86 ) احرص على وجود طفلك في مدرسة لا تقسم الطلاب في مجموعات حسب قدراتهم ، أو مدرسة فيها مجموعات قليلة .
هناك مشكلات كثيرة في متابعة الأطفال ، و المشكلة الكبرى عندما يكون الأطفال في نفس الفصل ، و في نفس المستوى ، و يطلب المدرس من الجميع القراءة في نفس الكتاب. هنا لا يوجد حافز للقراءة المستقلة ، إضافة إلى ذلك إذا وضع طفلك في مجموعة ضعيفة المستوى في القراءة ، فقد يعزف عن القراءة كلياً ، و الناس عادة لا يحبون القيام بأعمال تشعرهم بالعجز أو الغباء .
احرص على وجود طفلك في مدرسة تضع مستويات مختلفة من الطلاب في مجموعة واحدة ، يسمح لكل واحد منهم أن يقرأ بالسرعة التي يستطيعها ، عندها يجد الطفل بطيء القراءة حافزاً و تشجيعاً و هو يرى الكتب المثيرة التي يقرأها زملاؤه ، و الأطفال الممتازون في القراءة لا يتأخرون ، و يمكنهن قراءة كتب قديمة سهلة دون أن يؤثر ذلك في مستواهم .
87 ) احرص على وجود طفلك في مدرسة تضم فصولها مكتبات عامرة في الكتب ، و يكون في هذه المدرسة مكتبة مدرسية عامة كبيرة يديرها مشرف مكتبي جيد .
يحتاج الطفل إلى وجود كتب كثيرة معه في المدرسة ، و يستطيع المدرسون و المكتبيون و الأصدقاء أن يساعدوه في اختيار الكتب . و المكتبيون الجيدون يلعبون دوراً هاماً في تحويل الأطفال إلى قراء جيدين و محبين للكتب .
إن وجود الكتب في المدرسة بكثرة يدل على أن هذه المدرسة تقدر القراءة و تهتم بها ، و أن مدرسيها يدركون أهمية حب الأطفال للقراءة ، و أهمية أن يقرأ الأطفال كثيراً ليصبحوا قراء جيدين .
88 ) احرص على وجود طفلك في مدرسة فيها أنشطة أخرى إضافة إلى القراءة .
الرياضة محببة لدى الأطفال ، لكن الأنشطة الأخرى تقودهم أكثر باتجاه الكتب ، و إن وجود مجلة أو صحيفة مدرسية تشجع الأطفال على الكتابة و مراجعة الكتب ، و فرقة المسرح المدرسي تشجع على قراءة المسرحيات ، أما جماعات و لجان اللغات المختلفة فتشجع القراءة لهذه اللغات ، و لجان الخطابة و الحوار تتطلب متابعة الأحداث الراهنة و القراءة عنها ، و كذا النشاطات الأخرى مثل : الشعر ، و تصميم المجلات ، و مناسبات المرح ، يمكن أن تساعد الأطفال على أن يصبحوا متعلمين جيدين .
89 ) لا تجبر طفلك على أن يصبح طالباً مثالياً .
إن الضغط على الطفل للحصول على درجات ممتازة في كل المواد ينزع متعته في القراءة ، و هو يخاف أن يمضي وقتاً كبيراً في مطالعة الكتب ، و يشعر دائماً أن عليه عمل الواجبات المدرسية ، و بعد فترة لن يحقق هذا الطفل المثالي حتى الدرجات الجيدة ، لأنه لا يجد وقتاً كافياً للاسترخاء و من ثم التفكير المبدع .
90 ) لا تجبر طفلك على قراءة كتاب مقرر يكرهه .
إذا أقبل طفلك على قراءة كتاب مقرر المكروه لديه من تلقاء نفسه فلا بأس ، قف إلى جانبه و شجعه . لكن لا ينبغي عليك أن تتميز مع الناهج المقرر ، و التي يبدوا أحياناً أنها مصممة لتنفير الطفل من القراءة . قدم لطفلك أي مساعدة يطلبها ، و استمر في عمل الأشياء التي تحببه في القراءة ، لكن لا تضغط عليه لقراءة الكتب المدرسية الصعبة ، و اترك له قرار القراءة أو عدمها .
