15-اسم الكتاب:
حقيقة دعوة الإمام المصلح محمد بن عبدالوهاب
المؤلف:
إسحاق بن الشيخ عبدالرحمن بن حسن
المولد:
الرياض-السعودية
من لا يعرف الشيخ إسحاق ، الذي جاب الآفاق ، وطلب العلم في الحاضر والباد ، ومنهومان لا يشبعان طالب علم وطالب مال ..
بدأ طلبه العلم بالرياض على أعلامها ، ثم لما استولى ابن رشيد على الرياض رحل طالباً للعلم بالهند ، وقد مكث طويلاً وأجيز من أعلامها ؛ بل أصبح من أعلامها ، وقد رحل إلى مصر طالباً للعلم ودرس على علماء الأزهر –يوم كان الأزهر أزهراً- …
المهم هو قصة هذا المؤلف الرائع على اختصـاره ..
فإن الشيخ لما رحل لطلب العلم في الهند –وهو أحد أحفاد الإمام- سألوه أهل الهند وبعض طلاب العلم عن الدعايات عن الوهابية ، وقرأ بعض المغالطات ، وأن غالبية من يبغض دعوة الشيخ هم القبوريون-خـاصة- (المشركون) كالرافضة وبعض الطرق كالبريلوية فأخرج قلمه من غمده وأخذ بالبيان والتوضيح لعقيدة الشيخ وحقيقة دعوته ، وكان لهذه الرسالة وقعٌ طيب على أهل الحديث في الهند خاصة ، ولذلك بدأ في بيان الحقيقة بقوله:
"
فإنه ابتلي بعض الذين استحوذ عليهم الشيطان ، بعداوة شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله تعالى- ومسبته ، وتحذير الناس عنه ، وعن مصنفاته ، لأجل ما قام بقلوبهم من الغلو في أهل القبور ، وما نشؤوا عليه من البدع ، التي امتلأت بها الصدور ؛ فأردت أن أذكر طرفاً من أخباره ، وأحواله ، ليعلم الناظر فيه ، حقيقة أمره ، فلا يروج عليه الباطل ، ولا يغتر بحائد عن الحق مائل ، مستنده ما ينقله أعداؤه ، الذين اشتهرت عداوتهم له في وقته ، وبالغوا في مسبته ، وبالتأليب عليه ، وتهمته ، وكثيراً ما يضعون من مقداره ، ويغيضون ما رفع الله من مناره ؛ منابذة للحق الأبلج ، وزيغاً عن سواء المنهج.
والذي يقضي به العجب:قلة إنصافهم ، وفرط جورهم ، واعتسافهم ، وذلك أنهم لا يجدون زلة من المنتسبين إليه ، ولا عثرة إلا نسبوها إليه ، وجعلوا عارها راجعاً عليه ، وهذا من تمام كرامته ، وعظم قدره ، وإمامته ؛ وقد عرف من جهالهم ، واشتهر من أعمالهم: أنه ما دعا إلى الله أحد ، وأمر بمعروف ، ونهى عن منكر ، في أي قطر من الأقطار ، إلا سموه وهابياً ، وكتبوا فيه الرسائل إلى البلدان ، بكل قول هائل ، يحتوي على الزور والبهتان.
ومن أراد الإنصـاف ، وخشي مولاه وخاف: نظر في مصنفات هذا الشيخ ، التي هي الآن موجدة عند أتباعه ، فإنها أشهر من نار على علم ، وأبين من نبراس على ظلم … "
فهذا هو سبب تأليف الرسالة ، وإني وأنا أقرأ قوله ما دعا لله أحد وأمر بمعروف ونهى عن منكر ، وأهمها دعوة التوحيد ونبذ الشرك والتنديد سمي وهابياً ، إنها المأساة التي تحدث عن أعلام السنة في كل مكان ومن ذاك الزمان إلى الآن ، فخذ على سبيل المثال:
مأساة وقعت لعلامة فارس (إيران حالياً) حين اتهم بأنه وهابي وحذر منه ، وهو لا يعرف الوهابية من قبل ، فسأل حتى عرفها ، فقرأ وسأل فوجدها دعوة الكتاب والسنة ، فنظم قصيدة مطلعها:
إنْ كان تابعُ أحمدٍ مُتوهّباً .... فأنا المقِرُ بأنني وهابي
وهذا أحد الصوفية المعتدلين يتهمه شيخه أنه وهابي ؛ هل تعرف السبب؟
تابع القصة وتأمل:
ما معنى وهابي؟
اعتـــاد الناس أن يُطلقوا كلمة وهابي على كل من يخالف عاداتهم ومعتقداتهم وبدعهم،ولو كانت هذه المعتقدات فاسدة،تخالف القرآن الكريم،والأحــاديث الصحيحة؛ولا سيمـا الدعوة إلى التوحيد ودعــاء الله وحده دون سواه.
