بسم الله الرحمن الرحيم
هناك شخصيات لمعت و سطرت الروعة و جسدتها واقعًا حيًا ، فيكفي أن تشير ببنانك نحو هؤلاء لتتحدث عن كل معنى نبيل و خلق شريف ، و هؤلاء هم حلاوة الحياة و أمنة المجتمع و سعادة النفوس ، ووجودهم بيننا يعطينا تباشيراً من أمل ، و تباريحًا للصبح و إيذانًا بانبلاجه .
من منّا لا يشتاق إلى حبيبه ، و من منا لا يتنهد من أعماق صدره ، لتتحرك كل ساكنة في قلبه و في جسمه إذا مر به طيف الأحبة ممن حالت الأقدار بينه و بينهم ؟!
لغة الشوق قاسية المعاني ، مؤلمة التراكيب ، شديدة الوقع على النفوس ، و لكنها في كثير من الأحيان مُسلية للخاطر بل إنها حيلة العاجز الذي يأوي إلى الشوق بعدما يئس من إمكان اللقاء بمن اشتاق قلبه إليه .
أقول هذا و أنا أسلي خاطري المكلوم ، و هاجسي المجروح ، بغياب والدي و شيخي العلامة عبدالله بن جبرين ، الذي أعيانا فراقه ، و أشغل بالنا غيابه ، و ظل ثغره ينتظر عودته ، و مسجده في حنين إليه ، و طلابه يترقبون حلوله في كرسيه الذي أضحى فارغًا يئن من لوعة الفراق .
أسأل الله له الشفاء العاجل ..