قد تكون هذه النصيحة مناقضة للحكمة التقليدية ، لكن معظم الناس لا يعلمون مدى الضرر الذي يلحق بالطفل جراء إجباره على قراءة مادة يكرهها .
إذا استمر طفلك في تلقي الواجبات التي يكرهها فإن كل الخيارات أمامك سيئة ، لكن أقل الخيارات ضرراً على المدى البعيد هو عدم إجبار طفلك على قراءة ما يكره .
انظر إلى الأمر بهذه الطريقة : الطفل الذي يحب القراءة ، و يقرأ طوال الوقت ، سوف ينجح برغم وجود بعض الدرجات المتدنية التي يحصل عليها لعدم قراءة أشياء مقررة ، أما الطفل الذي يكره القراءة ، فلن يقرأ جيداً بدرجة تمكنه من التحصيل الجيد مهما حاولت التأثير عليه ، و الطريقة الوحيدة لجعل الطفل متعلماً عند البلوغ هي تنمية عادة القراءة لديه و ترغيبه بها ، فاجعل ذلك من أولوياتك ، لا تحصيل الدرجات العالية و الواجبات المدرسية .
91 ) لا تفرض على طفلك مساعدتك المكثفة أثناء إنجازه للواجبات المدرسية المعقدة و التي تستغرق وقتاً طويلاً .
بعض الأطفال يكلفون بعمل واجبات مطولة و مملة ، لدرجة تجعلهم يكرهون الكتب التي كانوا يحبونها ، فلا تصر على مساعدة طفلك لإنجاز مثل هذه الواجبات إذا قرر عدم إنجازها أو أنجزها بطريقة سيئة . قد يلاحظ المدرس أن الطفل لم يقم بتأدية هذه الواجبات على الوجه المطلوب ، أما إذا ساعدت طفلك على إنجازها فهو سيكره ذلك ، و لن يعرف المدرس أن الواجبات لم تنجز بالطريق السليمة ، و سوف يستمر في إعطاء واجبات مثلها أو أكثر منها .
92 ) قدم الشكر العلني للمدرسين الذين يديرون الفصول الدراسية بطريقة تنمي حب القراءة لدى الطفل .
يخشى المدرس القيام بنشاطات حرة في الفصل ، لذا عليك أن تدعم هذا المدرس ، أكتب له خطابات شكر إلى مديره و إلى اللجان المدرسية ، و اشكره على عمله ، و اعرض عليه التبرع بالكتب لمكتبات الفصول . عندما يسمع المدرسون الآخرون عن هذا التشجيع فقد يجدون الشجاعة لعمل الشيء ذاته في فصولهم .
نصائح حول المراهقين
93 ) حاول نقل المراهقين إلى قراءة كتب الكبار .
كثير من الأطفال الذين يقرؤون بشغف أثناء الطفولة – خاصة البنات – لا ينتقلون إلى قراءة كتب الكبار . قد يقرؤون بعض مواد الكبار في المدرسة ، لكنهم لن يبحثوا عن مثل هذا المواد لأنفسهم ، و هؤلاء يكونون – عادة – قد طالعوا كثيراً في طفولتهم ، لكن الواجبات و الأنشطة المدرسية عندما زادت أصبحت أكثر أهمية ، و أصبح الكتاب المفضلون سابقاً لديهم كتاب أطفال . و في هذه المرحلة من حياتهم الحافلة بالنشاط قد ينصرفون عن القراءة ، لذلك كن واعياً ، و شجع طفلك على أن يبدأ في قراءة مواد الكبار ، و لا تقلق إذا بدأ بقراءة قصص و روايات الجريمة و الحرب أو تعلقوا بها ، و النتيجة التي يخرج بها المدرس بعد خبرة طويلة في التدريس الثانوي هي كما يلي :
إن المراهقين الذين يقرؤون عن العنف هم أقل عرضة للوقوع فيه ، و يدركون نتائجهم السيئة ، و إن أبطال قصص العنف نادراً ما يصلون إلى نهاية جيدة ، و هم بذلك يشبعون حب الاستطلاع لديهم ، و لذا فمن المستبعد أن يحاولوا التجربة بأنفسهم .
