،،
وهذه المرثية قالها الأستاذ الشيخ / محمد بن عبدالعزيز أبا الخيل
حيث كان محمد عودة هو مؤذن في الجامع الذي يخطب فيه محمد أبا الخيل
لا تَجْزَعَنْ يوماً لهولِ مصيبةٍ = كنْ للمصائبِ صابراً متجلدا
ما كان يشفي من جراحي والأسى = لبسُ السوادِ لو اتشحتُ الأسودا
لو كان يشفيها دموعٌ من دمـي = لأرقتُها حرْى تنوحُ محمدا
قد كنتَ في ظلِ الشبابِ مجاهداً = للنفسِ تنهرها وتمنعُها الردى
ألجمتَها كبحَ الجِماحِ صغيرةً = تسمو بها ترجو الجنانَ مُخلَدا
إن كان غيرُك للغوايةِ قاصداً = للهِ درُكَ يومَ تقصِدُ مسجدا
أو كان غيرُك بالمزاميرِ اكتفى = أرويتَ نفسكَ بالكتابِ مُردِدا
شَنّفْتَ أسماعَ الورى بتلاوةٍ = للآيِ والذكرِ الحكيمِ مُجوِدا
أحييتَ بالقرآنِ قلباً ميّتاً = قد رانَ من وحْلِ الذنوبِ وقد صدا
ومنادياً تدعو الخلائقَ في الدُجى = "قُمْ للصلاةِ فقد أطلتَ المرقدا!"
خلجاتُ نفسِكَ بالنقا تزهو بها = قَسماتُ وجهِكَ باسماً مُتوددا
سبحانَ من زرعَ المحبةَ في الورى = لو كان قلبُ الصْبِ يوماً مُصمَدا
مهلاً ترفقْ بالقلوبِ فإنها = تشكو الفراقَ تصدُعاً وتوجُدا
لو كان للأرواحِ بوحٌ أفصحت = "دعْهُ! فقد فارقتُهُ مُتشهدا"
لو وارت الأجداثُ جسمَكَ في الثرى = لم تستطعْ أبداً تواري أمجدا
مَنْ كان في الدنيا تقياً طالباً = يرجو النجاةَ لنفسِهِ فقد اهتدى
أدعوكَ ياربَ السماءِ تُنيلهُ = بعد العناءِ من السعادةِ سرمدا
فيها يُحلى كُلَ يومٍ فِضةً = في روضةِ الجناتِ يُكسى عَسْجدا
صلى الآلهُ على النبيِ محمدٍ = ما صاحَ طيرٌ في السماءِ مُغرِدا
كتبه/ محمد بن عبدالعزيز أبا الخيل
عرعر في 10/3/1430هـ