من رأى تلك الجموع التي غص بها جامع الراجحي بحي الجزيرة والناس المتدفقة عليه قبل صلاة عصر اليوم يدرك ان امراً غير عادي يحصل ..
السيارات امتدت صفوفها حتى ما بعد مخرج 16 "" اي مسافة كيلوين "" كما حدثني احدهم ..
بل وتوقفت على الطريق الرئيسي في صفين ..
علماء ومشايخ وامراء ودعاة غير المواطنين ..
كلهم جاءوا يودعون ذلك الرجل المحبوب والداعية الموفق الشيخ عبدالعزيز الوهيبي ..
صلى سماحة المفتي صلاة الميت على الجنائز الموجودة ثم توجه الناس الى المقبرة ومعهم جنازة الشيخ ومن معه ..
في المقبرة كان الناس اكثر ممن في الجامع حضوراً ..
وضع الشيخ في قبره وواري الثرى وحث التراب عليه رحمه الله ..
وكان من آخر الناس اتصالا به ابو لجين ابراهيم الذي هاتفه سائلا : متى ستصل للدمام فقد رتبت امور السكن وحجزته لكم !!
فرد الشيخ : قريب ان شاء الله قريب ان شاء الله ..
رددها مرتين وكان من كلامه ودي امشي بنياتي واوسع صدورهم ..
قال لي من باشر تغسيل الشيخ انه كان رافعاً لاصبعه السبابة وقال من حمله من سيارته للمستشفى رايت المصحف بجانبه !!
عبدالعزيز الوهيبي لمن لا يعرفه كان رجلاً ناصحا محبا ليناً رقيق الكلمات ..
كان بشوشاً ولكنه قوي في الحق ومما زاد حبه في القلوب انه لم يكن يعرف المجاملة ..
يقول عنه الامير نايف بن ممدوح : كان اذا رأى خطأً او منكراً لا يتردد في نصح صاحبه ولكن باسلوب يأخذ الالباب وربما تسبب في ضرر نفسه ..
يقول ايضاً كان لا يتردد في نصحي واذكر مرة حضرت جلسة انا واياه وكان هناك من يعظ الناس فلما خرجنا قلت له ..
لقد حبست دمعتي وانا اسمع كلام المتكلم !!
فقال الشيخ : لا تحبسها بل دعها تنزل ..
وقد قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه : {كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا غضت عن محارم الله , وعينا سهرت في سبيل الله , وعينا يخرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى} .
عرفت الشيخ وانا صغير فسبحان من اعطاه المهابة في قلبي وكنت اراه في مراكز هيئات الامر بالمعروف يحل مشكلة هذا وينصح هذا والقبول من الجميع لما يفعل ..
كان آخر درس القاه الشيخ هو عن الجنة فيا سبحان الله ومن العجايب ان ابنته ميمونة كانت للتو ويوم الاثنين تحديداً "" اي قبل الحادث بيوم "" قد ختمت القرآن حفظاً ..
لقد كسب الشيخ محبة الناس حتى وهو في قبره فاللهم ارحمه ومن معه وموتى المسلمين ..
---