و بكل المقاييس فإن القراء الممتازين هم الطلبة الذين ينتظرهم مستقبل مشرق ، و إدراك هذه الحقيقة في حد ذاته يمنع السلوك المدمر للذات من قبل المراهق .
94 ) وفر لطفلك كتب المؤلفين الذين يكتبون موضوعات الكتب التي أحبها طفلك و هو صغير .
إذا أحبت طفلتك قصص العلاقات العائلية و هي صغيرة ، فقدم لها في كبرها كتب المؤلفين الذين تطرقوا لمثل هذا الموضوع .
و إذا أحب طفلك قصص المغامرات و هو صغير ، فقدم له في كبره كتب المؤلفين الذين كتبوا في هذا الموضوع .
إن ذوق طفلك يبقى – غالباً – كما هو ، حتى عندما ينموا و يكبر .
95 ) عندما يبدأ طفلك المراهق في قيادة السيارة ، خذه إلى محلات بيع الكتب و غيرها .
أعط طفلك المراهق وعداً بأن تدفع له ما ينفقه من نقود على شراء الكتب ، فالمراهق لا يتحدث عن الكتب ، و لا يذهب إلى محلات بيع الكتب من تلقاء نفسه ، عليك أن تعمل لتغير هذا المفهوم لديه بأية وسيلة ممكنة . إن طفلك الذي يزور محلات الكتب هو القارئ الممتاز ، و إن لم يكن ذلك فسوف يقضي وقته في محلات الفيديو و مطاعم البتزا .
96 ) راقب البرنامج اليومي لطفلك المراهق .
يجد الطفل الوقت الكافي للقيام بعمل ما يحب عمله ، إلا أن بعض الأطفال يجعلون برنامجهم اليومي مزدحماً بأنشطة رياضية و أعمال أخرى بعد المدرسة ، بحيث لا يتبقى لديهم الوقت لعمل أي شيء عدا الأكل و النوم ، و يؤثر ذلك في دراسة واجباتهم المقررة ، و لا يتبقى لديهم الوقت للقراءة الخارجية .
97 ) تعاطف مع طفلك المراهق عندما يتعرض لمشاعر متضاربة ، و يتعرض لنوبات صعود و هبوط ، و قدم له الكتب التي تعالج مشكلته .
نحن نحزن لرؤية أطفال غير سعداء ، نتيجة تعرضهم لمشكلة معينة ، إلا أن علينا أن لا نقلل من أهمية القراءة في تلك اللحظات ، و قد يتقبل الطفل نصيحة من كاتب و لا يتقبلها من سواه .
98 ) إذا كان طفلك المراهق يمارس رياضة معينة ، فسجل له اشتراكاً في صحيفة يومية تهتم بأخبار الرياضة .
تغطي بعض الصحف اليومية أخبار النشاطات الرياضية المدرسية ، و عندما يرى طفلك المراهق أخباره في الصحف ، فسوف يداوم على قراءتها ، و سوف يقرأ بعدها غير الرياضة و أخبارها .
99 ) اجعل أمامك هدفاً هو القراءة الجيدة لدى طفلك ، و لا تجعل من هذا الهدف أهم شيء في حياته .
نحن نريد أطفالاً ذوي عواطف و أحاسيس . يعملون بجد و نشاط . و لهم شخصيتهم و كرامتهم . نريدهم أن يضحكوا و يستمتعوا بمسرات الحياة و أنشطتها اليومية . نريدهم أوفياء لأصدقائهم و أن يكونوا علاقات محبة أسرية . و إذا أصبحوا قراء شغوفين إضافة إلى ما تقدم . فسوف تسهل الدراسة و المدرسة عليهم . و سوف تنفتح أمامهم فرص كثيرة . و هذا لا يعني بالضرورة أن حياتهم سوف تكون أفضل .
شجع طفلك على القراءة . لكن لا تغفل من الصفات و السلوكيات الأخرى الأكثر أهمية.
|