبهم يحصل فيهم الخطأ والصواب
، ويصيبون ويخطئون، والإنسان الذي غير فاهم وغير متمكن من الأصلح
له أن لا يرجع إليه وإنما يرجع إلى كتب العلماء المعتبرين مثل : تفسير
ابن كثير وتفسير ابن جرير ، ومثل تفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي
في المتأخرين فإن هذه تفسيرات العلماء.
وأما الشيخ سيد قطب ـ رحمه الله ـ فهو من الكتاب من الأدباء يعني
يكتب بأسلوبه وبألفاظه ويتحدث. ليس كلامه مبنياً على [الأثر] ولهذا إذا
قرأه الإنسان [لم يجده] يقول : قال فلان وقال فلان وقال رسول الله كذا
وكذا…الخ يعني من جمع الآثار والعناية بالآثار ؛ لأنه ما كان مبنيا على
الأثر وإنما كان مبنياً على العقل والكلام بالرأي ، ولهذا يأتي منه كلام
ليس بصحيح وكلام غير صواب . ولهذا الاشتغال… العمر قصير وليس
متسع لكون الإنسان يقرأ كل شيء ومادام أن الأمر كذلك فالقراءة فيما
ينفع والفائدة فيه محققه وكلام أهل العلم.. أهل العلم الذين هم علماء
ما هم كتّاب: الكتاب غير العلماء، الكاتب غير العالم . الكاتب هو الأديب
الذي عنده يعني قدرة على الكتابة والإنشاء فيتحدث فيأتي بالكلمات
منها ما يصيب ومنها ما يخطيء وأحيانا يعبر ويخطيء في التعبير ويأتي
بعبارة هي ليست جيدة وليست مناسبة جاءت لكونه استرسل بكلامه
وعبر بعباراته ولهذا يأتي في كلام سيد قطب ـ رحمه الله ـ كلمات غير
لائقة يأتي في كلام سيد قطب في مؤلفاته في التفسير وفي غيره
كلمات غير لائقة وغير مناسبة ولا يليق بالمسلم أن يتفوه بها ، وأن
يتكلم بها.
وأما القول بأنه ما شرح التوحيد مثل سيد قطب فهذا كلام غير صواب
أبداً ؛ التوحيد لا يؤخذ من كلام سيد قطب وإنما يؤخذ من كلام العلماء
المحققين مثل : البخاري وغير البخاري من الذين أتوا بالأسانيد
والأحاديث عن رسول اللهr وبينوا التوحيد وعرفوا التوحيد وعرفوا حقيقة
التوحيد ، وكذلك العلماء الذين علمهم في التوحيد ليس على الإنشاء
وعلى الأساليب الإنشائية
وعلى الكتابات الأدبية ، وإنما بنوه على كلام العلماء وعلى الآثار وعلى
كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. هذا هو
الحقيقة الذين هم كتبوا في التوحيد واشتغلوا في التوحيد".
** المرجع (سؤال له بعد درس سنن النسائي في المسجد النبوي
بتاريخ 7/11/1414)** .
13- فتوى معالي الشيخ / صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله
سئل فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: هل مما ينهى عنه قراءته من
التفاسير تفسير سيد قطب - رحمه الله - "في ظلال القرآن" ؟
فأجاب فضيلته الشيخ / صالح آل شيخ حفظه الله : ( أما تفسير "في ظلال
القرآن" لسيد قطب فهو من التفاسير التي اشتملت على مواضع كثيرة فيها بيان
لبعض الآيات ؛ بيان حسنٌ. يعني فيها أسلوب أدبي فيه شيء من التنميق مما
يفهم المرء دلالة الآيات عموماً وصلتها بالواقع، هذا مما يدركه القارئ له من أول
ما يقرأ. ولهذا اعتنى به كثيرون في هذا العصر من هذه الجهة، حيث إنه في
بعض الآيات يعبر عن التفسير بتعبيرات صحيحة وبعبارات أدبية مناسبة.
