|
ولدي رآني
ولدي راني مطرقا في العيد .... مستغرقا في الصمت والتنهيد
فرنا اليّ بمقلتيه محدّقاً ... وجرى عليّ بفطرة المولود
وقف الصغير مسائلاً ببراءةٍ ... مالي أراك مكدّراً في العيدي
قلي بربك ياابي ماتشتكي ... صعب علي اراك غير سعيد
فالعيد يوم للسرور ولرضى ... والانس والاسعاد والتجديد
والعيد وصل والتقاء احبة ... والعيد مأدبة ولبس جديد
والعيد طرحك للكابة جانبا ... لتعيش منطلقا بلا تقييد
والعيد يوم في ظلال خميلةٍ ... او روضة محفوفةٍ بورود
والعيد في سمع الورى ترنيمةٌ ... هو فرحةٌ كبرى بلا تنكيد
الناس حولي للحياة تبسموا ... واستقبلوا الدنيا بخير نشيد
فعلام تبدو يا أبي متجهماً ... ومخالفاً للعرف والتقليد
أم ياترى هي حكمةٌ أُلهمتها ... وسواك ذو سفهٍ وغير رشيد
صوبت لابني نظرة أودعتها ... ردي وفيض مشاعري لوليد
لا زلت غضّاً ياصغيري ناشئا ... فاسعد بيومك والغد المنشود
فاجابني ماعدت غرّاً ياابي.... فاروِ الغليل وقل بلا تمهيد
قلت استمع فلقد اثرت مشاعري... ونكأت جرحاً نازفاً بوريد
كيف السرور ومسجد الاقصى اشتكى ... من حال امتنا وكيد يهود
كيف السرور وصفوة من امتي... في الارض بين مشرّدٍ وطريد
هم اخوةٌ في الله يجمعنا بهم ... دينٌ يسوي سيّداً بمسود
كيف السرور ولم تزل اخواتنا ... يصرخن من وغد ومن عربيد
يحملن في احشائهن معرة ... من صلب كلب كافر رعديد
بحّت حناجرهن علّ مروءةً ... تأتي بمعتصمٍ او ابن وليد
لو ان قتل النفس مشروعٌ لنا ... لقتلن انفسهن بالتأكيد
كيف السرور وقد رأينا مسلماً ... مدّ اليمين مصافحا ليهود
فإذا بهذا الوغد يصفع خدّه... صفعاً أحسّ لهيبه بخدود
فرأيت ياولدي الهوان مجسّداً... هل بعد صفع الخدّ من تجسيد
العيد يوم نعود قلباً واحداً ... والحب يعمره مع التوحيد
حبٌ لغير مصالحٍ ترجى به ... حبٌ لوجه إلهنا المعبود
العيد إن عاد الجهاد وكلنا ... مستبشرون بعوده المحمود
سيعود حتما لا محالة يافتى ... بمشيئة المولى ورغم حسود
وسنطلق الاقصى الاسير وعندها.... سيكون حقّاً ذاك يوم العيد
|