أعمال الأمير ودوره البطولي:
لا يذكر تاريخ القصيم إلا و يذكر الأمير حجيلان بن حمد آل ابوعليان –رحمه الله و غفرله- . و ذلك لعمق تأثيره به و لا يذكر تاريخ بريدة إلا و ينسب كل الفضل في نشوئها كإمارة كبيرة قوية ذات اقتصاد و حركة للأمير حجيلان بن حمد و ليس في ذلك أي مبالغة . فالناظر –المنصف- للتاريخ يستشفّ الدور الكبير لهذا الأمير في تقوية إمارته و العمل على تطويرها و تحسين حال السكان بالإضافة إلى ما عرف عن سيرته من عدل و إنصاف و حبّ للدين و عملٍ للخير . هذا و كان له دور كبير آخر مع الدعوة السلفية المباركة التي ابتدأها الإمام محمد بن عبدالوهاب التميمي و دعى لها و قام معه معاهداًَ لها الإمام محمد بن سعود جدّ الأسرة السعودية المالكة . فكان أن قام معها و ناصرها –حجيلان بن حمد- خير قيام و سجل تاريخا حربيا كبيراً في سبيل إخضاع المناطق تلو المناطق تحت سلطة الدولة السعودية إخلاصا منه للدعوة الدينية السلفية ، و تشهد له تلك الغزوات التي ابتدأت من محيط بريدة و حتى أطراف العراق و الشام و ما كان له من فضل في إدخال المناطق الشمالية من المملكة كمنطقة حائل (جبل شمر) تحت الحكم السعودي و بهذا يقول المصريون في وثائقهم عند إنهائهم الدولة السعودية الأولى موضحين دوره الكبير مع أئمة آل سعود في القيام بهذه الدعوة المباركة و موقعه منهم . و استمر في هذا مخلصاً من قبل عام 1196هـ و حتى سقوط الدولة السعودية الأولى بعد معركة الدرعية أمام قوات إبراهيم باشا عام 1233هـ ، و أُخِذ في العام الذي يليه على كِبَر سنّه إلى المدينة المنورة مع إبراهيم باشا ليأتيه الأجل في مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم منهياً تاريخا عظيما.
|