السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلامٌ بعد الغياب يفوح حباً وطهارهـ ., أكتب حرفي دون أن أراهـ بوضوح , سوى أنني أعرف أمكنة الأحرف , فسامحوني إن كان من خطأ , فالعتب على النظر ,
الموضوع يجمع بين القصة والشكر والبوح .
وقفة للفضـلاء : / لمن غمروني بلطفهم وسؤالهم ورسائلهم , لمن أهدوني الحب والعطـاء فشكراً لهم , وعذراً حينما لم يسعفني الوقت أو حالة الظروف دون أن أعقب على أتصالاتهم أو رسائلهم ,.
لك الحمد مهما أستطال البلاء : لك الحمد مهما أستبد الألم .
الحمد لله أولاً وأخيراً , والحمد لله الذي ألبسني كوامل الصحة والعافية .
هذهـ حروفٌ سطرت بشغفٍ وأنس , وليست للشكاية , بل مجرد بوح , وإجتياح كلام .
همسه : /
يحقّ لنا أن نفخر ونعتز بإبن بريدهـ ,
د / عبدالله الطرباق
مستشفى الملك خالد للعيون
مجال التخصص : الشدفة الأمامية
المنصب : مدير برنامج التعاون الطبي المشترك، وطبيب بقسم الشدفة الأمامية
المرتبة الأكاديمية : كبير استشاريين أكاديمي
الكلية الطبية : كلية الطب، جامعة الملك سعود
التدريب : برنامج الزمالة السعودية في طب العيون بالرياض
الزمالة : مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون (الجلوكوما / الشدفة الأمامية)
البــورد : البورد السعودي في طب العيون.
وهو من قام بإجراء العملية لي ., رجلٌ خلوق وصاحب إبتسامه , وإستشاري ناجح , تشعر بالراحة حينما يصف حالة تشخصيك وعلاجك
وله عيادات خاصه أيضاً ., وله حضور في مستشفى الحبيب في بريدهـ .
______________________________
..
الحياة مليئة بالمفاجاة , سواءاً أتخيلتها أم لا , الحياة مليئةً بالمعاناة , سواء اً أعشتها ام لا ,
الحياة جزءٌ لا يتجزأ من عذاب الحياة , المضاف لطعم السعادة الصادقه , الحياة جنون أن تخيلتها بكل حذافيرها,
المواقف تعطيك دفعةً قوية لترى بوضوح , سواءاً أكانت مؤلمةً أو حدثٌ مستغرب ,
كما رأيت الحياة مظلمةً في عيني ., فالحياة شقيةً حينما لا تستطيع أن ترى بوضوح, لتنحرم من مشاهدة أي شيء , وتنحرم من قيادة سيارتك , وتنجبر على أن يكون تنقلك مع سائق أجنبي ,
30 : 1 السبت ظهراً
موعد عمليتي التي أجهل نوعيتها , وأعرف مشكلة عيني , قدمت ورقة الموعد فسرت خلف ممرضه , تقودني لأكثر من عشرة أبوابٍ تفتحها لغرف معقمة , لأنتظر في غرفة لا تسمع فيها همسآ , وأنتظار قوارب الساعه , يجمعه القلق , ويشتته التفكير , رغم أننا كنا أربعة شبّان في الغرفه , إلا أن الصمت كان هو السائد , فلا وقت للحديث , ففي عيون الكثير القلق , وفي عيون الكثير الهم , وتحظر الممرضة بلباس العملية مع غطاء الرأس والأرجل , فقمت بلباسها لأنتظر نصف ساعةٍ أخرى , ولتدعوني للعمليه , فأقبل لقسمٍ آخر هو المحطة الأخيره لدخول العمليه .
3 عصراً .
بجانبي شخصين وعلى يساري شخصين . يدخل كل ساعةٍ واحد ثم يخرج وعيونه كاللهيب , ليطول الإنتظار , وأسمع أحاديث من أتوا من العمليه , فيقول هناك قسم خاص ذلك السرير لمن لديهم قرنية مخروطيه ويحتاجون لزراعتها فاللهم عافهم , مع علمي أنني لست منهم , . وعلمي أنها عمليةٌ أبسط .
5 عصراً .
ترقب لدخول العملية .. ونومٌ متقطع على الأريكة الكئيبة , فتقوم الممرضة بإلصاق أسمائنا على أيدينا , , فأجلس أترقب موعد دخولي , وكلما فتح الباب قلت هذا موعدي , لأنتظر بقلق , وليكون مصيري هو أنني آخر من سيجرى عليه العمليه .وحينما بقيت لوحدي وخرج المريض الأخير , قمت برهبة فخرج الطبيب ليقول لي عن أذنك سأصلي وأعود لك , مرحلة إحباط تجتاحني , ليعود الطبيب من إرهاق عملياته ,قوته , نادتني الممرضه فلا أرى إلا عيونها .. فأقبلت مثقلاً بالتفكير . فكل إنسانٍ سيرى همه أكبر . جلست على كرسي الكشف ليحرق النور عيوني , فيرى عيني الدكتور .. ليخبرني. أنني أحتاج لزراعة قرنية مخروطيه , وأما عيني الأخرى فهي أكثر سلامةً وتحتاج لزراعة حلقات تزرع الآن ومع مرور الوقت يتطور نظرك . بحول الله .
مشاورات :
يسألني متى أريد أجراء العملية الأخرى والأصعب . فأجمع على أن تكون بعد رمضان . لأنها تحتاج لمتابعةٍ دقيقه , كون القرنية المخروطيه , تأخذ من عين متوفي دماغياً وتوضع لك .
أستلقيت بتوكلي على الله لأجري عمليةً واحدة هي الأسهل والأبسط كما يقال ,. ومع علمي بعدم ألمها .
فتخيل معي أن شخصاً يعبث بعينك وأنت مستيقظ . ولا تستطيع الحراك خوفاً لسلامة عينك ., !!
،، يتبـع
بقلم / ياسر بن أحمد
مكة المكرمه