لا أوافقك , و نظرتك هذه أظنك بنيتها على حيز ضيق و لم تتوسع و تطلع و تعطينا نظرة حقيقة بل كانت رؤيتك بناء على عدة مواقف أو أمور لا يمكن أن
تكون رأياً أو أن تصور مجتمعاً
الدين هو من يقود المجتمع و قولك بأن البيئة التي نشأ فيه الشيخ أو غيره هي ما تشكل رؤاه فهذا مخالف لم نرى على الواقع وواقع كثير من المشائخ
بل الواضح أن اهتمام المشائخ بالنصوص جلي و بناء على ذلك يفتي بما يراه و يدين به لله
و كونك أخي الكريم لم تتبحر في علوم الشرع و لم تغص في أعماقها جعل رؤيتك في هذا المنظار , و أن البيئة أثرت على المفتي مما جعل للبئية أو المنشأ تأثيراً بالفتوى
البيئة و المجتمع الذي نشأ فيه الشخص قد يؤثر في رؤاه و أفكاره الشخصية هو فقط بينما الرؤية الشرعية تبنى على أدلة و نصوص
و ليس لرأي الإنسان أي مكان في ذلك لقصور في تفكيره وإدراك ما هو أفضل له و لغيره بل عقله يخضع للنص
و أيما دين بني على رؤى إنسان و أفكاره تاه و ضاع وسقط , بل انظر إلى النصارى حين حرفوا دينهم كيف صار وبالاً عليهم و كذلك اليهود فكيف بما بني على أفكار الإنسان و رؤاه
و بناء على ذلك مهما بلغ الشخص من العلم فكلامه يرد إذا عارض الدليل ,و هذا يهدم رؤيتك حول أن المجتمع هو من يسير الدين و ليس العكس
أما بالنسبة لقصة اليهودي مع الرسول صلى الله عليه و سلم فلماذا لا تقول
أن الإسلام كما هو معلوم دين رحمة و هذا جعل من الرسول صلى الله عليه و سلم يشفق على اليهودي من أن يخلد في النار
فزاره ليريه أخلاق الإسلام و يدعوه إلى الدين الحنيف رحمة به من الخلود في النار و الدخول في سعادة الإسلام و جماله
وهم اختصروا ذلك بقولهم أنه زاره ليدعوه للدين الحنيف بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى , لا يلزم أن تكون الدعوة بصريح العبارة بل هناك دعوة بالأخلاق و التعامل و غيرها
__________________
جاهدتَ نفسكَ والنفوسُ جهادها ** إن لا يهون بعزمها الأصرارُ
.
.
قال السماء كـئيبة و تجهمـــا ** قلت : ابتسم يكفي التجهم في السماء
آخر من قام بالتعديل اليراع الأبيض; بتاريخ 04-07-2009 الساعة 03:16 AM.
|