وأيضاً اشتمل كتابه على كثير من البدع والضلالات، فكتاب سيد قطب "في ظلال
القرآن" ما فيه من التحريفات أكثر مما في كتاب الصابوني.
ومن أمثلة ذلك: أنه يؤول الاستواء.
ومن أمثلته أنه يشعر في سورة الإخلاص بأن عنده ميل إلى بعض مذاهب
المتصوفة من القائلين بوحدة الوجود أو نحو ذلك. يفهم منه ما نقول إنها ظاهرٌ
بَيّن، لكن يفهم منه. ومن ضمن ذلك أنه يقول: إن بحث زيادة الإيمان ونقصانه أنه
من البحوث الكلامية التي لا ندخل فيها،قالها في سورة الأنفال عند قوله
تعالى:?وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً? في الحاشية.
ومن أمثلة ذلك أنه يفسر الرب بالإله، والإله بالرب، يعني: توحيد الربوبية عنده
هو توحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية هو توحيد الربوبية، عنده عكس في
فهمها، فالرب عنده هو المستحق للعبادة، والإله عنده هو الخالق الرازق ، وهذا
لا شك أنه يتبعه أشياء من مسائل الاعتقاد ينحرف بها من يلتزمها عن جادة
أقوال السلف.
من ضمن ذلك أنه في مسائل طاعة المشركين لا يَفْهم تفصيل أهل العلم فيها،
فيُفهم من ظاهر كلامه ما يكون موافقاً فيه لبعض الغلاة في مسائل الطاعة:
طاعة المشركين، أو طاعة الأحبار والرهبان. ومن أمثلة ذلك ما ذكره في سورة
الأنعام عند قوله تعالى: ?وإن أطعتموهم إنكم لمشركون? فذكر فيها أشياء
منها مما أدخله فيها - كما أذكر - مسألة لبس المرأة الأزياء والموديلات التي
يصدرها أو تصدرها شركات الأزياء في باريس- على حد تعبيره -، فيقول: أولئك
الذين يُشرِّعون للنساء عامة ألبسة تلبس في الصباح كذا، وفي المساء كذا،
وفي السهرة كذا، وفي العمل كذا … إلى آخره. يقول سيد قطب: إن هذه الفئة -
يعني: مصمم الأزياء - إنهم آلهة لأنهم أحلوا الحرام فأُطيعوا، وحرموا الحلال
فأُطيعوا. فيقول: المرأة المسلمة التي تطيعهم في ذلك قد اتخذتهم آلهة لأنها
أطاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال.
وهذا لا شك أنه كلام باطل ؛ لأن المرأة إذا لبست الملابس المحرمة التي جاءت من
عند أولئك المصممين لا يعني أنها اعتقدت أنها حلال.
فمسألة التكفير في اعتقاد أن هذا الذي حرمه الله - جل وعلا - حلال.
أما إذا أطاعوهم مع عدم اعتقاد أن هذا حلال… ؛ فمثلاً امرأة لبست ملابس
أبرزت صدرها ورجليها عند الرجال الأجانب متابعة للمصممين، هذا إن كانت
تعتقد أن هذا الفعل حرام ونحو ذلك، وغُلبت عليه ؛ ضعف إيمانها ليس هذا بكفر
ولم تؤله أولئك.
فهو في هذه المسألة جعل الطاعة مكفرة، وقد أخذ بقوله بعض الجماعات التي
غلت في مسألة الحكم بما أنزل الله؛في مسألة الطاعة؛ طاعة المشرعين،
المصممين، المنظمين ...إلى آخره.
أيضاً من المسائل التي اشتمل عليها كتاب "في ظلال القرآن" أنه لا يظهر فيه
اعتناء بما أثبته أهل السنة، يعني: يشبه أن يكون فكرياً غير مركز على مسألة
معينة، يعني: على توجه معين هو أراد منه أن يكون كتاباً دعوياً كما يزعم
يناسب الوقت، لكنه اشتمل على أشياء مما ذكرت وغيرها.
