(2)
ما إن دلفنا إلى المستوى الثامن إلا وأصبح أغلب حديث الشباب عن ما بعد التخرج وهل سيرشح للقضاء أم لا ؟
وقيل عن أناس أنهم يترززون في الأمام بغية اختيارهم له , وعن أناس جلوسهم في الخلف هربوا تورعاً وهو ليس لهم بلباس .
وقد سمعت أحدهم بأم أذني قال عن آخر : لم يكن يجلس هذا في المقاعد الأمامية فلم أتى في هذا المستوى بالتحديد.
والذي تبين والله أعلم أنه ليس للجلوس في الأمام والخلف قيمة بل القيمة ترجع إلى معرفة بعض المشايخ لك خصوصاً أصحاب المقابلة المنتظرة قبل الامتحانات , أو من له يد في ذلك على أن مدرسي المستوى الثامن يعطون أوراقاً ليرشحوا ..
وأحد من درسنا – بارك الله فيه – قال لأحد زملاءنا : أنا لا أعرف زملائك فخذ فرشح من تره للقضاء أهلاً .
المهم من ذلك :
جاء وقت المقابلات وكان المقابل هو العميد ورئيس قسم الفقه ورئيس قسم أصول الفقه ورئيس محكمة بريدة .
جرت المقابلات ولا تسل عن ما تداوله الشباب في تلك الأيام أن فلانا سئل عن كذا وأجاب بكذا ؟
ليت ذاك الشيخ لم يسأل ذلك السؤال ليته سكت .
أتدري ماذا قال لهم فلان صراحة ما في باله أحد .
لا لو تدري أجل ماذا سئلوا فلان فالطامة أكبر .
وغيرها من العبارات ..
وفي النهاية نزلت أسماء المرشحين للقضاة فاختير كثير ممن هو أهل لهذه المهمة , ورشح فئة ليسوا بأهل لقلة علمهم وضعف مستواهم والله المستعان .
وترك أناس أهل وأيما أهل لكن أحيانا لا تدري ما السبب لترك ترشيحه ولكن الخيرة فيما اختاره الله .
وفق الله زملاءنا المرشحون للقضاء وأذكرهم بأن هذه الوظيفة وظيفة عظيمة وجليلة فخذوها بقوة وجدوا في الدرس والتطبيق فأنتم مقبلون على أمر عظيم .
وإلى موقف آخر بإذن الله .
دمتم بود .