[النمر الأرقط]

شكراً أيها الصقر 00 لوكنت بجانبي لحثيت في وجهك الورد 00

فأقول :

من الناس من يطلق لخياله العنان ويصوغ شتى التصورات التي تنسب إلى الناس التهم وتوقعهم في البلاء 000 وسوء الظن يجعل الإنسان يتجه اتجاهاً مغايراً لما أراده الناس ويقوم بتفسير الكلمات والوقائع والأخبار بناءاً على خلفيات نفسية مبيته فيفرّغ كل كلمة من مضمونها ويملؤها بمعان أخرى عديدة ليست من مدلولها ثم يمارس هذا الأنسان دون وعي نوعاً من التحليل لما يراه ويسمعه ثم يضخم إحساسه تضخيماً مسرفاً بدون أي تحفظ 00

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (الحجرات:12)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخواناً 00

قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير آية الحجرات :قال علماؤنا : فالظن هنا وفي الآية : التهمة ، ومحل التحذير والنهي : إنما هو تهمة لا سبب لها يوجبها كمن يتهم بالفاحشة أو يشرب الخمر مثلاً ولم يظهر عليه ما يقتضي ذلك ودليل كون الظن بمعنى التهمة قوله : ( وَلا تَجَسَّسُوا ) وذلك أنه قد يقع خاطر التهمة ابتداءاً ويريد أن يتجسس خبر ذلك الحديث ويبحث عنه ويتبصر ويستمع لتحقيق ما وقع له من تلك التهمة فنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك 00

وللحديث بقية