حسبي الله على من أشغلنا بالمهاترات عن نصرة منهج خير البريات
وتاريخ المسلمين ، أمثلةٌ كثيرة ، لإستغلال ما يجوز استغلاله لمصالح المسلمين ،وإعلاء كلمة الإسلام ، سواء توظيف القوى والصراعات السياسية ، واستغلال الخلافات فيصفوف الأعداء ، واهتبال فرص تقاطع المصالح ، والاستفادة من التحالفات ،..إلخ[/SIZE]ولاريبَ أنّ ساسة الغرب ، قـد فكّروا في الإستفادة من الجهادالعالمي في ضمن ما ذكرت آنفا ، وقلّبوا عقولهم الماكره ، يبحثون عن كيفيّة منخبراتهم الشيطانية ، لإستثماره في مكرهم العالمي ، غيرَ أنّ الذي حيـّر عقولهمفرجعت خاسئة منبهرة ، وكفّ أيديهم فردت إلى أفواههم منكسرة ، أنّـه أمر ربانيّ ،تجاوز حدود تفكيرهم العفن ، وتعدّاها إلى حيث يقفون عاجزين أمام إنهيار بنيانهمالذي بنوه بأيديهـــم ، كماقال الحق سبحانه :
(وَمَكَرُوا مَكْرًاوَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون ، َفَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُمَكْرِهِمْ ، أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ) .
( قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَالْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُمِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ ) .
وقد قلنا فيما مضى ، وفي عدّة مواضع، أنّ هذا الجهاد العالمي ، إنما هو روحٌ ربانيّة ، عليها جميع أمارات النصـر ،وملامح التمكين ، قد بثّهـا الله تعالى في الأمـّة ، لتكون إرهاصات لتغيير كبير ،وجمع لها ثلاثة ركائز ، هي سـرّ استعصاءها على دوائر المكر السياسي العالمي ،أحدها : أنّه جهاد عالمي تجاوز حدود القدرة على حصاره ، أو إسقاطهفي شَـرَك التوظيف.
الثانيــة : أنّ خطابـه مستعلٍ بالوحي ، خارج عنسيطرة أوكار الطواغيت ودسائسها ، ووسائله أيضا غير خاضعة لإعلام الطواغيـت وأبواقها .
الثالثة : أنّ استعداده للتضحيات تجاوز المقاييس كلّها ، وعزيمتهأشدّ خطراً من ترسانة الأعداء بأسرها .
ولأنّ هذا الجهاد العالمــي، فكراً ، وتنظيماً ، وسلاحاً ، تبرّأ من الجاهليّة كلّها ، وقطع جميع خيوطها ،وأظهر لها العداوة من غير خفاء ، ولاتلبيس ، لم تقدر أن تصطاده في شباكها ، بلاصطادها هـو ، فأوقعها في مستنقع الهزيمة ، وألحق بها الذل ، والعار ، وبدا عليهاالتخبـّط ، فهي غارقة في أخطاءٍ تولد أخطاءً ، على جميعالمستويات.
وســرّ ذلك كلّه أنه قفز عن حضيض التأثـّر وردود الأفعال، إلى مستوى صناعة الحدث العالمي ، والتأثير فيه ، ومن الأنانية الحزبية التيتعيشها الحركات الأخرى إلى الفكر الأممـيّ الذي يشقّ طريق النهضة الشاملة ، فحلّتعليه بركات الله تعالى ، وتجلّت فيه آيات العزيز الحكيم[B][COLOR=black][FONT=Arial][SIZE=3] .
يتبع..
|