إنَّ لَذَّةَ السَّعَاَدةِ في القُربِ مِنْ اللهِ سُبحَانَةِ والتَّلَذُّذِ بِعبَادَتِهِ والخُضوعِ لَهْ وَطُوبَى لِمَنْ عَلِمَ طَريقَ الصَّوابِ وَسَلَكَهُ قَبلَ أنْ تَخَرُجَ الشَّمسُ مِنْ مغرِبِهَا وَيَأخُذُ المَرءُ نَفسَهُ بَعيدَاً عَنْ مَلَذَّاتِ وَفِتَنِ الدُّنيَأ وشَهَوَاتِهَا ، فَمَنْ جَاهَدَ نَفسَهُ في الدُّنيَا ، سَيسَعَدَ إنْ شَاءَ اللهُ في الآخِرَة . ثُمَّ إنَّ مَا يَحَزُّ في قَلبِ كُلِّ مُؤمِنٍ وَإنْ غَلَبَ عليهِ تَقصيرُهـُ في حَقِّ رَبِّه وَكُلَّنَا مُقَصِّرونَ ، هَو الهُجرَانُ لِكِتَابِ اللهِ وَكَلامِهِ ، وَلا عَلِمَ المُقَصِّرُ أنَّ هَذا الكِتَابَ قَدْ يَكونَ شَفيعَاً لَهُ يَومَ القيَامَة ، فَهو إمَّا حجَّةً لَهُ أو عَليه. ثُمَّ إنَّ الإستِقَامَةُ شَرفَاً يَسمو بِهَا العَبدُ المُؤمِنْ ، فَلَيسَ الدِّينُ فَقط إيمَانَاً بِاللهِ سُبحَانَه فَاللَهُ سُبحَانَهُ يَقول : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } الآيَةِ . وَليسَ مِنْ الصَّعبِ الإستِقَامَةُ ، لَكِنَّ الصَّعبَ في الثَّبَاتِ عَليهَا عَلى عَجَلٍ بَارَكَ اللهُ فيكَ أخيْ الكَريمُ وَجَعَل ذَلِكَ في ميزَانِ حَسَنَاتِكْ