عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2002
المشاركات: 132
|
العـــــاطفـــــة , حيث الغشـــــــاوة :
العاطفة هي الدافع الرئيسي لتحركاتنا وأفعالنا – مع الأسف – ولذا تجد أن المرء يلون حياته بإحساسه الخاص , فيراها حسب ما يريد أن يراها . فأول خطوة نحو حل المشاكل هي فصل العاطفة عن التفكير, لكي تظهر الحقيقة – ولو كانت مرةً – حسب ما هي , وعندها نستطيع اتخاذ الإجراء المناسب حيالها .
ومراحل حل المشاكل – كما يقول ديل كارنيجي – ثلاثة هي :
1 ) استخلص الحقائق.
2 ) حلل هذه الحقائق .
3 ) اتخذ قرارا حاسما , ثم اعمل بمقتضى هذا القرار.
ودع عنك القلق والتوتر والتردد فإنها آفة القوى ودليل الردى, وقيل :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمـــــــــة ............... فإن فســـــــــاد الرأي أن تترددا
وضع نصب عينيك قول الله – تعالى – : ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وهو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) .
نحـــــو ملكـــــة العلــــــــــم :
يقول محمد الغزالي في تعريف العلم : ( العلم إدراك وقواعد وملكة , فالإدراك هو التصور المجرد للأشياء , والقواعد جملة من المبادئ والقوانين والمصطلحات التي وضعها أهل الفنون المختلفة , أما الملكة فهي الخبرة المكتسبة من رسوخ المرء فيما حصل عليه من معارف وفيما وعاه من مناهج علم خاص أو علوم شتى , وهي تتكون من وفرة الإدراك واستحضار القواعد فهي ثمرة ما قبلها ) .
والعلم يستحيل نسيانه إن صاحبه تطبيقه , وقال أحد التابعين : ( كنا نستعين على حفظ أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالعمل بها ).
فمثل العلم الخامل الكامن في عقولنا بلا عمل ولا تطبيق كمثل الطعام في بطوننا بلا هضم يحوله إلى طاقة, فهنا يكون وجوده أضر من غيابه فيسبب المغص والانتفاخ بالإضافة إلى كونه بيئة مناسبة لتكاثر الجراثيم. وهنا يجدر بي أن أقول لكم أن كل كلمة تقرؤها إن لم يكن لديك عزم على الاستفادة منها فما الحاجة لقراءتها , فدعها لغيرك .
علامة الأحياء وعلامة الأموات :
إذا كان العمل علامة الأحياء , فالبطالة علامة ماذا ؟؟؟ إن أكبر ما يواجه المجتمعات الإسلامية ذلك الجحود الكامل لإمكانياتها وطاقاتها في أفرادها , سواء كان سببه إهمال المجتمعات أو الفرد نفسه . ولكم أن تتخيلوا نتيجة ذلك , جرائم وفتن , رذائل ومحن , لم تكن من ذي قبل , وقد قال الشافعي : ( النفس إن لم تشغلها بالطاعة , شغلتك بالمعصية) . ومما يلاحظ أن الأمراض والأوهام النفسية لا تصيب العلماء العاملون , والسر في ذلك أنه لا يجتمع إحساسان متناقضان , وهذه الآية خير برهان : ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) .
ولا أملك إلا أن أقول عليك يشحن وقتك بكل ما مفيد لك دنيا وآخرةً , وتذكر أن كل دقيقة لا ترفع من قدرك فهي تحط منه .
إن النــــار من مستصغــــــر الشـــرر:
إنه وبعد أن تقف صامدين أمام الأعاصير, فإنه ما يلبث أحدنا أن ينجرف , والسبب ما أتفهه , فإما نظرة استهان بها , أو صحبة سوء أمنهم , وإما جرعة استحلها . وقد ضرب لنا رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – أروع مثال في التهاون في الصغائر , وهو أن قوما أججوا نارهم وانضجوا طعامهم بأعواد صغيرة . ومثله قول ديل كارنيجي : ( شجرة وسط الغاب ضربتها الصواعق 14 مرة , فأثبتت جدارتها وصمودها , ولكن ما لبثت أن هوت على الأرض بعد أن غزاها جسيمات صغيرة من هوام الأرض ) .
إن كل شيء خلقنــــــــاه بقـــــــــدر :
يضل الناس في طرفين متعاكسين , فأحدهم يتملكه الهم ويأخذ منه القلق مأخذه في خوفه على تجارته , وآخر يستحث الراحة لان الأرزاق قد قسمت فلا فائدة مرجوة في المسير . وكل هذا سببه الخلط بين دائرتين متمايزتين كل التميز , ومنفصلتين كل الانفصال , دائرة ما له بد , ودائرة ما ليس له بد , وقال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : ( اتق المحارم تكن أعبد الناس , وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ) , فأمر الرسول – صلى الله عليه وسلم– يقتضي العمل والتسليم , فالعمل يكون فيما يستطيعه المرء , والتسليم يكون فيما لا قدرة للمرء عليه , وما أجمل قول ديل كارنيجي :
هبني الهم الصبر والقــــــــــــوة
لأرضى بما ليس منه بــــــــــــد
وهبني الله الشجاعة والقـــــــوة
لأغير ما تقوى على تغييره يـــد
وهبني اللهم الرأي والحكمـــــــة
لأميــــــــــــــــــز بين هذا وذاك
لمـــــــاذا الديــــــن :
كان الإسلام ليوجه المسار , ويستحث المسير , ويكبح الشهوات , ويصرفها فيما يرضي الله , فهو كالشطآن القائمة تمنع لجج الماء من تسير كيفما تشاء , لكن قد يبدر من المرء الزلل كما قد يخرج الماء عن مساره إن هو اعتلى الشطآن القائمة , فهل من الأفضل أن يتمادى في زلتـه , ويسترسل في غيه !!! أليست عودته إلى مساره الصحيح أدعى له وأسلم ........ بلا .
ما فـــــــــــات مـــــــــــات :
يُنغص الناس حياتهم بأيديهم , فما فتئوا يذكرون مصائبهم , فأسىً على أسى , وحرقة تعلوها حرقة , وكان بوسعهم تجنب هذا الشعور بنسيان ما فات لو أنهم علموا أن لا جدوى ترتجى مما فات سوى استقراء الفوائد , واستخراج العبر .
اصنع حياتـــــــــك :
في لجج الحياة , قد يشتم الناس حياتهم , ويصموها بكل قبيح رذيل , وما علموا أنها ليست إلا حصاد أفكارهم التي ترجموها إلى أعمال , قال تعالى : ( أولما أصابتكم مصيبة قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير ) , وقد قيـل : حياتنا من صنع أفكارنا , ومصائبنا من تصورات عقولنا , وما نلقاه بسبب أيدينا .
إن أهم شيء في حياتنا هو كيف نستقي الأفكار الصائبة , فمتى كانت فبعدها يسير . فالأفكار هي القوة الدافعة , والطاقة المحركة إلى الهدف , فمتى حسنت حسن الوصول , والعكس بالعكس . ألا ترى كيف ينتصر الجيش المؤمن حقا بأفكاره , المستميت من أجل تحقيقها بالرغم من عتاده القليل .
............ وللموضوع بقيـــــــــــــــــة .
__________________
بالكتاب والسنة فقط , نستطيع النهوض
|