بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
(دقة بدقة . ولو زدت لزاد السقا ..... )
من منا لايعرف هذه المقولة المشهورة التي دوَّى بها ذاك الفم الطاهر ، وتجلجل صداها في كل أرجاء البيت .
يبدو أنني استبقت الأمر حين استفتحت بتك المقولة .
لكنها بحق كلمات نبعت من فؤاد يئن من الألم ، وضمير مضرج بدماء الأسى والكآبة ، أغنت عن ألف بيان وبيان ....
أحبائي وأصدقائي :
تمر على الإنسان فترة من عمره يخيم عليها طيشان المراهقة ، وتنبري فيها تصرفات تتراوح في تصنيفها بين اليسير والكبير ... بعضها يزول بزوال الموقف ، ويتربع على عرش الذاكرة بعضها الآخر ، لعظمته أمام الله والناس ، ومن هنا أخبر عليه السلام فقال
( يعجب ربك من شاب ليست له صبوة )
إلا أن هناك أخطاء جسيمة مهما حاول الإنسان نسيانها فتبعاتها وما خلَّفته من دمار ترسم الأثر : كالحفر على الحجر ، لاتزول إلا بزوال صاحبها ، بل حتى زواله لايجدي في طمسها ....
الحديث عن صنف من أصناف المعاكسين الذين لن يرحمهم تاريخهم يوم أداموا الأمر ، وخيَّم الهوى على مواطن أجسادهم ، وهم من كتَب الله لهم التوفيق وهاجروا من مزالق العزوبية إلى أكناف العفاف ، ودخلوا عش الزواج الحقيقي على سنة الهادي أبا القاسم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
إلا أنهم لم يختاروا لأنفسهم السكون والهدوء ، فبعد أن ذهبت ( طفة العرس ) وأيامه ولياليه
(عادت حليمة لعادتها القديمة ) فلن يهنأ لهم بال ولن يرتاح لهم حال إلا بهدم أركان الحياة السعيدة التي منً الله بها عليهم ، فتجد العلاقات النتيّة ، والهاتفية: تعصف بأوقاتهم وأموالهم غير آبهين بشئ : لازوجة ولا أهل ، ولا وظيفة أو عمل ، وقبل ذلك كلِّه رب العالمين الذي أبان في كتابه وسنة رسوله عليه السلام مزالق الهوى وخطر الخوض في غمار شهوات النفس .
أبحث طويلاً عن إجابة لهذا الأمر الذي يؤرقني كثيراً ويجعلني في حيرة من أمري : لماذا عدت أيها المتزوج إلى المعاكسة بعدما زالت سنوات الطيش وامتد بك العمر إلى سنوات أصبحت فيها أباً ، بل أنت أنت : أيها المتزوج منذ شهور ...؟؟؟
أتمنى ألا أقرأ لأحبابي القراء عذراً غير مستساغ ، فعدم الرضى عن الزوجة ( جمالها ، أخلاقها ، طبعها ) ليس مبرراً محضوضاً فالدين قبل كل شئ ، ونحن أمام مشكلة كبيرة نبحث عن بواعثها ، نرجوا من ذلك حلها .... إلا أن عدم الخوف من الله ، وعدم الاكتراث بعواقب الخطيئة في الدنيا وأمام ربنا تعالى
هي أول هذه الأسباب في رأيي .
أخي المعاكس ( الكريم ) لأجد مدخلاً أناجيك فيه بهدوء إلا أن أذكرك بأمرين مهمين :
ثانيهما : أن الديْن مردود طال الزمان أوقصر ، والأمثلة في ذلك كثيرة ، ولعلي أعرف بعضها بأسمائها وصفاتها ، بل إن توبة الرجل لاتعفي من عقوبة الدنيا أحياناً .
والأول منهما كلمات نطق بها محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام بكل عقلانية وواقعية ، بعيداً عن الجنة والنار ، والقبر والصراط .( أترضاه لأمك ، أترضاه لأختك .....)
عزيزي المعاكس المتزوج : قف ... تأمل ... فكر ... قرر ... ( حفت النار بالشهوات )
عزيزي المعاكس الأعزب : الحديث بكل مافيه أيضاً لك
وشكراً لكم جميعاً