[فتى الصحوة]

[c]
____________________

أعرف شاباً يبلغ التاسعة عشر من عمره ..

عَـلِـم عن حاجة عائلة وكان يمدّهم بالمال الذي كان قد جمعه لأجل زواجه ، كان الوصل بينه وبين العائلة فتاة تبلغ الخامسة والعشرين من عمرها ..

لم يكن غيرها تستطع الاتصال به ، فأبوها في غيّـه لاهٍ وأمها عجوز مسكينة والأبناء صغار بالسن والبنات أصغر منها واللاتي أكبر متزوجات ..

يوماً بعد يوم تعلّـقت بذلك الشاب وعشقته ..

كم كانت تتمنى لقاءه وكم كان يردها عن بغيتها ، وما استمر معها إلا لحاجة أهلها ..

في يومٍ ما .. راودته عن نفسه وتملّـكت في لحظتها قلباً خاوياً فقـَبـٍل باللقاء ..

أغلق سمّـاعة الهاتف وذهب إلى المرآة ليتأمّـل وجهه .. تلمّـسَ نتيفات لحيته ثم أسدل بكفـّيه على وجهه فبكى ..

سارع بالاتصال عليها ، ألغى الموعد ..

بَـكـت .. ترجّـته .. هدّدته بإبلاغ أهله ، واستغلت حُبّ كتمانه على الأمر من كلّ من حوله ..

أجابها بصوت تعلوه الآهة : ( أنا أصون العهد لا أخون ، أنا أصون العهد لا أخون ) ..

واستمرّ بإغداق المال عليهم حتى بلغ الدّيـْن منه ثقله ..

خبّـرها برسالة أنه لا يستطيع المواصلة والذي بينهما انتهى بإعساره ..

أنهى القصة .. وما زالت تتصل عليه ولا مجيب ، إذ ليس بيده شيءٌ للمساعدة فلا حاجة لمخاطبتها ..

_______________

حدثني الشاب شخصياً بذلك - فأنا كاتم أسراره - ، فادعوا له باليُـسر وأن يفكّ الله أزمته ..

____________________

http://quran.islamway.com/jibreen/023.ram
____________________

[/c]