مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 27-05-2009, 07:16 AM   #3
يرموك
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 206

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

يروق لي كثيرًا الحديث عن هذه الموضوعات وأشباهها، ولو لم يكن فيها إلا إجالة العقل وتحريك الذهن في هذه القضايا الفكرية، والنظر فيما تحويه عقول الشباب عن مثل هذه القضايا = لكفى .

واقع الكثيرين - بظني- يدور بين طرفين :
- فمن جافٍ ومنحرف عن الصف، وداعٍ إلى إلغاء الرموز، والاكتفاء الذاتي بالتسلح والعلم والمعرفة، ولعل هذا النهج يتجلى في منهج "الإسقاط" للرموز بشتى وسائله .
- والثاني غالٍ في رموزه، ومتشبث بعقيدة النصارى التي ألّهت عيسى -عليه السلام-، وارتقت به بضلالها إلى مرتبة الألوهية، تعالى الله عما يقول الظالمون، وهذا المنهج بين من خلال التعصب المقيت للأشياخ والمذاهب، ومن المضحك أن أحدهم ذات مرّة؛ فسَّقَ-إي والله- جملةً من طلبة العلم؛ لأنهم يخالفون منهحه في تصحيح الأحاديث وتضعيفها، بل وصمهم -والعياذ بالله- بالبدعة !

- وفئة توسطت، وبظني أنها قليلة بين الناس، لاستيلاء الأهواء على كثير الأنفس .

وأنت إذا تأملتَ واقع التضارب في المناهج والرموز؛ وجدته عائد على ماذكرتُه من جفاء وغلو .

والقرآن الكريم، وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- حافلة بالحث على انتهاج المنهج، وترك التعلق بالأشخاص، يقول تعالى : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ... الخ) ، وقوله (فبهداهم اقتده)، ومثله قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله) ، وهذا يظهر لك كيف اتفقت الشريعة على تعليق الناس بالمناهج، مع ربطهم بالرموز، وذلك أن الرموز -عدا المرسلين- ليست معصومة؛ فالتعلق قد يفضي إلى النكوص عندما ينكص الرمز .
وقد أكد هذا المنهج أبو بكر رضي الله عنه في أول خلافته كما هو مشهور .

حاصل هذا كله؛ أن النجاء من مغبة هذه الإسقاطات المتوالية هي الاعتصام بالمنهج الرباني؛ فمهما زاغ من زائغ ، أو انحرف عن سبيل الله؛ فليس يضير هذا سالك الطريق .

ومثل هذه الحملات الشعواء لن تتوقف، وهي تحتاج مقابل ذلك من يعريها ويكشف زيفها من أبناء أمة الإسلام، ممن حملهم الله أمانة القلم، وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون .
يرموك غير متصل