مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 19-06-2009, 10:48 AM   #31
7DAYS
عـضـو
 
صورة 7DAYS الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: أعيْشْ حيثٌ يْسكُن الطيبون ،
المشاركات: 1,427
الرجاء منكي اختي قرات هذا الشي ثم التفكير :
قررت الكتابة إليكم بعد تفكير طويل حول مصارحة أمي لكن لا جدوى ففهمها لي سيكون إما ناقصا أو لن تفهمني أصلا، فأنا طالبة جامعية أدرس بعيدا عن ولايتي بحوالي 400 كم، هذا ما يجعل تخوف أهلي زائدا عن اللزوم، لكني والحمد لله رغم بعدي عنهم زدت إيمانا وتمسكا والتزاما، أحمد الله كثيرا على توفيقي.

أولا: لا أريد الإطالة في سرد قصتي، مع بداية السنة الجامعية أثار اهتمامي شاب وقور ملتزم يتجلى التزامه من أخلاقه وشكله، ظننت حينها أن لا جدوى من التفكير في شيء أساسه سذاجة مني، لكونه شبيه زميل لي في الثانوية.

لكن بعد شهرين وخلال بحثي عن شخص ملتزم (رجل أو امرأة لأستأنس معهم بحديث مفيد في غربتي) على النت، وجدته، علما أني لم أكن أعرف إلا اسمه، وكما قيل صدفة خير من ألف ميعاد.

لم يرفض محادثتي، لكن في حدود الشرع والدعوة إلى الله، لم يصدقني أن صدفة قد تلاقيه بزميلة في الجامعة، لكن تأكد من نقاء نيتي وزارني في المكتبة ليأخذ مني كتبا، دار كل هذا خلال شهرين تقريبا، فالصداقة الطاهرة تجمعنا والحمد لله، لكن أنا في صراع مع نفسي خوفا أن أوقع بملتزم في زلات الشيطان أو أقع أنا فيها، فكيف أحافظ على نقاء العلاقة بيننا؟ فهل لي أن أحتفظ به كصديق أم أعتذر منه وأنهي محادثاتنا؛ لأن الشرع حرم كل علاقة مشبوهة بين الجنسين؟. المشكلة

الحل:
قد يتصور البعض أن المشكلة –هنا- في "معرفة" الحكم الشرعي، ولكن الحقيقة ليست كذلك، فالمشكلة هي كيف "نختار" الحكم المناسب ثم كيف "نطبقه".

الشرع قد وضع ضوابط محددة للعلاقة بين الجنسين، وهذه الضوابط والشروط التزم بها الصحابة والصحابيات أنفسهم، عندما اختلطوا في الأسواق، والمناسبات، والضيافة، والجهاد، ودروس العلم أحيانًا.

وهذه الضوابط والشروط واضحة، وهي: عدم الخلوة، وأن يكون الكلام عاما، وليس خاصًا، وألا يخرج عن إطار العمل، أو النشاط المشترك، وألا يحدث تلامس، وأن يكون هناك غض للبصر، وزي شرعي، وأن تكون هناك صحبة مشتركة، والبيئة العامة نظيفة، وأن تكون الشخصيات ناضجة محترمة في أسلوب الحديث.

ويمكنك التوجه لقسم الفتوى للمزيد من الأدلة الشرعية على هذا الكلام، وكذلك الأمثلة المتنوعة من حياة الصحابة رضي الله عنهم.

ولا يخفى عليك -في ضوء هذه الضوابط- أن فكرة (الصداقة الثنائية) مرفوضة تمامًا، وإنما المقبول هو العلاقة العامة -بالضوابط السابقة- في داخل الصحبة أو "الشلة" بشكلها العام، ولكن -كما ذكرت- ليست المشكلة في معرفة الحكم الشرعي، وإنما في (الاختيار) و(التطبيق).

فهناك شخص قد يرى في نفسه ضعفًا، ولا يطمئن إلى الاختلاط -بالرغم من كل الضوابط- لأنه في سن شباب أو مراهقة، ويشعر أن الشيطان قد يستدرجه خطوة تلو الأخرى ليقع فيما حرم الله، ويتجاوز الحدود والضوابط، هذا الشخص من الأفضل له ألا يعرض نفسه للذي ربما لا يحتمل.

وعلى الجانب الآخر هناك شخص أكثر نضجًا في شخصيته، ليس في سن المراهقة أو الشباب، كما أن البيئة العامة للاختلاط نظيفة، وتساعد على الالتزام بحدود الزمالة بشكل شرعي، قد يختار هذا اختيارًا مختلفًا؛ لأنه يتمتع بدرجة "مناعة" أعلى، فيمارس الاختلاط ملتزمًا بضوابطه.

وهنا يأتي السؤال الذي لا يستطيع أحدٌ الإجابة عنه إلا أنت: لأي منهما تشعرين أنك أقرب؟

هل تستطيعين التعامل مع هذا الشخص في وسط مجموعة من الشلة، أو الصحبة كزملاء لا تتحدثون إلا في حدود ما هو ضروري؟ وتلتزمون بالحدود والضوابط؟ أم أنك غير قادرة على الالتزام بهذه الضوابط وغير متأكدة من قدرتك على مراعاة الحدود، وأن العلاقة بينكما ستأخذ شكلا ثنائيًا غير مقبول شرعًا؟.

مرة أخرى أكرر: أنت من سيجيب، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك" وليس المقصود "بقلبك" هنا "أهواءك"، ولكن المقصود استفت "نفسك"، وفكري بصدق: أي اختيار سيكون أنسب "لك" وسيكون أحفظ لدينك؟ وكلمة "استفت قلبك" لا تعني أن يتحول كل منا إلى مفت يخترع دينًا خاصًا به، وإنما تعني أن ينظر كل منا إلى آراء العلماء المعروضة أمامه، ويفكر: أي الاختيارات هو الأفضل بالنسبة له، وكيف يمكنه تطبيقه في حدود ما أمر به الله تعالى.

وإن فعلت ذلك فستختارين الاختيار الأكثر اتقاءً للشبهات.

أنا أتوسم فيك صدقًا مع النفس، وأذكرك بجملة أخيرة: هناك نوعان من الأورام: أورام حميدة، وأورام خبيثة، كما أن الأورام الحميدة نوعان: بعضها يظل حميدًا، والبعض الآخر يتحول إلى النوع الخبيث.

و"الصداقة" بين الولد والبنت هي من الأورام الحميدة التي يمكن أن تتحول في "لحظة" إلى ورم خبيث؛ لذلك لا يوجد شيء اسمه "صداقة طاهرة"، ربما توجد زمالة عامة لمن يستطيع أن يلتزم بضوابطها.
أدعو لك بكل الخير.


وشكرا
__________________




وًمَتىْ تَنقَضِيْ سَنِينْ الًكَمد ..!
7DAYS غير متصل