أخي العزيز أنا لا أقدس اللحية ذاتها مجردة عن غيرها ، فديننا كامل يجب أن نأخذه ولا نؤمن ببعضه و نكفر ببعض اللحية واجبة الإعفاء بإجماع أئمة الإسلام كما نقله ابن حزم و غيره ، و هذا الإعفاء طاعة لله تعالى و هي كغيرها من الواجات التي يثاب فاعلها و يُعاقب تاركها و هذا يُبقيها مظهراً من مظاهر السنة ، و تعطي انطباعًا معينا لمن يرها تكسو وجه أحد المسلمين في مثل مجتمعنا خصوصًا ، و هي تمثل نموذجًا لشريحة عريضة من الناس ..
يوجد من يخادع و يوجد من يُناقض .. و لكن ليس هذا محور حديثنا .. و من الممكن أن نناقش هذا الأمر في غير هذا الموضوع الذي كُتب لغرض محدد ..
هذا أمر ..
الأمر الآخر أيها الكريم في حقيقة الانتقاد ..
أولا : ما حدث في مركز الملك فهد الثقافي في المرة الأولى في مسرحية الإكليل ، لم يكن فيه أي لغة عنف ، بل من قام بالاحتساب هناك قام به بالطرق السلمية و استدعى المدير لهذه المسرحية و ذكره بالله تعالى ، و كان ذلك في غاية الأدب و الاحترام ، و ما قام به علماء معروفون كالشيخ فهد القاضي الذي بلغ الستين أو قريبًا منها ، و غيره من أهل العلم و الدعوة ممن عُرفوا بالوسطية و عدم الشطط و الجنوح ذات اليمين و ذات الشمال .
ثانيًا : ما حدث في مركز الملك فهد الثقافي أيضًا في الأسبوع الماضي حين عرض فيلم مناحي ، و كان الشباب فيه أيضًا في غاية الأدب في الجملة ، و هذا هو السائد في تلك الليلة ، و أنا لم أذكر هذا الكلام في ردودي السابقة إلا من باب التحري لما أنقل و توخي الدقة في ذلك ، و هنا أجزم لأني علمت يقينًا أنه لم يحدث فوضى ، و إنما حمل الشباب المحتسبون مجموعة من فتاوى اللجنة الدائمة و طالبوا بإيصالها إلى المسؤولين و ذكروهم بالله تعالى و جناية هذا الأمر قديمًا و حديثًا على أمتنا ..
ثالثاً : ما حدث في كلية اليمامة ، في الندوات فقد ضمن مداخلات للمشايخ و الأكاديميين المعرفوين المشهورين و كان تناقش بالأسلوب العلمي الرصين بعيداً عن المهاترات و العبارات السيئة ، و كانت لائقة بالجو الثقافي الجاد الذي كان يسود تلك الكلية حينها ، و لم يرتكب في تلك الندوات أي ممارسة تنم عن عنف .
رابعاً : ما حدث في كلية اليمامة حينها أيضًا حيث عُرضت مسرحية وسطي بلا وسطية و كان فيها جمع من الشباب الذين خرجوا عن المنهج الشرعي في إنكار المنكر و أحدثوا فوضى و بلبلة لأنفسهم ، و هم في غنى عنها ، و لا أعرف أحداً من المشايخ المحتسبين أيد هذه التصرفات ..
خامسًا : أما ما يحدث في معرض الكتاب ، هناك الندوات و هي لا تخلو من مداخلات حالها كما هو الحال في كلية اليمامة ، و حدث فيها بعض التجاوز من قبل بعض المحتسبين و لكنها لا تمثل ولا 5% مما جرى من المحتسبين الذين انتهجوا الأسلوب العلمي الذي يناقش بمنهجية .
سادسًا : أما ما يحدث في أزقة المعرض فهناك احتساب لا فوضى فيه ، و هناك رصد لتجاوزات وزارة الإعلام في فسح ما يُمنع شرعاً و نظاماً ، كما رصد الدكتور ناصر الحنيني جملة من الكتب الخارجة عن الدين أو السلوك أو نظام البلد ، و هذا مدون مسجل في مواقع كالمسلم و غيره .
هذه أشارات ، و لعل القارئ الكريم يحكم بعقله على تحامل الإعلام الذي لا ينكره إلا من خفيت عليه الحقيقة أو خُدع و اغتر بما يُكتب ، لا سيما إذا علمنا أن كثيراً من الإعلاميين يُمارس الكذب الصراح و لا يمكن أن يعترف بالخطأ و يُصححه ، و لدي شواهد في ذلك ، و أنا قريب جداً من هذه الأحداث و هذه المواقف و لله الحمد و أتحدث بانطباع كامل لدي ..
لا زلت أعتقد أن هذا الرسام حمل من الكذب و التشويه ما لا يمكن قبوله ولا إحسان الظن فيه ، فما قصة هذا الزجاج المتناثر الذي رسمه ، و ما قصة هذه الأماكن التي رسمها و ما حقيقة ما رسمه فيها .؟!
فإما أنه لا يعلم عن حقيقة ما دار ، فهم يرسم ما لا يعلم عنه شيئا و هذه مصيبة ، و إما أنه يرسم عن الذي يعلم خلافه و هذا كذب و افترى وقح ، و لا ينغي للإعلامي الغيور على بلده أن ينتهج هذا الأسلوب ..
و قد عجبت أيها الأخ المبارك من ردك على الأخ خالد بن محمد حيث قلتَ أن هذا الرسام لا يملك إلا رشيته و كراسته فكيف يكون له مشاركة في غير هذا ، و أنا أقول : ليرسم ما يشاء و لينفع مجتمعه و لكن بالحق و دون جناية على أحد و لا تشويه و لا تسفيه لأحد ممن افترى عليهم و كذب ، بإمكانه أن يجد ألطف من هذه الرسمه يُظهر فيها الانتقاد الصادق ، و الصوت الغيور عى الدين و على البلد .. و الناس في الجملة و لله الحمد يدركون كيد الإعلام الفاسد و استدراجه للبسطاء من الناس ممن لا يرضى بغيره مصدراً .
شكراً لك ..
آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 15-06-2009 الساعة 12:34 AM.
|