بسم الله الرحمن الرحيم
ربما لا أجانب الحقيقة لما أقول أنني لا أمتلك مؤهلات تؤهل للكتابة عن الأندية الصيفية التي غطت كثيراً من مدن بلادنا و قراها و أحيائها ،
هذه الأندية التي جادت علي و على كثيرين بالعطاء الذي لا يمكن أن ينسى ، و كانت بحق من المصانع الرائدة التي تتم فيها عمليات الإنتاج للجيل الهُمام الذي يعشق حياة العطاء و البناء ، و يُفيض على مجتمعه بالعديد من مقومات الحضارة الحقيقة ..
إن هذه التجمعات الطلابية ليست لغاية قضاء وقت الفراغ فحسب ، بل إنها مجامع علمية و منتديات ثقافية ، تتداول فيها المعرفة ، و يتنافس فيها المتنافسون على موائد الثقافة و الخدمة للمجتمع و الأمة ، وهي المجتمع الصغير الذي يؤهل الفرد الناشئ للمشاركة الناجحة غداً في المجتمع الكبير الذي هو حياتنا العامة ، و مجتمعنا الكبير نرى نتائج منافساتنا في مجتمعاتنا الصغيرة في شتى مجالاتها .
في هذه المرافق تتحقق صيانة الشباب من المزالق ، و تحصينهم من الانجراف ، و حمايتهم من الانحراف و إعدادهم للوقوف أمام العواصف ، بالعلم و العطاء و الموهبة و الإبداع . و لهذا فإن من يقف أمام هذه المشاريع التنموية فإنه يقف أمام البناء ليُزعزعه و يزحزحه .
في هذه التجمعات يقف الأمناء من المعلمين و العاملين من أجل حراسة أبنائنا ، و تقويتهم و إعدادهم و تنميتهم
ليكون المسفيد الأول منهم هم أقرب الناس لهم ، ثم لتنتفع بهم أمتهم و أوطانهم . مشاهد حية و صور حيوية تنتشي لها النفوس ، و تطرب لها الأفئدة ، عمل و جد ، نشاط و حيوية ، تخطيط و حسن إدارة ، منافسة على الشرف و الارتقاء بالعقول .
قادة الغد و رجال المستقبل في شغل عاملون ، و بعزيمةٍ قادمون ، شعارهم الجد و الإبداع بلا حدود ، تتعالى صيحاتهم المتزنة ، و تتلألأ إنجازاتهم السارّة ، و يمتد جميلهم لُيسقي كل من يحتاج إليه ،
و ما أكثر العطشى في هذا الزمن ..
إنها صورة يوم واحد في أروقة و ساحات أحد الأندية الصيفية التي عدت إليها من بعد انقطاع ..
أخوكم / عبدالله .