وأيضاً من الأشياء التي تفرد بها أنه ذكر في سورة يوسف ذكر أن أولئك الذين
يسألون عن أحكام الإسلام وهم في مجتمع جاهلي هؤلاء يقدحون في الإسلام،
والذين يجيبونهم من العلماء هؤلاء يشاركونهم في القدح.
هذا معنى كلامه، لِمَ ؟ قـال: لأن أحكام الإسلام والفقه الإسلامي ما أتى إلا
لينزل على واقع مسلم. أما هذه المجتمعات الجاهلية - على حدِّ تعبيره - فإنها لا
تقبل أحكام الله حتى يجتهد لها العالم في بيان الأحكام! وهذا لا شك أنه صورة
من صور المخالفة لمنهج الحق في هذا، لأن أحكام الإسلام تُبَيّن في الدار التي
فيها مسلمون ولو لم يكن فيها إلا مسلم واحد.
إذا سأل عن دينه بُيِّنَ له وتُكلم في بيان الإسلام وبيان أحكامه ولو كان في دار
جاهلية.
وتعميمه أن بلاد المسلمين دور جاهلية هذا لا شك أن فيه تعدٍ.يعني: جميعاً- على
حد تعبيره - .
وأيضاً من المسائل التي تفرد بها، أنه قسم الفقه إلى قسمين في سورة
يوسف: (القسم الأول): فقه الأوراق. و (القسم الثاني): فقه الواقع، وفقه الحركة
أيضاً.
يقصد بفقه الأوراق: الفقه الموجود بين أيدينا من فقه علماء الإسلام، ويقصد بفقه
الواقع: يعني الواقع الذي تعيشه الحركة وما حول الحركة ونحو ذلك ؛ يعني: ما
حول الجماعة العاملة والتنظيم العامل، يقول: إن مهمتنا الآن العناية بفقه الحركة
فقه الواقع.
أما فقه الأوراق فهذا لم ينشأ إلا في مجتمع المدينة، لأنه لا بد فيه من مجتمع
يطبقه، فإذا لم نوجد هذا المجتمع الذي يطبقه فإننا لا نحتاج إلى العناية به،
كما تتوجه - يعني الدراسات ونحو ذلك - يعني العناية الكبيرة به.
فالعناية الكبرى تنصب على فقه الواقع لأنه هو الذي تحتاج إليه الأمة ونحو
ذلك.
له آراء كثيرة مخالفة إذا تأملت هذا الذي ذُكر، فطالب العلم الذي يحرص على
العلم النافع إنما يطالع كتب السلف الصالح، يطالع الكتب التي تفيده العلم
المنقى الصافي، أما الكتب المشتملة على الباطل، المشتملة على التحريفات،
المشتملة على آراء شخصية ليس عليها أدلة ظاهرة من القرآن والسنة لا يوافق
علماء أهل السنة والجماعة عليها، فإن قراءة طالب العلم - خاصة المبتدئ -
فيها إنها قد تسبب وتوقع في قلبه شبهة، والحريص على دينه لا يوقع ولا
يسعى في أن يوقع نفسه وقلبه في شبهة ).
المرجع ( "شرح كتاب مسائل الجاهلية لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب"،
الشريط السابع، الوجه الثاني ) .
14- كلمة العلامة الشيخ / الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
قال الشيخ المحدث ربيع بن هادي المدخلي في خاتمة كتابه "الحد الفاصل بين
الحق والباطل":
( لقد تبين مما كتبته في "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" ومما
عرضته في كتاب "مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله ?"، ومما عرضته
في هذا البحث "الحد الفاصل بين الحق والباطل"، ومما كتبه الشيخ عبدالله
الدويش ومما كتبه وقاله غيره أن كتب سيد قطب:
"في ظلال القرآن".
"العدالة الاجتماعية".
"بدعة التصوير الفني".
"الخصائص".
"المقومات".
"معركة الإسلام والرأسمالية".
"معالم على الطريق".
"الإسلام ومشكلات الحضارة".
