عادة ما يكون الشخص في مجلس ثم يجد نفسه مرغما على التثاؤب بعدما تثاءب شخص آخر يجلس بجانبه أو في نفس المجلس ، بل وتنتشر موجة التثاؤب أحيانا عند عدة أشخاص في المجلس الواحد خصوصا عندما يقل انتباههم، ففي هذه الحال يمكننا أن نتكلم عن عدوى التثاؤب بل والأولى أن نقول جواب أو محاكاة أو تقليد التثاؤب . وفي حين أن التثاؤب ظاهرة مشتركة بين مجموعة من الحيوانات ، فإن ظاهرة العدوى أو التقليد خاصة بالإنسان، وقد قام العلماء بالعديد من التجارب لمعرفة آلية هذا التقليد نذكر من بينها :
قام الطبيب النفسي روبير بوفان بتجربة عرض خلالها فيلما يتكرر خلاله التثاؤب ثلاثين مرة وشاهده متطوعون وقع معظمهم في مصيدة التثاؤب سواء بعد بضع ثوان أو بعد بضع دقائق ، لكنه عندما عوض أشخاص الفيلم برسوم متحركة لم يتثاءب هؤلاء المتطوعون.
وبرهنت تجارب ستيفان بلاطيك في 2003 على أن الشخص يكون أكثر تقليدا للتثاؤب كلما كان أقدر على التفاعل مع الآخرين ومعرفة عواطفهم وفك رموز أحاسيسهم .
توصلت ريتا هاري من خلال التجارب التي أجرتها في يونيو 2003 إلى أن الخلايا العصبية المرآة تنشط أثناء عملية تقليد التثاؤب ، ولاحظت أن أعصاب الأخدود الصدغي- التي تنتمي إلى الأعصاب المرآة – تنشط عند ملاحظة تثاؤب الآخرين ، في حين أنها لا تنشط عند ملاحظة تعابير الوجه الأخرى ، وخلصت هذه الباحثة إلى أنه يحتمل أن تكون هذه الأعصاب هي المسؤولة عن ظاهرة التقليد.
__________________
لكل حرف عزف ولكل عزف صدى يردد أنغام العزف هنا صدى لضجيج حروفي :
http://wwwseham.blogspot.com/
.
|