27-05-2009, 10:15 AM
|
#3
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
.
.
(3)
بينَ أرفُفِ أحِد ألأسواقِ كُنتُ أسيرْ ، غَيرَ أنيَ أحسَسْتُ وَكأنَّ
أَحَدٌ قَدْ ضَغَطَ عَلى قَلبيْ ، فَالتِـفَاتَةٌ عَفويَّةٌ تُسقِطُ عَينيْ في لُبِّ عَينِهَا .
مَا كَانَ ليْ أنْ أتَوجَّهَ إليهَا ، بَلْ وَكأنَّيْ لَمْ أرَاهَا ، أكَمَلتُ سَيريْ
غَيرَ أنَّ أجواءَ السُّوقِ تَبَدَّلَتْ !!
كَأنَّ النَاسَ بَدءوا يَتَوجَّهونَ لِنُقطَةٍ وَاحِدَة .
سَاقتنيْ نَفسيْ لمَكَانِ سُقوطِ عَينيْ ، فَوجَدتُهم يَهتَمَّونَ بِهَا ، وَكَأنَّ مَكروهـٍ أصَابَهَا !!
شَقَقتُ طَريقيْ بَينَهُم ، وَأخَذْتُهَا ، هِيَ شَقيقتيْ مَا بِهَا ؟!!
قَالوا : دُموعُ عَينِهَا أخَذتنَا إليهَا .
غَيرَ أنيْ لَمْ أكُنْ أشْعُرُ أبدَاً أنَّ دموعِهَا بَللتْ ثِيَابيْ وَبَعثَرت وَجهَهَا .
لِنَخرُجَ بَعيدَاً مِنْ هُنَا ..
مَا الذيْ يَجعَلُكَ تَتَكبَّرُ وَتَكرَهـُ وَتُعَانِدُ مَنْ تبَكيْ عينهُ مِنْ أجلِك ؟!!
حُروفٌ في سُؤالٍ مُدوِّيَة ..
قُلتَ لي أنَّكَ أخيْ ، وَلمْ أكُنْ أعَلَمُ مَعَنى الأخوَّةِ سِوى مَعَكْ
وَبِأيَّامٍ تَأخُذُ نَفسَكَ بَعيدَاً عَمَّنْ يَهتَمُّ بِكَ لِيَرُدَّ إليكَ جَميلَك .
رُغمَ أنيْ كُنتُ يَتيمَةً ، تَمُرُّ شُهورٌ لَمْ أشُمَّ بِهَا رَائِحَةُ طَعَامٍ
بَلْ ولا مِنْ المَاءِ قَطرَهـ !!
وَمِنْ الظلامِ أهرُبُ للنَّومِ ، فَتُقَابلنيْ في المَنامِ كوابيسٌ مُوحِشَة .
وَفي لياليْ الشِّتَاءِ كَانَتْ شَفتيَّ تَرتَعِشَانِ ولَمْ أجِد سِوى قِطعَةَ قُمَاشٍ بَاليَة !!
وَبعَدَ سِنينَ كُنتُ أرتَقِبَ مَوتَاً يَأخُذنيْ مِنْ سُقمِ الدُّنيَا إلى حَيَاةِ الآخِرَة
فَتسبِقُ المُوتَ وَتأخُذنيْ لِعيشَةٍ سَعيدَة ؟!!
أتَعلَمْ .. !!
قَضَيتُ حَيَاتيْ تَائِهَة ، عَطْشَاءُ .. جَائِعَة
مَا أنَا في الحَيَاةِ سِوى إنَارَةٌ خَافِتَةٌ أخَفَتْهَا ضَوضَاءُ المَدينَة !!
كَمْ قَضَيتُ أيَّامِيْ بينَ الأزِقَّةِ ، وَافتَرشَتُ الأرصِفَةَ وَجِذْعُ شَجَرَة !!
أتَذْكُر .. !!
يَومَ أنْ كُنتُ أطلبُ مِنْ صَاحِبِ ذَاكَ المَطعَمِ مِنْ بَقَاياَ الأطعِمَة
فَتأتيْ وَتَطلب مِنْهُ لي وجبَةً جَديدَة !!
هَلَّتْ مِنْ عَينِهَا دَمَعة ، وَلِسَانُهَا تَعَثَّرَ بِعَبرَة ، وَهَمٌّ أخَرجَتهُ بِتَنهِيدَة
غَيرَ أنيْ مَا زِلتُ أرى في عَينيكَ دُموعٌ مُتَحَجِّرَة !!
وَسَرَابُ آلامٍ خَلفَ قَلبِكَ مُتَخَفيَّةِ !!
شَخصيَّتُكَ صَعبَةٌ في المِمُارَسَة ، كَمَنْ يَسيرُ في أجواءَ غَابِرَة ، إنيْ لألَمَحُ طَيفَ رُوحِكَ خَلفَ تِلَكَ السُّحِبِ المُتَرَاكِمَة ، لَكِنْ ,, مَا لِيْ مِنْ السُّحِبِ إنْ مَنَعتْ عَنيْ وَلو قَطْرَة .
أرجوكَ كَمَا صَنَعَتَ حَيَاتيْ دَعنيْ أصنَعُ حَيَاتَك ؟!!
لِصَاحِبُكمْ هَذيَانٌ يُصَاحِبُ جُنونَهُ
فَمَا مِنْ حُروفٍ هُنَا لَيسَتْ إلا لَوحَةٌ عَبَثَتْ بِهَا الألوانُ المُشتَتَّتة
كَطِفْلٍ صَغيرٍ أمسكَ بِقَلَمٍ وَبَدأ يَخُطُّ في جَسَدِهـِ
حُروفٌ قَدْ تَحكيْ عَنْ قُلوبٍ هُنَا ، وَلا يَجِبُ أنْ تُصَوِّرَ الحَقيقَة
لا أسمَحُ أنْ تَتَخَطَّى هَذهـِ الحُروفُ حُدودَ هَذهـِ الصَّفحَة
أستَودِعُكم اللهُ الذي لا تَضيِعُ وَدَائِعُه
أخيرَاً فَمَا كَانَ مِنْ صَوابٍ فَمِنْ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطا فَمِنْ نَفسيْ والشَّيطَان
عُذرَاً عَلى الإطَالَةِ ورَكَاكة الأسلوب
دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايَتهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|
|
|