منقول من كلام احد الإخوان ............
ورد الشيخ الفوزان
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...
كان لدي إحساس أن العلامة الشيخ الدكتور صالح الفوزان لن يمر على تصريحات بعض مدراء الجامعات بعدم الحاجة للتخصصات الشرعية فيها لأن سوق العمل لا يحتاجها مرور الكرام بل سيرد عليهم ليبين خطأ مقولتهم التي أطلقت ربما بدون تأني وتأمل قبل إطلاقها .
وصدق إحساسي ... ها هو الشيخ العلامة الفوزان يردّ على تلك التصريحات بقلم العالم المربي العارف بخطورة مثل هذه التصريحات ، فجاءت في وقتها ، ومن قامة علمية شرعية تنظر إلى الأمور بنظرة العارف بما يحاك للأمة .
جزى الله العلامة الفوزان على تفاعلها مع ما يطرحُ في الصحف ، والرد عليها ، وهذا ولا شك أنه من باب الإنكار ، والجهاد بالقلم .
حفظ الله الشيخ ...
وقد ناقش برنامج " الشاهد " في قناة " دليل " هذا الموضوع ليلة البارحة ، وكان الضيف والموضوع والمداخلات ساخنة جدا ، فقد داخل الشيخ د. وليد الرشودي ، والشيخ د. عوض القرني ، وختمت المداخلات بالشيخ عبد الله المصلح ، وأجمعوا على أن تصريحات بعض مدراء الجامعات يكذبها الواقع من عدة جوانب .
الفوزان : العلم الشرعي لا يستغنى عنه بحال من الأحوال
اطلعت في بعض الصحف المحلية على مقالة لبعض المسئولين في الجامعات تقول إن سوق العمل لا يتطلب فتح كليات للشريعة في الجامعات.
وهذه المقالة كأنها صدرت من بعضهم من غير تأمل وإدراك لحاجة المجتمع إلى العلم الشرعي في كل زمان ومكان؛ فالناس بحاجة دائمة إلى علماء الشريعة لأنهم ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في القيام في الدعوة إلى الله والفتوى والتعليم والحسبة والإمامة والخطابة فوجودهم في المجتمع ضمان للقيام بهذه المهمات الضرورية، وقد صور النبي -صلى الله عليه وسلم - أثر فقد العلماء في الأمة بقوله : (وإنما يقبض العلم بموت العلماء، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)
دل هذا الحديث على أن الناس بحاجة دائمة إلى العلماء، وأنهم إذا فقدوهم اتخذوا بدلهم رؤساء جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا في أنفسهم وأضلوا من أفتوهم بغير علم، فتقع الكارثة ولا حول ولا قوة إلا بالله، والعلم إنما يحصل بالتعلم على أهله المختصين به في كليات الشريعة ودور التعليم، والعلماء يموتون، فلابد أن يكون هناك من يخلفهم ولا يتحقق هذا إلا باستمرار التعليم الشرعي بإيجاد كليات للشريعة.
إذاً فلابد من فتح كليات للشريعة في الجامعات، وليس مجال علماء الشريعة مقصوراً على سوق العمل الوظيفي كما يتصوره هذا القائل.
فالعالم الشرعي عمله مستمر في المجتمع سواء كان في وظيفة حكومية أو في غير وظيفة؛ فهو يعمل دائماً في حضره وسفره، وأينما وجد، ثم إن سوق العمل الوظيفي الآن بحاجة ماسة إلى العلماء الشرعيين؛ فجهة القضاء الآن يشكون قلة القضاة والإفتاء، كذلك يشكو ديوان المظالم والتحقيق والإدعاء.
كما يرد في تصريح المسئولين عن تلك المرافق ومجال الدعوة ومجال الحسبة ومجال الخطابة والإمامة كل مجال من هذه المجالات يشكو من قلة من يقوم بتلك الأعمال، وفي هذا رد على من يقول إن سوق العمل لا يتطلب فتح كليات للشريعة.
ولذلك يتجه اهتمام ولاة الأمور - حفظهم الله - بفتح كليات الشريعة في الجامعات سداً لهذا الفراغ وتلك الحاجة، ثم أيضاً إن تدريس العلم الشرعي هو الذي يحصل به مقاومة التطرف وتبصير الشباب بالطريق الصحيح ومنهج الاعتدال؛ لأنه هو الذي يوجه إلى الفهم الصحيح لنصوص الكتاب والسنة.
وما ضل الخوارج قديماً وحديثاً إلا بسبب عدم دراستهم للنصوص على علماء الشريعة ليصدروا عن فهم سديد ومنهج رشيد.
حيث اعتمدوا على فهمهم القاصر فضلوا وأضلوا.
قال ابن القيم عنهم : ولهم نصوص قصروا في فهمها فأتوا من التقصير في العرفان.
وفقه الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
جريدة الجزيرة عدد اليوم
|