أخي العطر المفقود ..
تحية طيبة وبعد
لا يجب أن نحمل التقدم والتقنية ذنبنا في سوء التعامل معها أو سوء استخدامها .. بدلاً من أن نكون على يقين تام بوجوب التمسك بعرى هذا الدين .
فلديك مثلاً أخي الكريم الأكل ، والشرب فهو مما لا شك فيه أنه مباح إلا ما نص عليه الشارع الكريم كالدم ، ولحم الخنزير .. أكرمكم الله ..
ومع ذلك استطاع الإنسان الغير سوي صنع المحرمات كالخمر وغيره من أطايب الطعام .. فهل يدفعنا هذا تحليل هذه المحرمات لأنها أتت من طيب الطعام أو إلى تحريم تلك الأطايب والمباحات من الأغذية التي قد تكون أساس في تركيبة ما هو محرم ..؟
بالتأكيد الجواب .. لا .
من هنا تكون البداية ألا وهي معرفة الضار والنافع وتجنبه في السر كما في العلن لأن الرقيب على العباد ليس رجل أمن أو رجل حسبة أو ولي أمر أو غيرهم من بني البشر ولكن الرقيب هو الواحد الأحد .. فلو أن المسلم آمن بالله عز وجل حق الإيمان لما تعدى على حرمة من حرماته ، ومنها النظر ، والقول المحرمين فهذا النوع من المحرمات هو المتعاطى في الشبكة العنكبوتية .
فالإيمان الحقيقي بالله عز وجل هو الحامي الحقيقي للمسلم من الوقوع بهذه المحرمات وغيرها لأن غياب الإيمان هو بداية الضياع .. لقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : " لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن ولا يقتل وهو مؤمن
قال عكرمة قلت لابن عباس كيف ينزع الإيمان منه قال هكذا وشبك بين أصابعه ثم أخرجها فإن تاب عاد إليه هكذا وشبك بين أصابعه "
فغياب الإيمان بالله هو بداية الهلاك والعياذ بالله .. ؛ لذا لو أن كل شاب وفتاة أو رجل وأمرأة عرفوا معنى الإيمان بالله لما وقع كثيرا من المسلمين في الرذيلة .
لكن الجهل في الدين والأوامر والنواهي هو ما أدى بالبعض إلى نهج هذا المنهج .. لذا أخي يجب علينا مراعات هذا الجانب في كل أعمالنا ألا وهو الإيمان .. فلو قيل لأحدنا في الطريق أنت غير مؤمن لإحمرت وجتنيه من الغضب وغضب غضب شديد ..
لذا يجب أن نضغب ونتوب إلى الله عندما يبدر منا ما قد ينافي الإيمان الذي هو الدرجة الثانية قبل الإحسان وكلنا يعلم أن الإحسان عبادة الله عز وجل كأننا نراه والتأكد من أنه يرنا ومطلع على كل صغيرة وكبيرة في حياتنا كلها .
جزاك الله خير الجزاء أخي " العطر المفقود " على هذا التذكير وجعل أجر تذكرتك هذه في ميزان أعمالك الصالحات ، ونفع الله بها إخواننا وأخوتنا هنا وفي كل مكان .
هذا والله أعلم
|