كُنتُ أقرأ على شيخٍ حديث ابن عبا في الأربعين النووية،وهو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا سألتَ فاسألِ الله،وإذا استعنتَ فاستعِنْ بالله)) ."رواه الترمذي وقال حسن صحيح"
فأعجبني شرح النووي حين قال:
"ثم إن كانت الحاجة التي يسألها،لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه،كطل الهداية والعلم .. وشفـاء المرض وحصول العافية سأل ربه ذلك،وأما سؤال الخلق والاعتمـاد عليهم فمذموم".
فقلت للشيخ:
هذا الحديث وشرحه يُفيدُ عدم جواز الاستعــانة بغير الله.
فقال لي:
بل تجوز!!
قلت:
وما دليلك؟
فغضب الشيخ وصاح قائلاً:
إن عَمتي تقول يا شيخ سعد (وهو مدفون في مسجده تستعين به) ،فأقول لها: يا عمتي وهل ينفعك الشيخ سعد؟ فتقول:أدعوه فيتدخل على الله فيشفيني!!
فقلت لهُ:
إنك رجل عالم قضيت عمرك في قراءة الكتب،ثُم تأخذ عقيدتك من عمتك الجاهلة!
فقال لي:
عندك أفكـار وهابية أنت تذهب للعمرة وتأتي بكتب وهابية!!!
وكُنتُ لا أعرف شيئاً عن الوهابية إلا ما أسمعه من المشايخ:فيقولون عنهم:
الوهابيون مخالفون للناس لا يؤمنون بالأوليــاء وكراماتهم،ولا يحبون الرسول،وغيرها من الاتهامات الكاذبة!
فقلت في نفسي:
إذا كانت الوهابية تؤمن بالاستعــانة بالله وحده،وأن الشافي هو الله وحده،فيجب أن أتعرف عليها.
سألتُ عن جماعتها .. فقالوا: لهم مكان يجتمعون فيه مسـاء الخميس،لإلقاء دروس في التفسير والحديث والفقه،فذهبت إليهم مع أولادي وبعض الشبــاب المثقّف .. فدخلنا غرفة كبيرة .. وجلسنا ننتظر الدرس .. وبعد فترة دخل علينا شيخ كبير السن .. فسلَّم علينا وصافحنا جميعاً مبتدئاً بيمنه .. ثم جلس على مقعد .. ولم يقم لهُ أحد .. فقلتُ في نفسي:هذا شيخٌ مُتواضعٌ لا يُحِب القيام.
بدأ الشيخ درسه بقوله:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره .. إلى آخرِ الخطبة التي كان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفتتح بها خطبه ودروسه .. ويتكلم باللغة العربية الفصحى .. ويورد الأحــاديث .. ويبين صحتها وراويها .. ويصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلما ذكر اسمه .. وأخيراً وجهت لهُ الأسئلة المكتوبة على الأوراقِ .. فكان يُجيبُ عليها بالدليل من القرآن والسنة .. ويناقش بعض الحاضرين فلا يرد سائلاً ..
وقد قال في آخر درسه:
الحمد لله على أننا مسلمون وسلفيون .. وبعض الناس يقولون: إننا وهابيون .. فهذا تنابز بالألقاب .. وقد نهانا الله عن هذا بقوله: {ولا تنابزوا بالألقابِ} .
وقديماً اتهموا الإمام الشافعي بالرَّفضِ فردَّ عليهم قائلاً:
إنْ كان رفَضاً حُبُّ آلِ محمدٍ .... فليشهد الثقلانِ إني رافضي
ونحن نردُّ على من يتهمنا بالوهابيةِ بقول أحد الشعراء:
إنْ كان تابعُ أحمدٍ مُتوهّباً .... فأنا المقِرُ بأنني وهابي
ولما انتهى خرجنــا مع بعض الشبـاب مُعجبين بعلمهِ وتواضعهِ وسمعت أحدهم يقول:
هذا هو الشيخ الحقيقي!!!
رابط قصة هداية الشيخ:
http://www.d-sunnah.net/forum/showth...threadid=15088
هذا فقط للتمثيل..
ثم قام الشيخ إسحاق بالبيان بقوله: "وسأذكر لك بعض ما وقفت عليه من كلامه "
وقد بين النقاط التالية:
اتباعه لمنهج السلف الصالح.
جهود الشيخ في بيان توحيد العبادة والإلهية.
رد الشيخ على بعض شبه مخالفيه في توحيد العبادة.
الشيخ يبين أن مجرد الإتيان بلفظ الشهادة من غير علم بمعناها ولا عمل بمقتضاها لا يكون المكلف مسلماً حتى يأتي بمقتضاها.
الإمام في مسائل:القدر والجبر والإرجاء والإمامة والتشيع على ما كان عليه السلف الصالح.
تقريرات مفيدة للشيخ على كلمة الإخلاص .
الشيخ موافق لأهل السنة في كل ما اعتقدوه جملة وتفصيلاً.
الشيخ لا يكفـر أحداً من أهل القبلة بذنب ير تكبه.
الإمام يرى الصبر على حكم الله،والأخذ بأمره، والانتهاء عن ما نهى الله عنه ، وإخلاص العمل لله.
وغيرها من المباحث المفيدة .. فرحم الله الشيخ ووالد الشيخ وجد الشيخ ووالد جد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ..