تطبيق الدين ليس حكراً على أحد بل هو للناس كافة ، و لكن هناك من يخترق النصوص الشرعية و يتعدى عليها و يلغي بعضها و يحور مفاهيمها باسم الدين ، و هؤلاء ياوليهم من الله إذا لاقوه ، لأنهم قالوا عليه بغير الحق ، فالحديث في مسائل الشرعية هو توقيع عن رب العالمين , لهذا سمى ابن القيم كتابه ( إعلام الموقعين عن رب العالمين ) لأنهم يتحدثون بأحكام الشرعية عن الله تعالى ، فمن أقحم نفسه في الفتيا في مسألة من مسائل الدين بلا علم فهو مجرم آثم متقول على الله تعالى ؛ و لهذا يقول تعالى : {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء ، و قد قرن الله تعالى القول عليه بغير علم بأعظم منكر وهو الشرك بالله {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (33) سورة الأعراف
و إلا لو قال كل إنسان بما يعتقد و جعله دينًا له صار إسلامه بالاسم ، و هذا يُذيبه و يجعل أهوائنا قائدة لديننا ، لا أنها خاضعة له ، و لكن الذي يفتي و يحلل و يحرم من هو مؤهل من أهل العلم لذلك و لهذا قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء ، فما وقع عندنا فيه إشكال فيريد إلى الله و الرسول ، و أعلم الناس بما قال الله و قال الرسول هم العلماء .
فخلاصة الأمر .. أن تطبيق الدين ليس حكراً على أحد ، بل هو واجب عى الجميع ..
و لكن الكلام باسم الدين في أحكامه و حلاله و حرامه ، و ما يجوز و مالا يجوز ، فهذا ليس لكل أحد ، بل هو خاص بالعلماء ..
أسأل الله أن ييسركِ لليسرى ، و أن يجنبكِ العسرى ، و أن يجمع لكِ ين سعادتي الأولى و الأخرى .