مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 10-07-2009, 11:43 PM   #1
نسيـــم الريـــــف
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2008
البلد: أرض الإبـــــــاء والفدااااااء
المشاركات: 253
الشيخ محمد الفهد الرشودي.... (شيءٌ من):

الشيخ محمد الفهد الرشودي.... (شيءٌ من):


رحلت وفي قلب المحبين حُرقةٌ .... ونارُ الأسى منهم تشب وتُضرَمُ

لقد رحل الشيخ رحمه الله وودع الدنيا فبكاه الأبعاد قبل الأقارب وبكاه الصغار قبل الكبار...

لقد زرت عجائز في البيوت في هذين اليومين وكبار سن مقعدين كلهم بموت الشيخ متاثرين...
بكته المنابر والمحابر وبكته حلقة الدرس وبكاه مجلسه وطلابه بكته بريده بل بكاه العالم الإسلامي بأسره...
بريدة فبالحزن السواد ألا البسي ... لبدرك فلن يرجى لبدرك مطلعُ
لعظم الفاجعه لم تدوي المنابر اليوم ولا الصحف بنعيه بل بقيت متحشرجة في الصدور كأنها في يوم النشور... وتذكرنا سقوط الكوفة حينما ترك المؤرخون ذكره لهول المصيبة فبأي لسان يتحدث وأي حرف يكتب فجلل المُصاب يُنسي الكُتاب...
رحل الشيخ بعدما أحبه الناس جميعا لأنه عاش حياته محبا لأهل الخير مستغفراً لأهل الشر متأول قوله تعالى:قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) فهؤلاء الكفار أُمرنا أن نعفو عنهم فكيف بإخواننا الذين أخطؤو في حقنا فعفى عن الحاقد والحاسد الذي ما عرف المساجد ...

رجُلٌ نحسبه أنه بلغ مرتبة الصديقين ولا نزكيه على الله كما قال الفضيل رحمه الله: لا يبلغ المؤمن الصديقيه حتى يكون مدح الناس وذمهم له سوا .
مدحه الناس فما تعاظم ولاتكابر, وذمه أُُناس فما وهن ولا تقاصر...

أصابته ضراء فكان للمنكوبين أنموذجا في الصبر
وأصابته سراء فلم يقوده كغيره إلى الأشر والبطر
مرت سفينة السلف في عصرنا فسقط ثلاثة منها سهوا هو احدهم فعاش بيننا ولسان الحال يقول:
خليلي لا والله ما أنا منكما ... إذا علم من آل ليلى بداليا
فعمل أعمال علها تقربه بهم والمثل يقول : إذا كنت على الأثر فما أسرع اللحاق بهم...
يصوم يوم يفطر الناس ولسان القدر يقول تفطر عندنا الليلة...
وكأن بيت ابن القيم أمام عينيه:
وصم يومك الأدنى لعلك في غد ... تفوز بعيد الفطر والناسُ صُومُ

أحب لقاء الله فأحب الله لقائه.

وكثير من الناس أحب البقاء في الدنيا لمسكن وسيارة وزوجة..

وأما شيخنا رحمه الله فما أحب البقاء في الدنيا إلا لثلاث:
1. أن يمرغ وجهه في التراب لله ساجدا
2. أن يصوم يوما حاراً بعيدٌ طرفاه
3. أن يزاحم طلاب العلم بالمساجد

ترى جسمه نحيلا لكنه أسدا هصورُ
يتهلل وجهه بشراً بنعم الله على عباده
ويتمعر وجهه إذا رأى منكرا أمامه
ترك كثير من المباحات ورعا فأشرق وجهه بالعبادة تبعا
شيخ غيور لدين الله ذو ورع ... نور العبادة يبدوا في محياهُ

شيع جنازته جمع غفير لم يسعهم المسجد الذي يسع لأكثر من خمسة عشر ألف مصلي...
تكبد الناس عناء السفر وتحملوا تبعاته ومشاقة وصلوا في الإسفلت و الأرصفة الملتهبه من حرارة الشمس المحرقة فما أحسوا بذلك ألما لذهولهم بالفاجعة التي تركتهم وقد تركوا الظلال والماء على الظما :
على مثل ليلى يقتل المرء نفسهُ ... وإن كان لا يرضى بليلى المعاديا

على قبره أهالوا عليه الدموع فارتفع التراب عن المعتاد قدر باع

وعزاؤنا بشيخنا أن الأمة ولود عندما يسكن العالم اللحود :
إذا مات فينا سيد قام سيدٌ ... قؤول لما قال الكرام فعولُ

ففي العام الذي توفي فيه الإمام الشافي رحمه الله ولد الإمام مسلم رحمه الله وذلك سنة 204هجري.

فرحمك الله أبا فهد أبن الفهد فما زلت في العلم طالبا ومعلما من المهد إلى اللحد
فطبت حيا وميتا
ووالله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا
اللهم آجرنا في في مصيبتنا واخلف لنا خيرا

عفاءٌ على دنيا رحلت لغيرها ... فليس بها للصالحين معرجُ
__________________
.

.
لندافع العمالة الأجنبية من الأسواق النسائية بكل ما نؤتى من قوة

{ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع صلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا}

آخر من قام بالتعديل نسيـــم الريـــــف; بتاريخ 10-07-2009 الساعة 11:49 PM.
نسيـــم الريـــــف غير متصل