مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 24-08-2003, 12:33 AM   #4
جدس البأس
عـضـو
 
صورة جدس البأس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 903
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب الشامخ وفقه الله

لاشك أن التفاؤل وقود العمل
وما أقسى العيش لولا فسحة الأمل


وخير من هذا كله
قول الحق تبارك وتعالى فيما يرويه عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (أنا عند حسن ظن عبدي فليظن عبدي ما شاء)
والحديث حسن على أقل أحواله


والرب تبارك وتعالى مازال يبث في نفوس عباده المؤمنين الأتقياء جذوة الأمل والتفاؤل
(كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة)

ولو تتبعت منهاج الدستور القويم كتاب ربنا تبارك وتعالى
لرأيته في أحلك الظروف يشيع هذه الروح
فتأتي النتائج الباهرة والتي أيدها وسددها النهج الرباني
وقبله التوفيق الإلهي


أخي الحبيب
كم كنت بحاجة إلى هذا الموضوع
وأتمنى أن يقرأه بعض الإخوة
الذين عشعش في أذهانهم اليأس من كل شيئ
حتى يخيل لك وأنت تقرأ لهم أن الخير تلاشى
والأمل إغتيل في ليلة غدر سوداء


ياالله ... ما أبغض هذا الأسلوب على نفسك وذائقتك


أخي الكريم
العلامة الإمام فريد عصره وأوحد زمانه شيخ الإسلام إبن تيمية
كانت تنزل به النازلة من الأمر فتهده هداً ويظل حبيس فراشه الأيام والليالي ذوات العدد

ومع ذلك يخبر التلميذ النجيب
والعالم النحرير إبن القيم عن شيخه
أنهم (وهو ومن معه من طلاب الإمام) تضيق بهم الأرض بما رحبت
ولا يجدون مخرجاً من الضيق والتضييق

ومع هذا
يجلس مع الإمام دقائق زمنية معدودة
ويخرج من عنده كمن ملك الدنيا وحاز مجدها
لما يبثه هذا الجهبذ في روع طلابه من روح التفاؤل والأمل



ويكفي بنا الحبيب الأسوة رسولنا الكريم بأبي هو وأمي ونفسي صلى الله عليه وسلم
كا نت كل قوى الشر في زمانه ومكانه تحيط به
تحزبت الأحزاب
وخان من خان
وحصر هو وصحبه الكرام
حتى أن أحدهم يخشى أن يتبول قريباً من صحبه

ومع هذا كله
يعدهم بملك قيصر وكسرى

ومع هذا كله
يترنم الرسول الكريم بصوته الندي الحلو الذي ما سمع أصحابه أندى منه صوتاً
اللهم لاعيش إلا عيش الأخرة
فأغفر للأنصار والمهاجرة


الله أكبر
أي قيادة
وأي تربية
وأي تعليم
وأي أسوة
اللهم صلى وسلم على محمد وعلى آله وصحبه



أخي الكريم أشرت إلى نقطة مهمة وهي :
(تخيلوا معي أن شخصاً من الأشخاص مدرس لحلقة ما . وقد سجل عنده أحد الطلبة الجدد وهذا الشخص غير ملتزم .

لو كان شخصاً متفائلاً لسوف يفرح به ويحاول يفهمه ويقنعه ويحاوره ويجلب إليه الوسائل التي تجلب الشباب الذي في سنه وهكذا , مع النظر إلى السلبيات في مخالطته مع الطلاب الآخرين وغيرها من الأشياء الأخرى .

وفي الطرف الآخر الشخص المتشائم سوف يرفض تسجيله لأنه يعتقد أنه فرد غير صالح وأنه لن يهتدي . وإن قبله وسجله لسوف يعامله معاملة الضال الذي لا ينفع ولا يصلح معه الأسلوب والدعوة . هكذا الشخص المتشائم .

إخوتي الأعزاء ..

علينا أن لا ننظر إلى الشخص المنتكس أو الغير ملتزم بأنا ننظر إلى سلبياته بل علينا النظر إلى الإيجابيات ونعززها ومن ثم نحاول أن نصحح سلبياته .ولكن علينا أولاً أن نركز على الإيجابيات .

كم من شخص اهتدى بسبب أن الذي نصحه أو الذي أرشده وأعانه شخص ينظر إلى إيجابيات الشخص المدعو ولا ينظر إلى السلبيات لأنها سوف تزول مع الزمن إذا ركزت على الإيجابيات وقومتها وقويتها

النظر إلى السلبيات والتركيز عليها من أكبر الأخطاء التي يتخذها بعض الدعاة أو بعض المربون . لأنه بطريقته هذه سوف يؤكد السلبية ولن تزول إلا إذا أوجدت إيجابية قوية تستخرج منها السلبية هنا تزول بإذن الله .)
===================


كلام لاغبار عليه البته ولولا أني أطلت في البداية لأسهبت بما أرى أنه الصواب في هذه النقطة والذي لا يخرج عن رأيك الكريم


فقط ذكرتني بقصة للشيخ الداعية العلامة إبن بليهد ذكرها لي
( والدي الكريم حفظه الله ورزقنا بره)

وهي أن الشيخ الداعية رحمه كان له إبن مدخن وكان الشيخ يصر على ملازمة إبنه له في حله وترحاله
وكلمه بعض أصحابه في ذلك وكيف يسمح لهذا الفاسق بمصاحبتهم
بغض النظر عن كونه إبن الشيخ (فقد كان الدخان في ذلك الزمان أشبه بالمخدرات في هذا الزمن)
فقال دعه سينتفع عاجلاً أو آجلاً سيهديه الله تعالى إن شاء
ولم يمضى أشهر قليلة على هذا الكلام حتى كان هذا الإبن خير عون لأبيه في الدعوة إلى الله


هذا أثر التفاؤل


أعتذر بشدة عن كثرة الهذر
ولكن الموضوع أغراني في الاسترسال


حبي وتقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
إهداء من الغالي المبدع باسل عبد العزيز حفظه الله
جدس البأس غير متصل