من الأيام ... اليوم الأول :
يا الله ياولد ... طلاب أولى ابتدائي للحوش . كان هذا صوت الأستاذ إبراهيم يجلجل في أرجاء المدرسة وطبعا كنت أحد المقصودين . حملت أثقالي وجريت نحو (الحوش) الذي كان عبارة عن أرض ترابية ممهدة ومسورة ويوجد على جانبيها مايسمى مجازا ( مرمى ) , اصطفت صفوف الأطفال تحيط بهم نظرات الأساتذة وكأنها تتوعدهم بأيام ( أسود من قرن الخروب) ,كان ذلك اليوم بالنسبة للمدرسة والأساتذة كما أعتقد دليل على البقاء فها هي الأجيال تترى كلما ذهب جيل أتى جيل آخر ونحن باقون , بينما كانت بالنسبة لنا بداية حياة جديدة ومختلفة , نادى الأستاذ إبراهيم : يالله يا ولد صفوا حسب الأسماء : فلان بن فلان , ..................... أولى أ جنب البرادة , و : فلان بن فلان ................. أولى ب جنب الشجرة . يالله ياجمشيد وزع عليهم فيشار , كان ما يحدث كالحلم فالعدد الكبير من الأطفال والحوش المفتوح والفيشار تجعل من المكان معركة لعب , ( تلاحظون الوحدة) بعدها بقليل : يالله يا ولد تعالوا معي نعطيكم كتب , ركظنا بسرعة نحو غرفة كبيرة جدا ومليئة بأصناف الكتب ورائحة الحبر والورق الجديد , استلمنا الكتب وبدأنا نقلبها ونحاول فك طلاسمها ونستمتع بالصور الموسومة على أغلفتها , ونحاول فهم القصة من تتابع الصور
.................................................. ............. يتبع .