قد اشتملت على بدع كبرى كثيرة مردية وأنـها أخطر على شباب الأمة من
السموم الفتاكة والأسلحة المدمرة لأنـها تدمر العقل والعقيدة فهل ينتظر فساد
أكبر:
من تعطيل صفات الله.
ومن إفساد معنى لا إله إلا الله.
ومن تحريف آيات التوحيد ودعوات الرسل إلى السياسة.
وهل ينتظر جرأة وسوء أدب أكبر من ذم نبي كريم من أنبياء الله أولي العزم.
ومن الطعن في الخليفة عثمان وفي أصحاب رسول الله ?.
ومن الدندنة حول وحدة الوجود في "الظلال" و"الخصائص" و"المقومات".
ومن تكفير الأمة من قرون وغرس الأحقاد في نفوس من تأثروا بمنهجه على الأمة
وعلمائها.
ومن تحريف نصوص الإسلام وقواعده إلى الاشتراكية الغالية.
ومن اعتبار سنة رسول الله - عليه الصلاة والسلام - واعتبار كلام الأنبياء من
أفكار البشر التي لا يعول عليها ولا يوثق بـها إلى غير ذلك من الطوام
والدواهي التي ضمنها سيد قطب كتبه.
فيا علماء الإسلام أنتم ورب السماء والأرض مسؤلون أمام الله عن شباب الأمة،
فما الذي يمنعكم أن تقولوا كلمة الحق الواضحة الصريحة في كتب هذا الرجل
وعقائده وفكره؟؟
ولقد ظهرت آثارها المدمرة لا في عقول وعقائد الخرافيين فحسب ؛ بل في
عقول أبناء من أكرمهم الله بالمنهج السلفي الحق وفي كل ناشئ سليم الفطرة
يطلب الإسلام الحق عقيدة وشريعة.
أنتم معشر العلماء ووراث الأنبياء يدرك العاقل اللبيب أن على عواتقكم
مسؤليات وأعباء جسيمة تشغلكم عن دراسة فكر سيد قطب وأمثاله، ولو
تعلمون ما تحتويه كتب هذا الرجل من الطوام والبلايا والفتن وعلمتم تأثير تياره
المدمر الواسع الانتشار في شباب الأمة ولا سيما التجمعات السلفية لضحكتم قليلاً
ولبكيتم كثيراً ولرأيتم أن من أوجب الواجبات دراسة فكره لإزالة خطره عن
شباب الأمة وشره.
ويجب أن يعلم علماؤنا الأفاضل أن لأهل الأهواء والتحزب أساليب رهيبة لاحتواء
الشباب والتسلط والسيطرة على عقولهم ولإحباط جهود المناضلين في الساحة
عن المنهج السلفي وأهله.
من تلكم الأساليب الماكرة استغلال سكوت بعض العلماء عن فلان و فلان، ولو
كان من أضل الناس فلو قدم الناقدون أقوى الحجج على بدعه وضلاله فيكفي
عند هؤلاء المغالطين لهدم جهود المناضلين الناصحين التساؤل أمام الجهلة فما
بال فلان وفلان من العلماء سكتوا عن فلان وفلان ؟! ولو كان فلان على ضلال
لما سكتوا عن ضلاله؟! وهكذا يلبسون على الدهماء ؛ بل وكثير من المثقفين.
وغالب الناس لا يعرفون قواعد الشريعة ولا أصولها التي منها: أن الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات، فإذا قام به البعض سقط
الحرج عن الباقين.
ومن أساليبهم انتزاع التزكيات من بعض العلماء لأناس تدينهم مؤلفاتـهم
ومواقفهم ونشاطهم بالبعد عن المنهج السلفي ومنابذة أهله وموالات خصومه
وأمور أخرى.
ومعظم الناس لا يعرفون قواعد الجرح والتعديل، وأن الجرح المفصل مقدم على
التعديل لأن المعدل يبني على الظاهر وعلى حسن الظن والجارح يبني على
العلم والواقع كما هو معلوم عند أئمة الجرح والتعديل.
