أخي الحبيب " سبح تربح "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
كلامك سليم 100% .. ولكن لا ينطبق إلا على الجاهل في المسائل الشرعية أو لمن تدعوه إلى الاسلام ممن لم يعتنق الدين وهذا من باب الترغيب ، والحكمة في الدعوة لدين الله ..
أما من يغالط الحق وهو أعلم به ،ممن نحسبهم والله حسب الجميع من المداهنين أو المزايدين على العامة فليس لهم إلا الغضب و الزجر المستمدان من شرع الله عز وجل .. ولنا في رسول الله ، وأصحابه الكرام أسوة حسنة
لذا فالنبي صلى الله عليه وسلم قد غضب في مواقف عدة ، وهو الذي أوصانا بعدم الغضب في الحديث المشهور " لا تغضب " .. ومع ذلك فإن النبي الأمين غضب في مواقف كثيرة ولكن لم يكن ذاك الغضب في أمر من أمور الدنيا .. ولكن في حد من حدود الله عز وجل فهو يغضب عندما تنتهك حرمة من حرمات هذا الدين الذي أصبح اليوم محل عبث يعبث فيه العابثين .. .
فمن هذه المواقف التي غضب النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ما يلي :ـ
_ ويروي أن أسامة بن زيد شفع في المخزومية التي سرقت فغضب النبي وقال: أتشفع في حد من حدود الله، وقال ابن عمر من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في حكمه.
وغضب النبي (صلى الله عليه وسلم ) حين رأى مع عمر بن الخطاب شيئا مكتوبا من التوراة, وقال أفي شك أنت يا ابن الخطاب، ألم آت بها بيضاء نقية، لو كان موسى أخي حيا ما وسعه إلا إتباعي ولولا أن ذلك معصية ما غضب منه.
من هذه المواقف أيضاً حينما جاء العباس بن عبد المطلب إلى النبي وقال له: يا رسول الله إن قريشا إذا لقي بعضهم بعضا لقوهم ببشر حسن، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها، قال فغضب النبي غضبا شديدا وقال والذي نفسي بيده لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله.
فلا أضنك أخي الحبيب تجهل أن للفاروق رضي الله عنه درة تقع على رأس من يستحق أن تقع عليه إما من أهل البدعة أو المنافقين في عهده رضي الله عنه ..
فلو كنان الفاروق رضي الله عنه بيننا اليوم فهل ستصمد تلك الدرة طويلاً .. ؟ لا والله فثقتي تقول أنها ستستبدل في كل شهر مرة أو مرتين !! من كثرة وقوعها على رؤس أفسدها الهوا والتعدي على حدود الله ، وشرعة .
لذا فإن من لم يغضب لحد من حدود الله خيراً له أن يخرس الله لسانه كي يكون هذا الخرس عذر له يوم القيامة .
هذا والله أعلم
وأسأله لي ولك وجميع الأخوة والأخوت كلامات حق نتقرب بها لله عز وجل يوم القيامة