يا نفس توبي فإن الموت قد حانا
واعص الهوى فالهوى مازال فتانا
أما ترين المنايا كيف تلقطنا
لقطا فتحلق أخرنا بأولانا
في كل يوم لنا ميت نشيعه
نرى بمصرعه آثار موتانا
يا نفس مالي وللأموال أتركها
خلفي وأخرج من دنياي عريانا
مابالنا نتعامى عن مصائرنا
ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا
نزداد حرصا وهذا الدهر يزجرنا
كأن زاجرنا بالحرص أغرنا
أين الملوك وأبناء الملوك ومن
كانت تخر له الأذقان إذعانا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا
مستبدلين من الأوطان أوطانا
خلوا مدائن كان العز مفرشها
واستفرشوا حفرا غبرا وقيعانا
يا راكضا في ميادين الهوى مرحا
ورافلا في ثياب الغي نشوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب
يكفيك ما قد مضى قد كان ما كانا
|