كُلُّ المَواضيعِ الأربَعِة تَصُبُّ في مَجرَى وَاحِدٍ ، وَأحَدُهَا مِنْ صَاحِبِ هَذا المَوضوعِ . أولاً : كونَ أنَّ طُبلونَ الكَهربَاءِ قَدْ احتَرَقَ ، أو عَدمُ وُجودِ بَرَّداتُ مَاءٍ ، أو خَللٌ في المُكَيِّفَاتِ لا يَعنَي هَذا خَللٌ في إدَارِة المَدرسَةِ أبدَاً ، ومَنسوبَاتِ هَذهـِ المَدرسَةِ لَسنَ مُكَلَّفات بِالدَّفعِ مِنْ جُيوبِهِنَّ لِصِيَانَةِ المَدرسَةِ وَتَجميلِهَا وغَيرِ ذَلكَ ، فَمِنْ الظُّلمِ أنْ نُحَمِّلَ أحداً خَطأ غيرِهـِ . ثَانيَاً : ضَربُ الطَّالِبَاتِ لَيسَ أبدَاً مُبَرِّرَاً بِأنَّ الطَّالِبَات مَظلومَاتْ ، فَمنْ يَقرَعُ أبوابَ مَدارِسِ البَنَاتِ يَشيبُ رَأسُهُ مِمَّا يرَى وَيَسمعُ مِنْ تَجاوزُاتٍ للطَّالِبَاتْ ، وَأبدَاً لَنْ تَتَجَرَّأ طَالِبَةٌ تَبكي عندَ والدِهَِا وَتقولُ أنَا مُخطِئَةٌ ، يَعملونَ بِـ " قَابل الصياح بالصياح تسلم " . ولَنْ تَمنَعْ الإدارةُ شَيئَاً في المَدرَسَةِ سِوى مَا يَصُبُّ في مَصلَحَةِ المَدرسَة ، حَتى وَإنْ كَانَ هَذا القَرَارُ لا يُعجِبُ فِئَةً مُعَيَّنَة ، وَليسَ غَريبَاً أنْ تَرى مَنْ يُنكِرُ بَعضَ القرَاَراِ وَيُشَنِّعُهَا لِغَرَضٍ بِنَفسهِ ، كَمَا أنَّ الطُلابَ يُعارِشُونَ مَنع الجوالات ، مَعْ أنَّهُ لو سُمِحَ بِذَلكَ لانقَلبَتِ المَدرَسَةُ استِرَاحة !! ثَالِثَاً : مَنْ يَقولُ بِأنَّ المُعَلِّمَةَ تَصِفُ الطَّالِبَاتُ بِأوصَافٍ بَذيئَةٍ ، فَإني أقول " المُنتدَيَاتُ أبدَاً لَمْ تَكُنْ جِهَةٌ شَرعيَّةٌ قَضَائَّة ، وَصَاحِبُ الحَقِّ يَعرِفُ كَيفَ يَتَوصَّلُ إليهِ وَيَأخُذهـُ ، فَإنْ كَانَ مِنْ حَقِّ لَكُم فَالمَحَاكِمُ وَإدَارَةُ التَّعليمِ قَدْ شُرِعَتْ أبوَابُهَا . إنَّ تَوجِيهَ الإتِّهَامِ لِلمدرَسَةِ بِعينِهَا ، هُو ظُلمٌ لِمَنْ لا ذَنبَ لَه ، فَالمُديَرَةُ والمُعَلِّمَاتْ لَمْ يَفتحَنَ المُدَرسَةَ مِنْ أنْفُسِهنَّ ، بَلْ للمَدرسَةِ مَرجِعٌ تَابِعٌ لَهَا . فَلنُوجِّه الإتهَامَ لأصحَابِ الخَطأ ، لا لِمَنْ كَانوا بِالواجِهةِ . دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايتِهِ