أهلا بك حبيبي وحيد الخلان ..
أنا لا أنكر ان هناك من هو متعجل يفسد مشاريع الإصلاح ، وهو على النقيض من هذا الكاتب ، فالأول مفرِط ، و هذا الرسَّام مفرّط ، و أنا لستُ مُلزماً بإقناع أحد برأيي ، و لكني أبين أن الذين يحضرون إلى معرض الكتاب من طلبة العلم و منهم مشايخ لي درستُ عندهم كشيخنا الشيخ يوسف الأحمد ، و في معيته الشيخ ناصر الحنيني ، و الشيخ محمد الهبدان ، و الشيخ فهد القاضي ، غيرهم كثير ، لا يتبنون هذه الأساليب لا في معرض الكتاب و لا في كلية اليمامة ، و لا في مركز الملك فهد الثقافي ..
صدقني كانت طُرقهم سلمية ، و لم يكن فيها حتى رفع للصوت ، بل إنهم يقابلون بالإقصاء و من الغد الهجوم عليهم في الإعلام و الصحف ، و يوصمون بالتشدد و التطرف ، و يمنعون من المداخلات ، و يتهمون بأنهم صوت لتنظيم القاعدة ، و هم والله ليسوا إلا من أولي الأهلية و الاحتساب و الذين يأتون البيوت من أبوابها و أجزم جزمًا قاطعاً بأنهم على تواصل دائم مع كبار المسؤولين في هذا البلد ، و يعرفهم خادم الحرمين و نائبه و النائب الثاني ..
إذا كثير مما في هذه الرسمة لا ينقل الصورة الحقيقية ما حدث و أجحفت في حق الأغلبية .. هذا أولاً .
ثانيًا لنفرض أن الرسام قاصد لما قام به الشباب الذين لم يفهموا فقه إنكار المنكر ، فهل هذا يُبرر له أن ينتقد بهذه الطريقه ، و هل تصرفه سليم حينما قام بهذه الرسوم ..؟
و قد سبق و أن تواطأ الإعلاميون على شيخنا الشيخ يوسف الأحمد فكتبتُ مقالة عن ذلك نُشرت في شبكة نور الإسلام
و إليكم نصها :
التاريخ :14/4/1430
هـ آراء ومقالات
عبدالله بن عبدالعزيز العزاز
لماذا الهجوم على الشيخ يوسف الأحمد ..؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد جاء في القرآن الكريم جملة من المواقف بين الأدعياء والدعاة تعطينا دروساً ودلالاتٍ و لما كنا مأمورين وجوبًا بالسير على منهج القرآن كان لنا أن نعيد مواقفنا لإعدادها و تقييمها من خلال هذا الوحي الذي به نضمن العصمة من الزلل و الخطل .
و لقد قامت دعوة الأنبياء على هدف واضح سامٍ ، و مع صفاء الدعوة و نزاهتها كان القرآن يرشد إلى صفاء الأسلوب ووضوحه ، فكانت دعوتهم طيبة المقصد و حسنة الوسيلة ، و متى سار الداعية على هذا المنهج الرباني المطّرد ، تحقق له هدفه بعون الله . ليحيى من حي عن بينة و يهلك من هلك عن بينة .
و قد فطن أعداء الدين في الماضي و الحاضر إلى هذه الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الدعاة الناصحون في القديم و الحديث ، و قاموا بمواجهة هذه الدعوات ( المقنعة ) و الأساليب ( اللينة ) بجملة من الممارسات التي أشبة ما تكون مشاغبات طفولية تهدف إلى الميل بالداعية عن هدفه الأساسي ، من خلال توجيه عبارات التخوين أو إلقاء التهم التي هم أدرى الناس ببهتانها ، و كل هذا السعي نتيجة الحنق من الحق و الغيظ منه ، فلما ضاق الأمر بهم ذرعا نصبوا شباكهم بغية الإطاحة بالداعية و جره إلى معارك جانبية أو مواقف مرتجلة تكون مدخلاً لهم فيما بعد على هذه الدعوة و تسفيهها .
هكذا قص القرآن جملة من الأخبار عن جملة من الأنبياء عليهم الصلوات و السلام ، حتى إنك تجد في كتاب الله استفهاماً إنكارياً لتكرر هذه المشاهد ، و توافق الأعداء على مر العصور على هذه الطريقة التي كشفها القرآن منذ ذلك الأمد و حتى يومنا هذا .
يقول تعالى : {
كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} (53) سورة الذاريات
الشيخ يوسف الأحمد - حفظه الله - من جملة الذين عرفوا و اشتهروا بالدعوة و الاحتساب بالطرق السلمية الحكيمة التي لا تتعارض مع أوامر الشرع و لا مع مقاصده و لا تحدث الفتن ولا تخل بأنظمة الدولة ، بل إنها استجابة لأمر رسول الله - صلى الله عليه و سلم – كما جاء في حديث تميم الداري : (
الدين النصيحة ، فقال الصحابة - رضي الله عنهم - : لمن يا رسول الله؟ فقال : لله و لكتابه و لأئمة المسلمين و عامتهم ) .
هذه الطرق في الدعوة و الاحتساب طرقٌ سلمية رسمية لها جدواها القوي و نتاجها الطيب وثمارها اليانعة ، و هي طرق هينة لينة ليس فيها مواجهات و لا حمل للسلاح و لا رفع للأصوات، ولما كانت هذه صورتها أصبحت تشكل خطراً على داعمي و متبني مشاريع الإفساد التغريبية ، فهم لا ترضيهم هذه الطرق ؛ لأنه تهد بنيانهم و تبعثر أوراقهم .
ولكن الطرق العنجهية في درع المنكر و الاحتساب تتيح لهم الفرص و تتطلع إليها نفوسهم لينطلقوا إلى تصفية وقحة لحساباتهم أو حسابات أسيادهم . ومن أجل هذا كان الهجوم على الشيخ يوسف و من قبله على العلماء الأجلاء لأنهم قاموا بالاحتساب على وجه لم يجد فيه المفسدون مدخلاً على العلماء ، فظهرت فضائحهم وتزويرهم و سعيهم للتشويه و الوشاية والتخوين و السخرية .. كما فعل أسلافهم ( الطائشون ) من قبل مع أسلاف الدعاة ( الحكماء) من أنبياءَ و علماء و مصلحين .
http://www.islamlight.net/index.php?...=view&id=13337
أسأل الله أن يحمي هذه البلاد شامخة بالسنة ، عزيزة بدحض البدع و أهلها ، والمنكرات ودعاتها.