وبـهذين الأسلوبين وغيرهما يحبطون جهود الناصحين ونضال المناضلين بكل
سهولة ويحتوون دهماء الناس بل كثير من المثقفين، ويجعلون منهم جنودا
لمحاربة المنهج السلفي وأهله والذب عن أئمة البدع والضلال.
وما أشد ما يعاني السلفيون من هاتين الثغرتين التي يجب على العلماء سدهما
بقوة وحسم لما ترتب عليها من المضار والأخطار.
ولقد عرضت لكم كثيرا من عقائد سيد قطب عرضا أمينا ووضعته بين أيديكم
فقوموا لله مثنى وفرادى لدراسة هذه المشاكل الخطيرة، وقدموا الحل السليم
الذي ينقذ شباب الأمة من هذا الكابوس الجاثم على صدورهم.
أما أنا الفقير الضعيف فالذي أدين الله به أنه يجب حماية شباب الأمة وعقيدتـها
من كتب هذا الرجل وفكره المدمر بحظر هذه الكتب.
ووالله إن هذه لمسألة المسائل وإنه يجب الاهتمام بـها ووضع الحل الحاسم الذي
يرضي رب الأرض و السماء.
اللهم وفق علماءنا لإنقاذ أبنائنا وشبابنا وجنب علماءنا واحمهم من مغالطات
المخذلين الماكرين، ووفق علماءنا الصادعين بالحق في كل مجال لأن يصدعوا
به في هذا المجال الخطير بل الأخطر إنك سميع الدعاء ). ( من خاتمة كتاب "الحد
الفاصل بين الحق والباطل" للشيخ ربيع، طبع 1413 ).
15- كلمة فضيلة المحدث / الشيخ عبد الله بن محمد الدويش رحمه الله
قال الشيخ المحدث عبد الله بن محمد الدويش - رحمه الله - في مقدمة
كتابه "المورد العذب الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال": ( فقد كثر السؤال
عن كتاب "ظلال القرآن" لمؤلفه سيد قطب ولم أكن قد قرأته فعزمت على
قراءته فقرأته من أوله إلى آخره فوجدت أخطاءً في مواضع خصوصاً ما يتعلق
بعقيدة أهل السنة والجماعة وعلم السلوك فأحببت التنبيه على ذلك لئلا يغتر به
من لا يعرفه. وقبل الشروع في ذلك أنبه على أمور:
(الأول): أن بعض المواضع قد يتكرر في كثير من السور فأنبه عليه في موضع
أو موضعين أو أكثر من ذلك ولا استقصى ما في كل سورة اكتفاءً بما ذكرته
وطلباً للاختصار.
(الثاني): أن بعض الناس يستعظم أن ينبه على أخطاء من أخطأ وهذا جهل منه
فما زال العلماء يرد بعضهم على بعض من زمن الصحابة إلى وقتنا هذا وقد قال
مالك بن أنس رحمه الله: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر ?.
(الثالث): اشتهر عن بعض الناس أن المؤلف ألف هذا الكتاب في أول عمره بخلاف
ما ألفه في آخره ولعله اعتمد على ما قرره في سورة الجن في الجزء السادس
ص3730 وص3731 الطبعة السابعة في الحاشية ولكنه ليس صريحاً في ذلك
لكونه نقض كلامه في آخره وسيأتي التنبيه عليه في موضعه إن شاء الله وعلى
كل تقدير فليس المقصود الشخص وإنما المقصود بيان ما في كتابه من الأخطاء
وسميته "المورد العذب الزلال على أخطاء الظلال" وأسأل الله تعالى أن يجعله
خالصاً لوجهه الكريم مقرباً لديه في جنات النعيم إنه على كل شيء قدير
وبالإجابة جدير، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين ) .
وهذه دراسة نقدية لمنهج سيد قطب - رحمه الله -
http://www.geocities.com/zin200/
هذا ما أحببت التنويه عليه ..
أخوكم ::
أسير الدليل